أسعار تلتهب بشكل غريب : “سي البصل قدرو عالي”.. والبطاطا والفول “في العلالي”

سوق الخضر والغلال بصفاقس
سوق الخضر والغلال بصفاقس

لما كانت الحملات الانتخابية تزداد حرارة تدريجيا على مدى أكثر من شهرين كانت الأسعار تزداد لهيبا بشكل غير مسبوق في مختلف الجهات، .ولما كان المترشحون للانتخابات «يغزون» الأسواق كان المواطن يكتوي بأسعار أغلب المواد التي سجلت ارتفاعا محيرا مما زاد في متاعب التونسيين الذين تدهورت مقدرتهم الشرائية وتعمقت معاناتهم إلى حد لم يعد يطاق.

جولة قصيرة في الأسواق ونظرة سريعة للأسعار كافية لتأكيد حالة الانفلات التي تشهدها دون حسيب ولا رقيب باعتبار انه لو تم تشديد الرقابة على مختلف المسالك لانطفأ هذا اللهيب كالعادة وسجلنا تعديلا للأسعار خاصة للخضر والغلال التي فاقت كل الحدود.

أسعار غريبة

من الغريب أن تتضاعف الأسعار في أقل من ثلاثة أشهر دون أي تبريرات مقنعة فكيف يتضاعف سعر البصل ثلاث مرات ليمارس القفز العالي ويتراوح سعره بين 1800 مي ودينارين ؟ ألهذا الحد تحول البصل إلى «سي البصل» حيث ازدادت مكانته بعد أن كان دوما على “الهامش” وكانت أسعاره على مدى السنوات في المتناول.

إن هذا الارتفاع في الأسعار تجاوز كل حدود المعقول أليس غريبا أن يبلغ سعر كغ من الفول الأخضر 2500 مي والقرع 2200 مي والجلبانة 2700 مي والبطاطا 1400 مي دون الحديث عن بقية الخضر التي سجلت أسعارها ارتفاعا جنونيا تجاوزت إمكانيات المواطن الذي أصبح يعود بقفته شبه فارغة لاعتبار انه أصبح غير قادر على مواجهة هذا الغلاء و”الكواء”.

بين المطرقة والسندان

أحد المواطنين “انفجر” قائلا “وين ماشين الزوالي..راكم شعلتوه وشوشطتوه” وكان المسكين يلعن السياسة والسياسيين لأنهم سبب هذا الانفلات والمتاعب التي يعيشها التونسي اليوم على حد تعبيره .ويبدو هذا المواطن محقا في غضبه لأنه على مدى الأشهر الماضية ركزتمختلف الأطراف على الانتخابات التشريعية ومن بعدها الرئاسية وتناست المواطن الذي وجد نفسه بين المطرقة والسندان.

وبعد طي صفحة الانتخابات الرئاسية أمس بات من الضروري الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة التي ستكون من مهامها معالجة الملفات الحارقة ومن أبرزها إطفاء لهيب الأسعار لان المواطن عانى طويلا ولم يعد قادرا على الانتظار أكثر ثم إن من وعود الأحزاب الفائزة في الانتخابات تعديل الأسعار في أول خطوة قبل أي انجاز آخر لان المسألة تتطلب رقابة مشددة على مختلف المسالك وخطة متكاملة.

محمد صالح الربعاوي / الصباح

قد يعجبك ايضا