صفاقس : حين تتحول البنية التحتية إلى “بونية تحتية”

بنية تحتية
بنية تحتية

غريب أمر هذه المدينة التي تحيا بين تهميش الدولة و السياسات و الحكومات و بين عقوق الأبناء و تنكرهم لها حال إشتداد عودهم  فالسياسات و الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال و التي كانت تضع هذه الولاية خارج الحسابات و المخططات و خارج التاريخ لم يكفها ذلك بل كان للقائمين عليها ما يمكن تشبيهه سوى بنوع من الكره و التمييز و التاريخ وحده سيثبت على سبيل المثال السبب الذي من وراءه إستقالة الدكتور محمد علولو من حكومة السبسي الأولى حين يقرر يوما أن يصرح بذلك علنا و نحن نحترم أنه لم يفعل حتى لا ننشر ذلك ..

و بين عقوق الأبناء حيث يرى كل من يشتد عوده قليلا أن لا مجال للعيش في صفاقس و لا مجال للإستثمار بها حتى كادت المدينة تتحول إلى خزان إنتخابي زمن الانتخابات و إلى مقبرة كبيرة يوصي أغلب هؤلاء أن يدفنوا فيها حين يغادرون الحياة ..

هذه الولاية السائرة بشبه معجزة أو ” بالقدرة ” كما يقال لا طرقات فيها تخضع للمعايير المحلية قبل الدولية بل إن عاصمة الجنوب كما تسمى و على بعد 3 كيلومترات من مركزها ينطلق الريف و يبدأ شكل المدينة في التغير إلى طرقات فاقدة للأهلية تتسبب يوميا في إتلاف عدد من السيارات و ازقة بلا إنارة تساهم في إرتفاع عدد الحوادث و في تسهيل عمليات السلب بالقوة ” البراكاجات” للمواطنين و السيارات و الغريب أن هذه الولاية تتنفس بعد و لازالت تنتج و تصدر و مازالت تشكل عصب الإقتصاد الوطني في حين أن كل مافيها في  البنية التحتية قد تحول إلى ” بونية تحتية ” بضربات تحت الحزام يخشى أن تكون إحداها قاتلة يوما ما .

قد يعجبك ايضا