تحقيق : %3 من متساكني صفاقس معوقين .. الأسباب مختلفة والأدوار منقوصة
يمثل واقع المعوق اليوم هاجسا كبيرا خصوصا في ظل البحث عن الآليات التي لا بد من توفرها حتى تضمن لهم العيش الكريم والمستقبل المريح، الزميل الصحفي في جريدة الصباح “علي بهلول” رصد رصد بلغة الأرقام عدد المعاقين بعاصمة الجنوب صفاقس وأنواع الاعاقات وأسبابها فخرج بالتقرير التالي:
28484 معوق والعضوية في الصدارة
لا يمكن حصر العدد الجملي للمعوقين في تونس فبعض الذين لديهم أطفال معوقين يحاولون حجبهم عن العالم الخارجي وقد امكننا معرفة انه بصفاقس عاصمة المليون متساكن يوجد قرابة الثلاثين ألف معوق موزعين بين الاعاقة العضوية والذهنية والسمعية والبصرية الا أن عدد المسجلين بالمصالح الجهوية الاجتماعية هو 28484 معوق بما يؤكد ان بعض العائلات لا ترغب في الكشف عن أن من بين أفرادها من هو من ذوي الاحتياجات الخصوصية.
الصنف الطاغي اليوم بالمدينة هو صنف المعاقين عضويا حيث يناهز عددهم 14030 بما يمثل نسبة %50 من اجمالي المعوقين.
عدد المعاقين ذهنيا مرتفع ايضا في صفاقس اذ يبلغ 5868 معوق ممن يحملون بطاقات اعاقة علما وأنه يوجد عدد لا بأس به من المعوقين ذهنيا غير مسجلين بمعتمدية الصخيرة مثلا يوجد أكثر من 1200 غير مسجلين لدى مصالح الشؤون الاجتماعية.
8 الاف بين السمعي والبصري
الفئة الثالثة من المعوقين هي التي تعاني من اضطرابات سمعية ويقدر عددها بــ3207 أو اعاقات بصرية ويبلغ عدد معوقي هذه الفئة 4688 بينما يعاني نحو 700 أشخاص آخرين من اعاقات مختلفة.
تقدم سن الزواج والأمراض النفسية من اهم الأسباب
للاستفسار عن الأسباب اتصلت الصباح بالدكتور حسان كمون الأستاذ المبرز بكلية الطب بصفاقس ورئيس قسم علم الوراثة بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر الذي أشار أن نسبة انتشار الاعاقات وخاصة الذهنية منها تعود اجمالا الىأسباب وراثية كزواج أقارب أو وجود سلالة في النسب له نوع من أنواع الاعاقة التي تتنقل بدورها من جيل الى جيل أو خلل في أحد الكروموزومات على غرار التريزومي بأنواعه وخاصةب متلازمة داونب الذي انتشر بصفة رهيبة في السنوات الأخيرة بسبب تأخر سن الزواج عند المرأة مشيرا أن ظهور الأمراض النفسية بدورها تتحمل نصيب الأسد في تزايد بعض حالات الاعاقة خاصة الذهنية وتفشيها في تونس على غرار الهستيريا والخوف والتشنج مبينا أن أغلب الحالات المتعلقة بالأمراض الذهنية لا تجد لها تفسيرا واضحا وربما ترتبط بالمناخ العائلي او الوراثي كما اكد الدكتور كمون على أن لفترة الحمل دور كبير في ولادة أطفال معوقين ( ذهنيا وعضويا) كتعرض المرأة الحامل الى صراعات نفسية أو السقوط المتكرر.
“عيادة قبل الزواج ضرورية”
أشار الدكتور حسان كمون أن عدد المعوقين في تزايد مستمر وأنه يجب أخذ كل تدابير الوقاية للأموللرضيع في فترة ما قبل الولادة كالكشف المبكر على الجنين ومنذ الأسابيع الاولى من الحمل كما أن الدولة مطالبة بمزيد العناية بالمؤسسات الادماجية الخاصة وتوفير جل السبل المادية لها وتطبيق برنامج يحمي المعوق من كل تجاوز ويضمن له العيش الكريم مذكرا بالأهمية البالغة لعيادة ما قبل الزواج التي تقوم بالنصح والارشاد الى جانب تقديم النصيحة الوراثية خاصة للمتزوجين من الأقارب وإجراء التحاليل اللازمة لهم.
أي مصير ؟
مقارنة بالدول الأوروبية لم نرتق بعد الى النموذج الذي نجد فيه المعوق متمتعا بكل حقوقه المدنية والاجتماعية فالأغلبية تنظر اليه نظرة غير سوية وعليه فالاعتناء به ورعايته من أهم المشاريع الاستعجالية التي يجب على الدولة الاسراع بتنفيذها.
تهميش المعوق مازال قائما على الرغم من وجود أكثر من خمسين مؤسسة تربوية خاصة برعاية المعوقين تحاول ادماجهم في الحياة اليومية والمهنية على غرار الاتحاد التونسي للمتخلفين ذهنيا بصفاقس وجمعية أولادنا المختصة في التريزومي ومركز ابن سينا المختص الوحيد في مرض التوحد وجمعية القاصرين عن الحركة العضوية وهي كلها جمعيات تعمل بما لديها من امكانيات وتبقي في حاجة الى دعم الدولة لتؤدي رسالتها على اكمل وجه وتساهم في ادماج ذوي الاحتياجات الخصوصية في سوق الشغل حتى تنتشلهم من الضياع وتحميهم من التشرد ومن سائر الاخطار الاخرى التي قد تتربص بهم.