كل البلدان العربية في حالة حرب …هل هو خيار أم أمر مفروض؟

أعلام الدول العربية
أعلام الدول العربية

إن المتأمل في وضع البلدان العربية الآن ومن المحيط إلى الخليج يلاحظ استهدافه بالقلاقل والحروب لاستنزاف مقدراته وتلهيته في مشاكل عميقة وخطيرة لا تبقي ولا تذر والمستهدف فيها بالأساس الشعوب ومقدراتها وما ينتج عنها من ويلات ومآسي وتدمير…. كل البلدان العربية في حالة حرب فعليا أو مهددة بها أو مؤجلة التنفيذ …فهل منا من كان يتصور ان تدخل السعودية والخليج في حرب مفتوحة مع اليمن الفقير لولا إيران ومن ورائها أمريكا التي فتحت لها الأبواب وعلى مصراعيها للدخول في العراق وسوريا ومن ثمة اليمن؟ ويقيني أن هذه الحرب مع اليمن ستشتد يوما بعد يوم ولن تعرف نهايتها قريبا خاصة إذا ما تدخلت السعودية بريا لأن أمريكا ومن ورائها إسرائيل في حاجة ماسة لهذه الحرب بل لهذا المستنقع الخطير لتسويق السلاح ولمزيد إخضاع بلدان الخليج وإضعافها وإنهاكها وارتهانها لها بما تعقده من صفقات الحماية والدفاع المشترك بالأموال الطائلة التي تدفع على حساب قوت الشعوب العربية المنهكة إلى جانب إنهاك العرب وتلهيتهم في مشاكل ومصاعب خطيرة تكون معطلا لحركة النمو والتطور والانعتاق من التخلف. وما نراه اليوم من ممانعة أمريكا لمثل هذه الاتفاقات والضمانات بالحماية كتابيا وما يبدو ظاهريا في عدم رغبتها فيها لأسباب تافهة وبشكل صريح وواضح وهو عكس ما تبطنه لمزيد تخويف الأنظمة القائمة ولتجبرها على مزيد الخضوع والدفع بسخاء ولوعيها الجازم بأن بلدان الخليج في أوكد الحاجة إليها اليوم والبعبع إيران يهددها ويتوعدها…

حقا إن مصائبنا من أمريكا ولكن خلاصنا لا يكون إلا بها نظرا لتعقيدات الحروب وصعوباتها وتربص إيران بنا وما نحن فيه ليس خيارا اخترناه بل هو أمر مفروض علينا لمزيد إضعافنا واستنزافنا بلا شفقة ولا رحمة خدمة لإسرائيل وشركات صنع السلاح …ولكن نجانب الصواب إذا لا نقول أن ما نحن فيه هو نتيجة لسياسات خاطئة وبالتالي نتحمل قسطا لا باس به من المسؤولية.

محمد العش

14/5/2015

قد يعجبك ايضا