رئيس الغرفة الوطنية للمخابز : لهذه الأسباب لا تسجل بقابس وصفاقس حالات تبذير وإتلاف للخبز

خبز لفيف - صفاقس
خبز لفيف – صفاقس

انتقد رئيس الغرفة الوطنية النقابية لأرباب المخابز بشدة الحل المقترح ضمن تصور المعهد الوطني للاستهلاك للحد من تبذير الخبز المدعم بالتوجه نحو توحيد أصناف الخبز في محاولة إلى امتصاص أوفر قدر ممكن من الكميات المتلفة بفعل التبذير. وأكد محمد بوعنان عدم نجاعة وجدوى هذا الحل الذي لن يقضي على الظاهرة بل يمثل امتدادا لها.

ويرى في المقابل أن الحل الصائب والسليم يكمن في التصدي الحازم للدخلاء على القطاع والقضاء على المخابز العشوائية التي اكتسحت المجال بشكل لافت في السنوات الأخيرة ليناهز عددها الألف مخبزة من جملة 3200 وحدة.

ويفوق إنتاج المخابز الفوضوية التي تعمل دون بطاقة مهنية أو باتيندا حاجيات الاستهلاك اليومي بكثير ما يؤثر حسب المتحدث بصفة مباشرة على نشاط المخابز المنظمة ويفرض منافسة غير نزيهة وعادلة داخل القطاع. ويساهم في تفاقم ظاهرة الخبز البايت، المستنزف لاعتمادات الدعم.

وجدد بوعنان رفع فيتو الرفض ضد المخابز الموازية محملا إياها القسط الأوفر من المشاكل والمشاغل التي تؤرق أهل المهنة.

“زيرو” خبز بايت

صيحة الفزع التي أطلقها رئيس الغرفة ودعوته الملحة لسلطة الإشراف للتدخل السريع بمعالجة الوضع تستند إلى الانتشار الكبير لهذا الصنف من المخابز بعد الثورة خاصة في ربوع تونس الكبرى التي يتمركز بها نحو 600مخبزة عشوائية فيما تتوزع البقية على عدد من الجهات.

وأورد بوعنان أن الحل في القضاء على ظاهرة الخبز البايت في مستوى المخابز تكمن أساسا في التصدي الكلي للنشاط الموازي مبرزا أن بعض الولايات التي لا تتواجد بها المخابز العشوائية مثل صفاقس وقابس لا تسجل بها أي حالات تبذير أو إنتاج يفوق الحاجة.

وينحصر التبذير وما يرصد من خبز بايت في الوسط الاستهلاكي الأسري. منوها بالدور البارز للقطاع المنظم بهاتين الولايتين في التصدي لكل محاولات الانتصاب الفوضوي.

في المقابل وبالنظر لامتدادها الجغرافي تصعب السيطرة على الظاهرة بتونس الكبرى.

وتأكيدا على أهميةالعلاقة السببية بين تنامي ظاهرة التبذير وتزايد عدد الدخلاء استدل رئيس الغرفة بدراسة سابقة كانت أشارت إلى أنه طوال سنوات2008و2009و2010 لم تسجل حالات خبز بايت وهذا يعود حسب توضيحه إلى غياب المخابز الموازية وبالتالي فإن ما ينتج كان يجد طريقه إلى الاستهلاك دون تبذير أو إتلاف.

الترفيع في السعر لن يحل الأشكال

استبعد المتحدث أن يكون لأي عملية ترفيع في السعر تأثير إيجابي على التحكم في ظاهرة التبذير والتقليص من كميات الخبز البايت واعتبر أنه مهما ارتفعت قيمة الزيادة فإنها لا تمثل الحل الأنجع مادام الإنتاج يفوق بكثير الحاجيات حسب رأيه.

قيمة مضافة للنخالة

فيما تنتقد غرفة المخابز حل توحيد أصناف الخبز المدعم وتعتبره غير مفيد في الحد من التبذير فإنها تثمن التوجه الرامي إلى استعمال مادة النخالة في تحضير الخبز اعتبارا إلى الفوائد الصحية والغذائية لهذه المادة ولكن أيضالما توفره من فرصة للتمييز بين الصنف المدعم وغير المدعم.

واستنكر محمد بوعنان في الأثناء تغييب المهنة وعدم استشارتها في التوجهات والخيارات الكفيلة بالحد من تبذير الخبز المدعم منتقدا عدم تشريك الغرفة بالرأي عند إعداد الخطة المعروضة على وزارة التجارة للحد من تبذير الخبز.

900 ألف خبزة تزيد عن الحاجة يوميا

تجدر الإشارة إلى أن تقريرا أعده المعهد الوطني للاستهلاك أظهر أن كميات الخبز التي تعود إلى المخابز والمطاعم والمؤسسات السياحية وغيرها تقدر يوميا بنحو900ألف خبزة. وتناهز كلفة التبذير لمادة الخبز المدعم بـ100مليون دينار. علما أن معدل إنتاج الخبز يوميا يزيد عن 6.7مليون خبزة.

وللحد من التبذير وعقلنة كلفة دعم المواد الغذائية الأساسية اقترح معهد الاستهلاك على وزارة الفلاحة خطة وطنية تستهدف إرساء سلوكيات استهلاكية رشيدة خاصة بالنسبة لمادة الخبز المدعم، ومن بين توجهاتها توحيد صنف الخبز المدعم وتكثيف برامج تحسيس وتوعية المستهلكين بأهمية ترشيد استهلاك هذه المادة…

منية اليوسفي / الصباح

قد يعجبك ايضا