صفاقس عاصمة للثقافة العربية : نجاح الافتتاح رغم كل شيء ( بقلم بلقاسم الخماري )

إفتتاح تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016
إفتتاح تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016

النجاح في أي تظاهرة فنية وثقافية مسالة “نسبية ” والحكم يخضع لرغبة الناقد وخلفيته الفكرية والثقافية وربما السياسية والعرقية …افتتاح تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية صدر الحكم بفشله قبل يوم الافتتاح وهذا طبيعي في زمن تستعد فيه مجموعات للتهجم على من يخالفها الراي والفكر خاصة عندما تكون المصالح الشخصية هي الدافع الرئيسي لاصدار الحكم ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي بما ان النصوص كانت جاهزة منذ حقق الاعتصام اهدافه ….العروض كانت موجودة والاضاء والالوان الزاهية كانت موجودة معلنة عن انطلاق انوار التظاهرة في ولاية اراد الظلام احتلالها قبل دحره والاهالي شاركوا في ليلة الافتتاح كضيوف وليست نهاية العالم ان صعد المنطاد الى السماء او لم يصعد وهل كان للعرب علاقة بالتكنولوجيا والطائرات ؟؟؟ فحتى المغربي عباس ابن فرناس الذي حاول الطيران في غابر الازمن تبين انه امازيغي وليس عربيا كما روجت لذلك كتب التراث المحملة بالمغالطات التاريخية ..اذا الافتتاح يبقى مجرد افتتاح …….والعمل الانساني مهما كان نوعه لايرتقي للكمال فالكمال لله وحده……….لكن لوبيات اطلقت خفافيشا على مواقع التواصل الاجتماعي والجرائد الالكترونية التافهة للتشكيك في كفاءة الجميع…ثم تم اتهام المشاركين في الاعتصام بالتسبب في تدهور الوضع النفسي والاجتماعي والاقتصادي بولاية صفاقس وربما تم اتهامهم باجبار النواب على سحب الثقة من الحبيب الصيد ….
والحقيقة التي لابد ان يعلمها الجميع ان الاعتصام كانت له اهداف واضحة ومكتوبة ولاعلاقة لها بالافتتاح ولا تاثير لها على الافتتاح ولونه وطعمه لان عروض الافتتاح تم تحديدها من طرف نفس اللجنة التي كانت موجودة قبل الاعتصام وواصلت العمل بعد الاعتصام ومازالت حتى بعد ليلة الافتتاح ….
اذا الافتتتاح تم وانتهى ودخل طي التاريخ وهو مجرد افتتاح لان التظاهرة ستتواصل سنة كاملة وفقراتها كثيرة ومتنوعة لكن بعض رموز المجتمع المدني لايتابعون العروض الفنية والمنتديات والتظاهرات الفكرية والشعرية والمسرحية والادبية ولايعلمون ما يعانيه كل فنان تونسي وكل ما في الامر ان التظاهرة ارادوها فرصة لاستغلالها بالتعاون مع الدخلاء على الاعلام والثقافة والانتهازيين من اشباه رجال الاعمال الذين يحشرون انوفهم في الشان العام والشان الثقافي …متسلحين بثقافة الوليمة والغنيمة ….عشقهم للانتهازية السياسية جعلهم يعتقدون ان احزابهم قادرة على فك رموز الشان الثقافي ….ان استعمال مصطلح “الفشل الذريع” لسهرة الإفتتاح ناجم عن تحرك بيادق السياسة واصحاب عقلية الغنيمة والوليمة وبيادق عصابات تدعي انها المدافع الوحيد على صفاقس وهم في الحقيقة مجموعات بدون رصيد هدفهم التموقع في الساحة والمشهد .مجموعات لاعلاقة لها بالشان الثقافي وحب صفاقس وحب الثقافة انما تاتي تحركاتها في اطار بعيد كل البعد عن مسالة الثقافة والفكر لان البرمجة الثقافية والافكار وطريقة العمل من مشمولات اهل الاختصاص وصفاقس تعج برجال ونساء الثقافة.
خلاصة القول ان ما يحصل في صفاقس مجرد عملية سياسية قذرة تحركها اموالا فاسدة ….والذين يصيحون الان مرتدين جبة “الغيرة على صفاقس” في حقيقة الامر لا تهمهم صفاقس بقدر ما تهمهم “مصالحهم والانتخابات المقبلة” اما القطيع الذي يسير وراء الذئب فلا لوم عليه لان الجاهل يفعل بنفسه ما لايفعله العدو بعدوه ……………. ومن يريد التشكيك في رجال الثقافة والادب والفكر في صفاقس عليه باعادة ترتيب جراثيم دماغه التي لم تترك مكانا للعقل في راسه … في هذا الزمن الأرعن الذي اجبر العصفور على الصمت ليعلو نهيق الحمار … رعاع القوم ينفشون ريشهم لان الزمن منحهم الفرصة والقطيع يسير حسب ما يحدده الراعي ولعنة الله على هذا الزمن الكلب …انه زمن الجنون والتوحش والاعتداء على الجميع من طرف الحثالات والمنافقين وبيادق اللصوص … لحظات نادرة في تاريخ الثقافة حولت صفاقس إلى مكان للتنافس على حبك الدسائس وتشويه سمعة الغير والناجح من يتفوق في امتحانات التفاهة والنفاق والتلحيس للاحزاب واللصوص والكلاب …..انها الحرب على الجمال والاجتهاد .. انها حرب الجميع على الجميع, عندما تندلع تطول وتطول مستنزفةً كامل قوى المجتمع ومخلفةً الخراب والدمار ومحولةً هذا المجتمع إلى بقايا مجتمع,يسهل على باعة الاوهام مستقبلا استقطاب الاغبياء لساحات البيعة للسلطان والشيطان من هذا الصراع الدامي والمميت -الذي لا منتصر فيه- ينتج هذا المجتمع أفرادا يصيبهم الإحباط واليأس والانكسار والتبلد العام للمشاعروالاحاسيس , فلا يكترثون أو يبالون أو يهتمون لأي شيء حينها ترقص الكلاب المسعورة لنهش ما تبقى من اجساد المجتمع …اما “وقود المعركة “فهم مجرد أدوات لغريزة التخلف والانتهازية والتلحيس… لا شيء يوازي التوحش والتسلط وقهر المثقف اكثر من غياب سلطة الدولة لتصبح السلطة بيد العصابات التي تحشر انفها في كل الميادين حتى في ميدان الثقافة والعقل والذوق الرفيع والفكر الراقي …..ان ما يحصل في صفاقس مزيج غريب من السذاجة والحمق والتوحش والتسلط والغباء والنفاق وجد الارض المهيئة لنمو شجرة الدمار والتدمير …. ويبقى السؤال المطروح على عباقرة الزمن الكلب ..هل انتهت كل مشاكل صفاقس واصبحت الثقافة فقط هي المسالة الوحيدة التي تشغل بال سكان الولاية ؟؟؟ ام ان هناك عملية قذرة اسمها اللعب من وراء الستار وتحريك البيادق والاوتار عبر الحثالات واعلام العار ؟؟..فمن انتم يا انتم ؟؟؟؟

بقلم بلقاسم الخماري

قد يعجبك ايضا