باجة : ماساة فتاة اغتصبها أخوها بالتبني

 

اختطاف .. اغتصاب
اختطاف .. اغتصاب

 

هي فتاة تجاوزت الثمانية عشر عاما..امتطت  احدى وسائل النقل من باجة  هائمة على وجهها  لتنزل في محطة منوبة بحثا عمّن يستمع لمأساتها …فتاة أمية تجهل القراءة والكتابة لا تحمل بطاقة تعريف وطنية ولا أية وثيقة هوية ولا حتى دينار واحد قد يساعدها على امتطاء حافلة نقل عمومي …
اسمها «مروى» لا لقب لها حسب تعبيرها سوى «لقيطة» تبنتها عائلة في صغرها دون ان تعرف شيئا عن أمها البيولوجية وسر حياتها الدفين.  وفي خضم ضياعها في ماض أليم وغامض استفاقت على واقع  اكثر ألما بعد ان أقدم أخوها بالتبني على اغتصابها… ومازاد الطين بلة ان لا أحد من العائلة صدق كلامها ولا حتى مركز الأمن الذي حاولت فيه تقديم شكاية به حسب قولها.
رواية مؤلمة افصحت بها الفتاة «مروى» لـ«التونسية» قائلة: كبرت وترعرعت في عائلة بمنطقة ريفية بباجة الشمالية حيث كنت مختلفة عن بقية ابناء الجيران اذ لم التحق بالمدرسة في سن السادسة وحرمت من الدراسة  وكان ذلك أول استفهام يحيرني ويؤرق مضجعي رغم صغر سني ثم استمر الغموض في حياتي لأكتشف اني متبنّاة ولست الابنة الشرعية للعائلة  فلا مضمون ولادة ولا حكم تبني أو كفالة أعيش جسدا بلا هوية قانونية وأعجز عن القيام بأي اجراء أو مجرد البحث عن عمل..وكل ما اعرفه وما اعلمتني به والدتي بالتبني أن إمرأة سلمتني رضيعة اليها  واختفت  الى الأبد..  لتقوم هي بتربيتي  مع ابنها الوحيد الذي اختلفت طريقة معاملته عن التعامل معي وكان مدللا في حين كنت على خلاف ذلك اساعد في شؤون المنزل وفي الأعمال الفلاحية …
وتضيف مروى قائلة : كل ما  مرّ عليّ من ظروف وما عشته  من آلام ومعاناة كان ليمر عاديا وقد تمر به أية فتاة ريفية لولا ما حدث معي قبل شهر تقريبا حيث  اقدم  شقيقي بالتبني  على اغتصابي مستغلا غياب والدينا عن المنزل وذلك بعد ان شل حركتي وكاد يخنقني… لم يرحم توسلاتي ولا دموعي وقام بفعلته الدنيئة , ولما استنجدت بوالدتي لم تصدقني ووجدت نفسي مطرودة من المنزل ..
غادرت مروى  المنزل  لا تدري أين تذهب ولمن تلجأ، استغاثت  بالأقارب لكن دون جدوى  ثم اتجهت إلى مركز الأمن بلا وثيقة هوية ولا اسم كامل ولا سند يدعمها وهناك تعذر الاستماع لروايتها  وأخيرا وجدت الحل  في صديقة لها أوتها بموافقة والدتها لحمايتها من الشارع ومن «الذئاب البشرية» التي قد تتربص بها  ..وبعد مرور الأيام نصحتها والدة صديقتها بتقديم شكوى بالعاصمة والالتجاء للهياكل الاجتماعية المعنية برعاية امثالها من فاقدي السند لتقرر التحول الى العاصمة وتجد نفسها بلا مال ولا سند  ولا مجرد رقم هاتفي قد يساعد في الوصول اليها لتروي قصتها علها تجد اذانا صاغية لمساعدتها وسط خوف من المجهول وتردد حول الاقامة بمراكز اجتماعية ..
غادرت «مروى» المكان الذي التقينا فيه لتؤكد انها ستعود الى المرأة التي رافقتها في رحلتها الى العاصمة ولتواصل رحلة الكفاح من اجل اثبات الذات غير عابئة بمن تكون أمها البيولوجية أو والدها … طموحها الوحيد اثبات نسبها والحصول على لقب مع تتبع  شقيقها بالتبني من اجل فعلته الاجرامية التي سلبتها شرفا اعتبرته اعز ما تملك بعد ان سلبتها الحياة كل  ما كان من المفروض ان تملك  ..

قد يعجبك ايضا