اليوم العالمي للتنوع البيولوجي للجزر : “جمعية الشبان والعلم بقرقنة” في رحلة إلى جزيرة سفنو

جزيرة سفنو - قرقنة
جزيرة سفنو – قرقنة

22 ماي هو اليوم العالمي للتنوع البيولوجي للجزر، و على إثر هذا الحدث، نظمت جمعية الشبان والعلم بقرقنة، “Jeunes Science Kerkennah”، فسحة بحرية ليوم كامل كانت بدايتها من، منطقة الرملة ثم الذهاب إلى منطقة الشرقي، و فور وصول أعضاء الجمعية و الفريق الصحفي و بعض السياح الفرنسيين، انطلقنا على متن سفينة للذهاب إلى جزيرة سفنو، هي جزيرة خالية من السكان، لكن فيها منظر طبيعي خلاب و رائع ،و بها موقع أثري و كهوف صغيرة و لوحة فسيفساء.

من ضمن هذه الخرجة البحرية الممتعة ،أخذنا فكرة عامة و شاملة على التنوع البيولوجي للجزر نلخصها في هذا المقال.
يعد التنوع البيولوجي جزءا لا يتجزأ من الأنشطة المعيشية والدخل والرفاه والهوية الثقافية لنحو 600 مليون من سكان الجزر، أي ما يقرب من عُشر سكان العالم ويمثل دولة من بين ثلاث دول أعضاء في الأمم المتحدة.

ويكمن نصف الموارد البحرية العالمية في مياه الجزر. وتستأثر الصناعات القائمة على التنوع البيولوجي مثل السياحة وصيد الأسماك بأكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي للدول الجزرية الصغيرة النامية. وتوفر الشعاب المرجانية وحدها ما يقدر بمبلغ 375 بليون دولار من العائدات السنوية في السلع والخدمات.

وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الأنواع الجزرية الموجودة في البر والبحر لا نظير لها في أي مكان آخر على وجه الأرض. وتشهد هذه الأنواع على ما تركه لنا التراث التطوري الفريد، وتعد باكتشافات تتراوح من الأدوية والأغذية إلى أنواع الوقود الأحيائي في المستقبل.

ومع ذلك، وعلى غرار النمط العالمي، يتناقص التنوع البيولوجي للجزر بمعدل لم يسبق له مثيل في مواجهة المخاطر المتزايدة. وتلحق عوامل مثل ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب تغير المناخ، وتحمّض المحيطات، والأنواع الغريبة الغازية، والتلوث، والصيد المفرط، والتنمية غير الرشيدة بهذا التنوع أضرارا فادحة. وتواجه أنواع كثيرة خطر الانقراض. كما تتأثر سبل معيشة الناس والاقتصادات الوطنية أيما تأثر جراء ذلك.

وتتيح عملية تحديد خطة التنمية لما بعد عام 2015 والمؤتمر الثالث المعني بالدول الجزرية الصغيرة النامية الذي يعقد في ساموا في سبتمبر من هذا العام على السواء فرصا لتلبية الاحتياجات التي تنفرد بها الدول الجزرية الصغيرة النامية وعكس مسار تدهور التنوع البيولوجي على نطاق العالم. ويتعاظم إدارك الدول الجزرية الصغيرة النامية بسبب مواطن ضعفها للصلات القائمة بين سلامة النظم الإيكولوجية ورفاه الإنسان. ولقد أعلنت العديد منها التزامها على الصعيد المحلي والوطني والإقليمي بحفظ التنوع البيولوجي واستخدامه على نحو مستدام، بما في ذلك من خلال تصديق صكوك هامة من قبيل بروتوكول ناغويا بشأن الحصول على الموارد الجينية والتقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن استخدامها.

في جميع أنحاء العالم، تقام حاليا العديد من الشراكات المبتكرة للحفاظ على الموارد البحرية والساحلية، وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ، وتطوير السياحة المستدامة وصيد الأسماك والصناعات الأخرى. وبمناسبة الاحتفال بهذا اليوم الدولي، تعهدت جمعية شباب العلوم قرقنة باعتماد أفضل الممارسات وتكييفها والارتقاء بها حتى يتسنى لها حماية النظم الإيكولوجية الهشة، بما يعود بالنفع على جميع سكان جزيرة قرقنة الذين يعتمدون عليها، وعلى الناس في كل مكان.

و في الختام يبرز موضوع هذا العام أهمية الجهود المبذولة على كل الصعد لوضع أهدام إنمائية مستدامة تكون جزءا لا يتجزأ من جدول الأمم المتحدة لأعمال التنمية للفترة 2015 – 2030 وما يعنيه التنوع البيولوجي للتنمية المستدامة.

ويرتبط مصير الإنسانية ارتباطا وثيقا بالتنوع البيولوجي من حيث تنوع الحياة على الأرض. والتنوع البيولوجي هو بذلك أمر أساسي للتنمية المستدامة ورخاء الإنسان، من حيث أنه عامل حاسم نظرا للسلع الأساسية والخدمات الإيكولوجية التي يقدمها في الحد من الفقر
ويعتمد 3 بليون نسمة على التنوع البحري والساحلي، في حين يعتمد 1.6 بليون نسمة لكسب معايشهم على الغابات والمنتجات الحرجية غير الخشبية. وبالتالي فإن تدهور الموئل وخسارة التنوع البيولوجي يهددان معايش ما يزيد عن بليون إنسان ممن يعيشون في الأراضي الجافة وشبه الرطبة. ولذا يلزم تطوير خطط شاملة لحماية التنوع البيولوجي بما يحقق التنمية المستدامة وخفض الفقر.

أمير الهرابي

قد يعجبك ايضا