النادي الصفاقسي : انتهى الغليان .. هدأ الهيجان .. “عبد الناظر” هو الربّان

لطفي عبد الناظر
لطفي عبد الناظر

يمكن الجزم في صفاقس بأن الفريق قد عانى في السنتين الماضيتين من بعض الاخطاء التي كانت احيانا قاتلة والتي ساهم فيها المحيطون بالفريق ومن جملتهم الهيئة المديرة، كما لا يخفى على عاقلان ان الأمور قد ازدادت تعكرا في الفترة الفارطة وذلك بسبب التراشق بالتهم بين كبار القوم ولجوئهم الى وسائل الإ علام من اجل نشر غسيل النادي على مرأى ومسمع من الجميع فيما يشبه الحرب الباردة التي اصبحت ظاهرة للعيان خاصة بين الرجلين الاقوى في الفريق حاليا وهما رئيس الفريق لطفي عبد الناظر ورئيس اللجنة العليا للدعم المنصف السلامي، ويمكن القول بأن هذه الحرب الغير معلنة قد أفرزت الخيط الابيض من الخيط الاسود في القصة وذلك بمعرفة الطرف الذي يسعى الى خدمة الفريق من الطرف الذي يخدم مصالحه. وبالعودة الى اصل الحكاية فإن اول شرارة لهذه الحرب تعود الى ظهور المنصف السلامي في حصة «ستاد التونسية» مباشرة اثر الانسحاب من رابطة الابطال الافريقية امام شباب العلمة وانطلاقه في كيل التهم للهيئة المديرة وهو ما هز الشارع الرياضي في صفاقس بما انه لازال يتجرع مرارة الانسحاب التي ركب عليها السلامي ومن معه ليظهروا بثوب المنقذ والطرف الاشد تعلقا بالفريق وبمصالحه ولكنهم دون قصد بانوا الآن بالكاشف الاكثر اضرارا بالفريق وذلك بنشر غسيله الداخلي عكس الفرق الاخرى التي لا تسمع لخلافاتها الداخلية همسا. ولابد هنا من التنويه بما قام به نائب الرئيس المنصف خماخم في نفس الحصة التي رفض فيها دعوة المنشط رازي القنزوعي للحضور جملة وتفصيلا وذلك لتجنب نشر غسيل النادي امام وسائل الاعلام وبالعودة الى الظهور التلفزي للمنصف السلامي آنذاك وجد رئيس الفريق نفسه مجبرا على التدخل بالهاتف في حصة اخرى في نفس الليلة وهو ما لم يكن مبرمجا ولكن سياسة الفضح التي اتبعها السلامي ألزمته بذلك كما وجد نفسه امام حتمية عقد جلسة عامة طارئة .

بالعودة الى موضوع الجلسة العامة المبرمجة ليوم 20 جوان والتي لن ترى النور بحكم عدم قانونية الدعوى لها بما أن المدة النيابية لهذه الهيئة لازالت سارية المفعول ومن حقّ الرئيس تفعيل قرار الدعوة لعقد جلسة استثنائية تماما كما يحق له تجميده هناك في الحقيقة عدة تساؤلات تطرح نفسها في الشارع الرياضي في صفاقس وتتعلق اساسا بالجدوى من اجبار رئيس الفريق على عقدها خاصة في ظل عدم توفر البديل اللازم من طرف رجالات الفريق واولهم المنصف السلامي الذي كان من الممكن له ان يدفع بأحد المقربين منه او اي شخص يرى فيه المقدرة على المسك بزمام الفريق إن لم يعجبه عمل الهيئة المديرة التي طالما انتقدها وإن لم يفعل فإن افضل ما يقوم به هو التزام الصمت والاقتصار على دوره في الفريق وهو توفير شيء من الدعم المالي بصفته رئيس للجنة العليا للدعم التي غابت عن المشهد في المدة الفارطة والتي ضعف عملها كثيرا خاصة اثر الخصومة بين المنصف السلامي والمنذر بن عياد التي ابعدت هذا الاخير عن حضيرة الفريق رغم العمل الكبير الذي قام به طيلة فترة وجوده من تقديم مشاريع استثمارات عادت على الفريق بالملايين وايضا من دعم مادي وكان لزاما على السلامي التحلي بالرصانة واحترام المكانة التي يحظى بها في صفوف الأنصار عوض الدخول في مزايدات لن تزيد سوى في تعقيد وضعية الفريق.

هذا من جهة ومن جهة اخرى وفي مقابل الفشل في الزج بمترشح لرئاسة الفريق وايضا في مقابل التزام رجالات الفريق بمتابعة المشهد عن بعد وعدم التشمير على ساعد الجد للنهوض بالنادي فإنّ البيان الذي قدمه السلامي مطلع الاسبوع المنقضي والذي ادخل بعض البلبلة على محيط النادي وذلك للطعن في شرعية الجلسة العامة في ظل عدم وجود اي مطلب للترشح تناسى السلامي على ما يبدو أنه ووفقا للقانون الداخلي للفريق فإن الدعوة الى تكوين لجنة خماسية لا يجوز الا حين حصول شغور في رئاسة الفريق وفي قضية الحال فإن رئيس الفريق موجود وأعلنها بصراحة انه سيواصل المشوار إن لم يجد بديلا له وهذا اقصى ما يمكن للرئيس فعله وذلك بالتنازل عن منصبه طواعية ولكن ما يحسب لعبد الناظر هنا رغم اخطائه هو عدم تخليه عن فريقه الام اذا ما تخلى عنه الجميع وعدم تركه يسبح في تيار من المشاكل وعدم السماح بعودة فترة قاتمة عاشها صرح النادي الرياضي الصفاقسي وتعتبر عارا على جبينه سنة 2011 عندما لم يجد الفريق رئيسا له مما اجبر محبين بعيدين كل البعد عن مقومات الرئاسة على تقديم مطلبين للترشح لقيادة الفريق .

و خلاصة القول هنا ان عدو النادي الرياضي الصفاقسي الاول هو بعض رجالات النادي الرياضي الصفاقسي الذين يتبعون سياسة أنا وبعدي الطوفان وذلك برغبة كل واحد منهم في الخروج في ثوب البطل وثوب الرجل الذي بإمكانه الخروج بالفريق من عنق الزجاجة وحل جميع مشاكله فعند الالقاب تجدهم صفا امام عدسات الكاميرا وامام الجماهير وعند النكبات تجدهم على اعمدة وسائل الاعلام يقترحون ويحللون ويناقشون و«اما الفعل يجيبوا ربي» المهم الآن.. الجلسة العامة موضوع النزاع لم يعد لها مكان.. وبتحرّكات «الرئيس» في الآونة الأخيرة انتهى الغليان… وهدأ الهيجان بما أن هويّة «الربان» ثابتة بنفس العنوان… عبد الناظر هو «الرئيس» والفرصة الآن مواتية للمّ الشمل من جديد وتجاوز خلافات الماضي.

فاضل بوجناح / التونسية

قد يعجبك ايضا