“سَارة ومَاثيُـو” .. حبّ وسط غدر رصاص الإرهاب

سارة و ماثيو
سارة و ماثيو

حضرت قصّة حبّ قويّة وسط هجوم الإرهاب على “ضيوف تونس” باستهداف مؤسستين سياحيتين في سوسة.. وقد نقلت جريدة الـ”تلغراف” البريطانيّة تفاصيل ما جرَى للثنائي سَارة ومَاثيُـو وسط لعلعة الرصاص، يوم أمس، على يد قاتل لا يرمي غير وضع اسميهما ضمن لائحة القتلى من ضحايا غدره.
سَارَة ومَاثيُو كانَا على الشاطئ حين شرع المهاجم الإرهابيّ في حصد أرواح أبرياء بالمنطقة القريبة من مرسى القنطاوي، مستعينا بسلاحه الناري ضد السياح العزّل، فما كان من الشاب البريطاني، البالغ من العمر 30 عاما والمشتغل مهندسا للبتروليات، إلاّ أن حوّل بدنَه لدرع بشري حمى به محبوبته سارة، التي تصغره بـ4 سنوات.. ما جعل جيمس مَاثيُو يتلقَّى ثلاث رصاصات على جسمه، استقرت اثنتان منهما بصدره وإحدى كتفيه، فيما الثالثة نالت من ردفه.
“أخبرني أنّه يحبّني كثيرا قبل أن يطلب منّي الفرار لكي أغدو بأمان.. وطلب منّي أن أخبر أبناءنا بالحب الكبير الذي يحمله تجاههم كأب” تورد سارة لـ”تلغراف” قبل أن تزيد: “لقد أبدَى شجاعة في حمايتي لم أر نظيرا لها من قبل، وكنت مجبرة على الهرب بفعل استمرار الطلقات الناريَّة في استهداف كل ما يتحرّك.”.
وقالت سارة لذات الصحيفة البريطانيّة إن مهاجمتهما قد جاءت حين كانا على الأسرّة الشاطئيّة يستمتعان بأشعّة الشمس الدافئة، وواصلت: “من الصعب تذكّر كل ما جرَى، فأنا لم أرَ غير رجل يرتدي ملابس سوداء وأمامه يتساقط الناس وسط دمائهم.. لقد حمَاني مَاثيُو من الإصابة، وبعدما حاول التحرّك نال رصاصة أخرَى، كما أصيب من جديد حين صدرت عنه حركة إضافيّة…”.
ذات المتحدثة أوردت للـ”تلغراف” قولها: “حين تمكنت من الفرار اختبأت بخزانة مناشف، وسط الفندق، إلى أن هدأت الأوضاع، فوجدت صعوبة في العثور على جيمس وسط الجثث التي كانت قد غطّيت بأثواب بيضاء، غير أن مرور ساعتين شهد توصلي بمكالمة هاتفية حملت إلي صوته وهو يخبرني بوجوده في المشفى وخضوعه لتدخل أنقذ حياته.. لقد كسرت الرصاصة حوضه وكادت تنال منه سكته قلبيّة”.
وتصرّ سارة على ملازمة أب طفليها إلى أن تطمئنّ على وضعه بشكل كامل، معلنة أنها تكتفي حاليا بالدعاء إلى الله كي يستعيد مَاثيُو عافيته كاملة.. كاشفة أنها تواقة إلى مغادرتهما للتراب التونسي، بأسرع وقت ممكن، صوب مدينة “بونتِيبرِيـد” ببلاد الغال، وذلك لمعاودة ملاقاة طفليهما تيغَأن وكَادِين، البالغين من العمر 6 سنوات و14 شهرا، واستعادة حياتهما العادية.

قد يعجبك ايضا