الفساد في مشاريع صفاقس : إستبدل سمك القضبان الحديدية .. فربح مليار و 200 مليون

الطريق السيارة صفاقس قابس
الطريق السيارة صفاقس قابس

ضحايا الهرسلة النفسية والمادية كثر. يتم تهديدهم في أجسادهم ومواطن رزقهم مقابل الصمت عن تجاوزات.. وسرقات.. والسكوت عن ملفات حارقة تقف خلفها شخصيات بارزة ونافذة، ومن بينهم محمد بنميز بن الهادي بن محمد وهو مواطن أصيل منطقة عوابد العامرة من ولاية صفاقس والذي تعرض إلى هرسلة تسببت له في انهيار عصبي وفقدان عمله.

محمد قام سنة 2010 بدراسة حول الجسر الموجود على الطريق السيارة صفاقس- قابس وتحديدا بمنطقة بئر علي بن خليفة وقد تبين له من خلالها أنه وقع الاستيلاء على أملاك الدولة والتلاعب بسمك الأنابيب المخصصة لتشييد الجسر باعتبارها لم تكن مطابقة للمواصفات حسب كراس الشروط والذي حدد سمك الأنبوب بعشرة مليمترات في حين أن الأنابيب التي تم استعمالها في هذا المشروع لم يتجاوز سمكها ثمانية مليمترات، حيث تم استخدام 647 أنبوبا بهذا السمك وهو ما اعتبره سرقة ونهبا للأموال العامة.

فساد فادح..
وذكر محمد لـ «الصباح الأسبوعي» أن استخدام المقاول لأنبوب واحد بهذا السمك حقق له ربحا قدره مائتا دينار وأنه إذا ضربنا عدد الأنابيب والتي تقدر بـ647 أنبوبا في 200 دينار نجد قيمة الفرق مليارا و 200 ألف دينار مما يعد تلاعبا بأملاك الدولة ولاحظ أنه تقدم بالعديد من القضايا إلى وكيل الجمهورية مرجع النظر قصد التحقيق في هذا الموضوع ومن ضمنه شكاية تقدم بها سنة 2012 وسجلت تحت عدد 1/3099 ولكن تم التغاضي عنها في بداية الأمر حيث تم اعتبارها مجرد هلوسة من مواطن مريض نفسانيا.

شكايات بالجملة
وأضاف محدثنا أنه قام سنة 2014 بالاتصال بالوكيل العام بمحكمة صفاقس لمراجعته حول هذه القضية وقد أقر بالإخلالات الموجودة صلبها ولاحظ أنه تم سماعه وتعذر سماع المشتكي بهم لعدم حضورهم رغم بلوغ الاستدعاءات إليهم، مشيرا إلى أنه بعد ثلاث سنوات من اللهث بين المحاكم تم استرجاع 280 ألف دينار من جملة الأموال وطرحها من الصفقة واعتبار ذلك مجرد خطإ في استعمال الأنابيب مبينا أن ذلك المبلغ الذي تم استرجاعه يعتبر تافها في ظل التستر عن المليار المتبقي على حد تعبيره.

تهديدات وبطالة
وأكد محدثنا أنه تعرض إلى الهرسلة والتهديد مما أدى إلى إصابته بانهيار عصبي نتيجة التهديدات بالتصفية الجسدية وخاصة حرمانه من العمل بالشركات الخاصة والعمومية مبينا أنه تعرض في الآونة الأخيرة إلى اعتداء بالعنف الشديد بساقية الزيت من طرف أشخاص مجهولين وتحصل على شهادة طبية تمكنه من راحة مدتها 21 يوما من طرف طبيب المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس.

وأضاف أن من قاموا بالاعتداء عليه لهم علاقة وطيدة بالمورطين في قضية الفساد المالي والإداري التي أبلغ عنها كما أنه يملك العديد من القضايا الأخرى المتعلقة بالعديد من التجاوزات وعبر محمد عن أسفه باعتباره وقع ضحية نزاهته وانضباطه ورغبته في كشف ملفات الفساد مؤكدا انه أودع العشرات من المطالب الشغلية للسلطات المحلية والجهوبة بصفاقس ولكنه لم يتلق أي رد منذ سنوات خلت وهو اليوم عاطل عن العمل جزاء نزاهته وإخلاصه.

علي البهلول / الصباح الأسبوعي

قد يعجبك ايضا