بقلم الاستاذ حاتم الكسيبي : أَصرفْ عــالحكومة … ! !
قطع التيّار الكهربائي على عدد من المؤسسات الجامعية بصفاقس مستهجنة وغير مسؤولة قامت بها الشركة التونسية للكهرباء والغاز وكأنّ الأمر استعراض قوة أو فتوّة مبالغ فيها، اذ تستوجب الموازين المالية لمثل هذه المؤسسات تقديم تقديرات الاستهلاك من ماء وكهرباء على رأس كل سنة لترصد لها الاموال اللازمة و توزع وفق جدول مضبوط تمضيه الجامعة و يؤشّر عليه مراقب المصاريف ولكن هن يفهم ذلك؟
لعل الشركة التي طلب تعهّدا بالخلاص في شهر أفريل المقبل لما تخلد بذمة المؤسسات تعلم جيدا أن ميزانية أي مؤسسة جامعية تحوي في عنوانها الأول وفي بابها الثاني فقرة مخصصة لسداد مصاريف الكهرباء وغيرها من الفواتير وهي تعهّد كاف من الدولة الوطنية ذاتها التي تجمع بين كافة المؤسسات التربوية والجامعية والصناعية و غيرها لو كانت الستاغ تعلم. وبذلك يتعذر في كافة الأحوال تحويل وجهة مصاريف الاستهلاك من باب لباب ثان أو من عنوان الى عنوان آخر.
الشركة ذاتها تعلم علم اليقين أن التصرف في ميزانية المؤسسة الجامعية يتوقف في النصف الثاني من شهر ديسمبر وأنّ الميزانية الجديدة لا يمكن التصرف فيها الا بعد سلسلة من الاجراءات التي قد تنتهي في موفى مارس أو بداية أفريل القادم و لذلك يسمح لمثل هذه المؤسسات خلاص المتخلد بالذمة من فواتير ومصاريف مبوبة مسبقا، ولعل الحديث عن التملص من خلاص الفواتير أو معاكسة الشركة و ازعاجها أمر لا تستطيع أي مؤسسة جامعية عمومية أو غيرها القيام به.
” أصرف عالحكومة “… قالها مرسي بن المعلم الزناتي في مدرسة المشاغبين و تقولها اليوم الجامعة العمومية التي تصنع كوادر البلاد والتي تعيش واقعا مرّا هذه الأيام. هناك تناغم غريب يهدد الجامعة العمومية في صميم مهماتها رغم تميّزها و تقدّمها في المراتب العالمية، هذا تعطل للدروس والامتحان وذاك قطع لأجور عدد من الجامعيين و اليوم قطع للكهرباء وما ينتج عنه من ضرر للمواد البحثية التي تشملها المخابر. قد تلتجئ الجامعة اذن في قادم الأيام الى الشموع لإتمام الدروس ولكن كيف ستشغل الحواسيب و تواكب أبحاثها التي صنعت الحدث في عديد المجالات.