التنسيقية في خبر كان.. بقلم الأستاذ حاتم الكسيبي
فعلا “تخنقنا” واختنقت صفاقس منذ عشرات السنين فتلوث الماء والهواء وأوغلت الامراض في هذه الربوع وهجرت الأسماك بحرنا. لم تعد صفاقس كما روتها الحكايات القديمة وكما كانت قبيل الاستقلال. لمّا انطلقت مسيرة تنسيقية غلق السياب بكامل ردهاتها وتظاهراتها باركتها عديد الأطراف وعموم المواطنين لاسيّما الشباب منهم. ربما كانت تلوح لهم في الأفق القريب قائمة مستقلة من المجتمع المدني تخوض غمار التشريعيات وتحمل حلولا لهذه المدينة الكبيرة المقهورة بقوة القانون لكن هيهات.
جاءت الانتخابات التشريعية بغثها وسمينها وتوالت المواعيد فتقدمت القائمات تباعا للتسجيل، بعضها يمثل تشكيلات حزبية عريقة وبعضها قائمات مغمورة أرادت الاستفادة من التجربة الديمقراطية ولا يرى أحد ضيرا في ذلك. لكننا بحثنا عن اللون الأصفر وقناع الغاز فوجدناه غائبا وتأكدنا أنّ السياب كانت ولازالت في سوق المزايدات السياسية. ( السياب في سوق المزايدات السياسية : مقال سابق ).
خبت نار هذه التنسيقية اذن بعد أن تفرقت قياداتها على القائمات الحزبية والمستقلة فلاح لعموم الناس أن التنسيقية كانت مجرد مطية أو لنقل حملة انتخابية سابقة لأوانها ومطولة لشخصيات محترمة في الجهة أرادت الظهور باستقلالية حتى يتضح المشهد الحزبي قبيل الانتخابات. اليوم لن تكون السياب قبلة المحتجين ولا مركز اعتصام فكل يغني على ليلاه وليلاهم شهرية وحصانة برلمانية وتجربة تسجل بالإيجاب أو السلب في السيرة الذاتية.
لك الله يا صفاقس ولبقية المدن المعنية بالصناعات الفسفاطية التي تجازى في كل موعد بوعود انتخابية تليها وعود ثانية وثالثة وفي كل مرة يفرح القلب لقرب زوال الغمة ولكن اخلاف الوعد صار أصلا والمتاجرة بشواغل الناس بات حقيقة ملموسة. كم من منبر اعلامي جهوي اهتم بالتنسيقية وبغلق السياب؟ كم من اجتماع حضرته التنسيقية لتناقش وتفاوض السلط الجهوية والمركزية للتسريع بإنفاذ القوانين الداعية لإغلاق السياب.. ولا شيء ولا شيء على رأي الصافي سعيد.
بقلم الأستاذ حاتم الكسيبي