اكتشاف علاج جديد للسرطان… وداعاً للعلاج الكيماوي

سرطان
سرطان

ظل السرطان هو المرض الأشد فتكاً حول العالم , و ظلت وسائل علاجه في حاجة دائمة إلى تطوير و بحث متواصل , حيث لم يصل العلم رغم التقدم الهائل إلى علاج ناجع و حاسم لهذا المرض الخبيث .
لكن يبدو أن العلم في طريقه للقضاء على السرطان كلياً بهذا الابتكار الجديد و المهم .
ابتكر العلماء طريقة جديدة لعلاج السرطان ستنهى تقريباً طرق العلاج الكيماوي بكل أضراره و آثاره الجانبية الفظيعة , حيث سيطبقون طريقة تحفيز الخلايا المناعية في الجسم لمقاومة السرطان , فيما يسمى ” العلاج المناعي ” .
و رغم أن فكرة “العلاج المناعي” موجودة منذ أكثر من قرن , إلا أنها لم تحظ وقتها بالتجارب العلمية السليمة و لا الدراسات التي توضح فعاليتها , لكن الفهم الجديد للعلاقة بين مرض السرطان و جهاز المناعة في جسم الإنسان خصوصاً كيفية رؤية الجسم للورم الخبيث على أنه خطر وليس مجرد انقسام خلوي، ودفع النظام المناعي لرد فعل وتصحيح هذا الخطأ, هذا الفهم الجديد أدى إلى تحقيق نتائج علاجية على المدى الطويل , للمرة الأولى , يمكن وصفها ب “العلاج ” .
تعتبر الأجسام المضادة هي أكثر العلاجات الواعدة و هي تستهدف مفاتيح تشغيل في الخلايا المناعية, و تنقسم إلى نوعين :
– نقاط تفتيش مانعة : أي تمنع السرطان من تعطيل جهاز المناعة لدى الإنسان, وهي مثل” ipilimumab” و” nivolumab” .
– محفزات مناعية : أي تحفز الجسم على إصدار رد فعل مناعي مثل” anti-CD40″
يتميز العلاج المناعي عن الكيميائي كونه :
1. لا يحتاج لظبط الجرعات كما في الكيماوي , حيث أن الجهاز المناعي يستطيع تحديد مدى قوة و نوعية الاستجابة المناعية المطلوبة للقضاء على الورم السرطاني أياً كان حجمه أو مكانه , بطريقة ذاتية دون تدخل .
2. العلاج المناعي “متنقل” أي أنه يمكنه تمييز الخلايا السرطانية في أي مكان في الجسم, حيث من المعروف أن قدرة الانتشار لدى الأورام السرطانية من أهم أسباب فشل علاجه .
3. العلاج المناعي يمكنه التغير و التكيف مع تغيرات الورم الخبيث , حيث أن للورم قدرة على التغير و مقاومة العلاجات العادية , بينما الجهاز المناعي الطبيعي لجسم الإنسان يملك مفتاح هذه المنطقة و يمكنه التأقلم مع أية متغيرات لأي مرض .
4. الذاكرة المناعية , تلك الخاصية التي يتمتع بها جهاز المناعة في جسم الإنسان تمكنه من الاحتفاظ بمعلومات عن المرض الذي تمت مقاومته , ليُسهل من مهمة القضاء عليه في حال مهاجمته للجسم مرة أخرى .
تلك الخاصية تمنح العلاج المناعي الجديد ميزة حصرية رائعة , حيث تمكنه من اكتشاف الخلايا السرطانية فور نموها و مهاجمتها في الحال , مما يعطي الجسم مناعة مدى الحياة , بينما الأدوية التقليدية تعمل فقط بمجرد تناولها .
5. العلاج المناعي يقلل كثيراً من أخطار و آثار العلاج الكيماوي , و يحمي مرضى السرطان من التعرض للإشعاع .
أظهرت النتائج في الشهر الماضي أن استخدام نوعين من الأجسام المضادة في الوقت نفسه يزيد من فرص الحصول على نتائج استجابة فعالة , لكن للأسف يزيد الأعراض الجانبية للهجمات المناعية لأنسجة الجسم الطبيعية.
لكن الأبحاث التي تجرى في “ساوثهامبتون” حيث المركز الذي بني خصيصاً لتطوير العلاج المناعي, و الذي سيجتمع فيه الخبراء من حول العالم , تبشر بنتائج مذهلة في هذا المجال , و تنبىء باقتراب القضاء نهائياً على السرطان .
وكالات

قد يعجبك ايضا