مشاركة متميزة للفنانة التشكيلية ابنة صفاقس ‘خولة اللحياني’ في معرض “déco city”
بعد سنوات من التأمل والبحث والتفاعل مع الخطوط والألوان والرؤى، تأخذنا الفنانة التشكيلية خولة اللحياني وهي ابنة صفاقس في رحلة تنساب فيها الألوان الزاهية والموزّعة بين هذه اللوحات المعروضة في معرض déco city الذي انطلق يوم 29 مارس المنقضي وتواصل إلى غاية 1 أفريل بـ “Club Miami”.
فالعمل الفني لدى الفنانة التشكيلية اللحياني هو عمل متواصل مع مختلف الخامات والمحامل المختلفة للوصول الى ألوان مختلفة ومتعددة داخل اللوحة لتصبح عملا مخبريا وبالتالي العمل الفني بالنسبة للفنانة خولة اللحياني ليس ألوان فرشاة بل هو الغوص في عوالم خبر تفاصيلها وأشياءها وعناصرها وموادها وخاماتها.
وعن تجربتها تقول خولة اللحياني انها شاركت في المعرض المذكور بإصرار وعزيمة، حيث امتزجت بحب كبير للرسم كأرقى الطرق تعبيرا بالنسبة للفنان التشكيلي ليختزل معرضها مشوار تجربة سنوات من العمل كرسامة اقتحمت بريشة نافذة وناقدة ومبتكرة عالم الرسم والفنون الجميلة وصولا لغاية اندماج في المجتمع المدني وتفاعل مع المحيط الثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي.
وأضافت اللحياني خلال حوارنا معها، انه لا يمكن للإنسان الوقوف على كل أسرار الكون، وما يحتويه من ابداعات في شتى مجالات الحياة وخصوصا جمالية الابداع الالهي، ولكن تبقى سمات هذا الابداع واظهاره للإنسانية بيد ثلة من الفنانين كل حسب تخصصه، ورؤيته الشخصية في طرح أوجه ما يسمو له الفكر من لمسات فنية تجعل من صاحبها، ذو بصمة مختلفة ومتميزة على البقية من خلال تجربته الفردية عبر الزمن، فمظاهر التألق لدى الفنان الراقي فكرا ووجدانا يحمل في داخله روحا شفافة لا يمكن للآخر أن يقف على حقيقة سر هذا الابداع، دون الرجوع إلى الأصل في حقيقة تميز هذا الفنان منذ انطلاق مسيرته عبر الزمن، فكل شروق يوم جديد يولد لديه شعاع يدفعه لمزيد الحرص على التميز من خلال تجربته الفردية.
فالفن التشكيلي حسب اللحياني، مجال مخصوص ضمن تجربة الفنان التي يخوضها بشيء من فتنة الفكرة و سحر المغامرة الفنية وحرقة الأسئلة التي منها تلك المتصلة بالرؤية الفنية والنظرة تجاه الذات والعناصر والتفاصيل والآخرين حيث الفن هو تلك الثمار على قارعة الحياة في شأن العلاقة مع المتقبل والمتلقي الذي صار الجزء المهم في هذا الانتاج الابداعي الذي يقدمه الفنان في سياق معاناته و صراعه النبيل مع الأفكار والبحث المضني للوصول الى الينابيع..ينابيع الفن .. وفي رسالة مشفّرة لمعان ورؤى شاعرية تنسينا هواجس المعيش اليومي وتأخذنا نحو مشاعر السكينة والحب والرومانسية وعناق الروح وحلمها رغم ما يتخلل بعض هذه اللوحات من تعبيرات عن فوضى اليومي وعلامات الانهيار والتلاشي وبين هذا وذاك تحضر هويتنا التونسية من خلال لوحات المعمار الخصوصي والمرقوم والمدينة العربي والسقيفة والنقوش والحرقوس.
فهذا التنوّع في مواضيع هذه اللوحات على اختلاف ألوانها وتنوّعها ينمّ عن ثراء تجربة هذه المبدعة منذ صغرها حيث كانت لها مشاركات هامة في مجال الفنون الجميلة في عدة المعرض الجماعي و منها صالون التشكيليين للشبان الذي سبق ان احتضنهً قصر خير الدين والتي استلهمت منها الكثير وكانت الزاد لها والبوابة لإثراء تجربتها الفنية التي تأخذنا في رحلة متشابكة وأفكار متعددة تشكل خصوصيات اللوحات المعروضة والتي تعبّر كل واحدة منها عن قصة تحاكي تجربة وتكشف عن جانب من الفنان في التميز والتفرد في تقديم فن يرقى بالذائقة.
مشوار طويل ينتظر خولة بل لازال في بداياته الأولى و علية ترسل الطالبة خولة اللحياني كل الشكر والتقدير إلى من وقفوا بجانبها وعلموها أصول الرسم وخصت بالذكر: والدها و والدتها وكل من ساهم في نجاحها وتألقها.
بقلم: وائل الرميلي