حول إفشال “مدن الفنون” مرّة أخرى في صفاقس

للمرّة الثّالثة على التّوالي يتمكّن أحرار القطاع من دفع وزير الشؤون الثقافيّة إلى التراجع عمّا أسماه بـ”مدن الفنون” في صفاقس، إذ أصدرت وزارة الشؤون الثقافيّة على صفحتها الرّسميّة بلاغا عبّرت فيه عن تراجعها عن انجاز هذه التظاهرة في صفاقس في موعدها المقرّر يوم السبت 7 جانفي 2017. إنّ تراجع الوزير عن هذه الزيارة قد جاء نتاجا طبيعيّا لصمود أبناء القطاع في الجهة وتمسّكهم بمقرّرات هياكلهم النقابيّة وامتناعهم عن القيام بأيّ عمل أيّا كان في سياق هذه التظاهرة، ليشكّلوا صورة رائعة واضحة المعالم عن وحدة الصفّ النقابي القطاعي في مواجهة سياسات التهميش والتنكيل التي تنتهجها سلطة الإشراف، فاجتمعت كلّ أسلاك القطاع على كلمة واحدة تكثّف جملة المطالب وهي “لا لمدن الفنون”. مركز الفنون الدراميّة بصفاقس بأعوانه وإطاراته، وسلك المكتبات بأعوانه وإطاراته، ومؤسّسات العمل الثقافي بأعوانها وإطاراتها، والمعهد الجهوي للموسيقى بصفاقس بأعوانه وإطاراته، والمندوبيّة الجهويّة للثقافة بأعوانها وإطاراتها ونخصّ بالذّكر العاملين في قسم الماليّة الذين امتنعوا عن القيام بأيّ معاملات ماليّة في سياق هذه التظاهرة، كلّ الزميلات والزملاء في صفاقس قد صنعوا هذا الانتصار بالتفافهم حول نقاباتهم الأساسيّة والتزامهم بمقرّرات الهياكل النقابيّة القطاعيّة، فألف ألف تحيّة لهم دون استثناء.
لا يفوتنا أيضا أن نحيّي أحرار قطاع التعليم الثانوي بجهة صفاقس ونخصّ بالذّكر النّقابة الجهويّة للتعليم الثانوي التي ساندتنا في هذا التحرّك النقابي وأسهمت في إسقاط زيارة الوزير إلى المعهد الثانوي المنجي سليم حيث كان مزمعا أن يدشّن ما يسمّي بـ”ساحة الفنون” هناك، ليقدّموا بذلك صورة ناصعة عن التضامن النقابي ولسان حالهم يقول لن نقبل أن يجرى في مؤسّساتنا أيّ نشاط يستشفّ منه ضرب العمل النقابي في قطاع آخر فكلّنا في خندق واحد وكلّنا نعمل تحت راية واحدة وهي منظّمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل.
نحيي كذلك كلّ أحرار الجهة من نقابييّن في مختلف القطاعات، وفنّانين أحرار رفضوا أن يقدموا عروضا ضمن فعاليّات ما يسمّى بـ”مدن الفنون”، ومثقفين عبّروا عن موقفهم الداعم لنضالات قطاعنا وعن استعدادهم لمشاركتنا النضال من أجل واقع ثقافيّ أفضل، وناشطين في المجتمع المدني وفاعلين ثقافيين في الجهة تفاعلوا معنا برقيّ كبير وأعربوا عن مخاوفهم من النيل من المرفق العمومي في قطاع الثقافة وأنّ نضالات القطاع النقابيّة تتقاطع مع هواجسهم وتصوّراتهم.
في الختام نحيّي الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، والمكتب التنفيذي الجهوي ممثلا في الأخ الكاتب العام عبد الهادي بنجمعة، على وقفته المبدئيّة مع مقرّرات هياكل القطاع ترجمها في بيان مشترك بين الاتحاد الجهوي والنقابتين الأساسيّتين للقطاع بالجهة، عبّر فيه بكامل الوضوح عن رفضه لزيارة الوزير إلى صفاقس ووصفها بـ”الزيارة غير المرحّب بها” لأنّها “تحمل في طيّاتها المزيد من الإمعان في الدّوس على مطالب القطاع”، ليجد الوزير نفسه في مواجهة جهة برمّتها ترفض زيارته وتتبرّأ من إحدى بنات أفكاره “مدن الفنون”، فلم يكن له من خيار سوى التراجع عن الزيارة وحفظ ما تبقى من ماء الوجه.
برصّ الصفوف بين مختلف أسلاك القطاع نصبح ماردا عتيّا يخشاه خصومه ولا يخشى عليه.
بالتفافنا حول نقابتنا ومقرّرات هياكلنا النقابيّة نخطو خطوات ثابتة نحو تحقيق المطالب.
بتجسير العلاقات مع القطاعات الأخرى المنضوية تحت راية الاتحاد نقوى فلا نضعف أبدا.
بالتنسيق اليومي مع الاتحادات الجهويّة للشغل يصبح نضالنا النقابي أكثر فاعليّة ونجاعة.
عاشت نضالات القطاع
عاش الاتحاد العام التونسي للشغل.
شاهين السّافي
(عضو النقابة الأساسيّة للثقافة بصفاقس،
مكلّف بالتثقيف النقابي والعمّالي)

قد يعجبك ايضا