حصيلة 3 أيام من معركة صفاقس: احتلال المدينة و سقوط أكثر من 900 شهيد

دخول الجنود الفرنسيين مدينة صفاقس
دخول الجنود الفرنسيين مدينة صفاقس

يعتبر 16 جويلية 1881 ذكرى مؤلمة في تاريخ صفاقس إلا وهي ذكري احتلال المدينة و حصول مجزرة فضيعة في حق أهالي المدينة. و هذه المدينة الصغيرة حينها ب16000 ساكن و لكن كبيرة بتحديها للظلم و بإعلاء راية الحق و الجهاد، عظيمة برفضها للذل و الاستسلام لمستعمر لا يفهم سوى لغة الخضوع أو الدم. وقفت صفاقس بشموخ أسوارها و بأس رجالها و إخلاص ثلة من المقاومين أمام القوة العسكرية الحديثة لفرنسا. سلاحها في المقاومة بنادق تقليدية و مدافع مهترئة و شجاعة تسري في دماء أهلها منذ ألف سنة. أما المغتصب الغاشم فقد أطلق أكثر من 2000 قنبلة على المدينة في قصف عنيف تواصل ليومين. سقطت القنابل على الأجساد الغضة تمزقها، على المنازل العامرة تدكها دكا  و على المساجد و المعالم التي تخزن أصالة و تاريخ شعب أبي. لكن صمد السور كالفولاذ و لم يحصل به سوى بضعة ثقوب.

الانزال البحري
الانزال البحري

و في صباح 16 جويلية تمت عملية الإنزال العسكري منذ 3 صباحا لتتحول المعركة من البحر إلى البر.  تكونت جسور خشبية معدة سابقا و تقدم الجنود الفرنسيون على متن قوارب صغيرة متجهين إلى الشاطئ وسط تواصل القصف العنيف. وعلى الساعة 6:30 وصلت أول دفعة من جنود المشاة إلى شاطئ صفاقس ليكتشفوا حجم الدمار الذي لحق بمدافع المقاومة. إلا أن المجاهدين خرجوا من مخابئهم ودارت لمعارك عنيفة داخل المدينة الأوروبية وارتكبت مجازر.

تواصل المعارك داخل أزقة المدينة
تواصل المعارك داخل أزقة المدينة

ثم التف الفرنسيون من جميع الجهات حول المدينة العتيقة وقصفوا السور بمدفعية الجبال، وتمكنوا من دخول المدينة من السور الغربي و من باب الجبلي. تواصلت المعارك داخل الأزقة و البيوت و تواصل فيها ارتكاب المجازر الانتقامية. وكان أول مكان يحتل هو الجامع الكبير أقدس الأماكن في المدينة وتحول إلى ثكنة عسكرية. تمكن المستعمر من السيطرة على المدينة على الساعة 11 صباحا و رفع العلم الفرنسي على صوامعها.

 فكانت حصيلة 3 أيام من القصف و المعارك و المجازر سقوط 900 شهيد و آلاف الجرحى. في حين سقط من المستعمر 38 قتيل و 106 جريح. فر على بن خليفة النفاتي بعيدا عن صفاقس كما فر عديد الصفاقسيين المقاومين إلى المدن المجاورة.

رحم الله شهداء صفاقس و الوطن.

د.وليد العش. موقع تاريخ صفاقس.

قد يعجبك ايضا