المختار ذويب احد ابطال مونديال الارجنتين 1978: “اعادة ملحة الأرجنتين في قطر ليست مستحيلة شرط توفر العزيمة القوية والّلحمة والتضامن بين اللاعبين”
سجل المختار ذويب اسمه باحرف ذهبية في تاريخ كرة القدم التونسية سواء مع فريقه النادي الصفاقسي خلال مسيرة طويلة الى جانب الفقيدين محمد علي عقيد وحمادي العقربي او كذلك مع المنتخب التونسي عندما ساهم في صنع ملحمة الارجنتين عام 1978 ليبقى احد رموز المحطة التاريخية المشرفة لكرة القدم التونسية والعربية والافريقية في تاريخ كاس العالم.
ومازالت جماهير كرة القدم التونسية والعربية التي تابعت بكل جوارحها من خلال المذياع والتلفزة المباراة الاولى للمنتخب الوطني في مونديال 1978 مع المكسيك تذكر جيدا الهدف الثالث للمنتخب التونسي الذي سجله محتار ذويب في د87 من المباراة بعد ان تلقى تمريرا دقيقا بين مدافعي منتخب المكسيك من نجيب غميض واندفع وسط منطقة الجزاء للحارس المكسيكي وسدد كرة مباشرة في شباكه محققا الهدف الثالث الذي حسم المقابلة لفائدة المنتخب التوتسي 3-1 وكان الانتصار الذي جعل المنتخب التونسي يدخل تاريخ كاس العالم من الباب الكبير.
يستجمع مختار ذويب ذكرياته في حديثه لوكالة تونس افريقيا للانباء (وات) .ذكريات مضى عليها أكثر من 45 سنة لكنها بقيت راسحة في اذهان التونسيين . ويستحضر ذويب علو همّة نجوم 78 وإرادتهم القوية ورغبتهم الجامحة في “التغلب على الصعاب وقلة الإمكانيات ومجادلة المنافسين من المستوى العالي في اول مغامرة للمنتحب في كاس العالم قائلا ” “صحيح أن منتخبنا كان يضم في تلك الفترة نجوما في فرقهم وفي المنتخب الوطني أمثال الفقيد محمد علي عقيد والمرحوم حمادي العقربي وتميم الحزامي وطارق ذياب وعلي الكعبي وغيرهم ولكن السرّ في بروز الفريق ورفع الراية الوطنية عاليا كان “القليّب” والإرادة الجامحة في تحقيق الأفضل” .
يرى اللاعب الدولي السابق وأحد أبطال ملحمة المنتخب الوطني التونسي في كأس العالم بالأرجنتين سنة 1978 المدافع الأيمن المختار ذويب أن إعادة ملحمة الأرجنتين والفوز مجددا برضا الجماهير التونسية في مونديال قطر 2022 ليس أمرا مستحيلا لو تتحقق شروط اللحمة والتضامن ونبذ الحسابات الضيقة والعزيمة القوية على تشريف الراية الوطنية لدى اللاعبين والإطار الفني وكل الأطراف المعنية بهذا الاستحقاق الرياضي العالمي.
وقال الذويب في حديثه لوكالة (وات) “طبعا الكل يعلم جسامة المسؤولية وصعوبة المهمة في المجموعة الحديدية للمنتخب والتي تضم فرنسا والدنمارك وأستراليا”، و اكد على ان قوة الفريق تكمن في روح التضامن بين كل عناصر منظومة المنتخب مشددا على انه في التجانس بين اللاعبين على الميدان والإصرار واستشعار الروح الوطنية سحر لا يدركه إلا من خبر كرة القدم التي لا تعترف البتّة بالمستحيل…”.
ذويب الذي يختزل هدفه التاريخي في شباك المنتخب المكسيكي في مونديال الأرجنتين 1978 روحه الانتصارية وعلوّ همّته وقدرته على توظيف مهاراته لصالح الأداء الجماعي للفريق بدا متفائلا بشأن مصير مغامرة المنتخب الوطني السادسة في تاريخ مشاركته في المسابقة الأكبر والأهم في عالم كرة القدم عبر بوابة مونديال قطر 2022.
ويقول مختار ذويب في حديث الذاكرة لوكالة (وات) ” لقد كان تحقيق الفوز على حساب المكسيك انجازا هاما للمنتخب لم يتحقق من قبل عربيا وإفريقيا …مشيرا الى ” ان منتخب المكسيك ” كان يعتقد حينها انه سيسحقنا بنتيجة عريضة ” مستعرضا بقية نتائج المنتخب حيث تعادل مع المانيا 0-0 (بطل العالم 1974) وانهزم أمام منتخب بولونيا 0-1 بعد هفوة دفاعية “.
ويغوص نجم فريق عاصمة الجنوب والحائز معه على البطولة في موسم 1977/1978 في ثنايا الذاكرة ليسترجع لحظات الانتصارات والأمجاد في مرحلة التصفيات المؤهلة لكأس العالم التي لم تكن تسمح آنذاك بالترشح للنهائيات إلا لمنتخب وحيد من القارة السمراء، ليشير الى تألق المنتخب التونسي أمام نظيره المصري المدجج بنجوم من طراز عال على غرار محمود الخطيب وحسن شحاته وفاروق جعفر ذات 11 ديسمبر 1977 على عشب ملعب المنزه بتونس العاصمة في مباراة ختام للتصفيات التي جمعت بين الأداء والنتيجة 4-1 فأهدت ورقة العبور لمنتخب النسور.
كان الفوز ب”عقد رباعية ياسمين” من أجمل حباته هدف المهاجم الراحل محمد علي عقيد من رأسية على مستوى نقطة ضربة الجزاء عندما استغل توزيعة مليمترية من مختار ذويب الذي لا يزال يذكر مسار تلك الهجمة المثالية بأدق تفاصيلها وقد استحضرها قائلا: “عتّوقة ذويب، ذويب تميم، تميم العقربي، العقربي ذويب اللي يوزع إلى رأس عقيد” والبقية هدف أول في مرمى إكرامي حارس المنتخب المصري منذ الدقيقة 16.
ولم يفوّت ذويب الفرصة كي يحيي “الحارس الأسطورة والعملاق عتوقة” (الصادق ساسي) على حد وصفه والذي كان دوره حاسما في ركلات الترجيح أمام المنتخب المغربي القوي أيضا وصاحب عديد النجوم. وساهم الى حد كبير في الترشح لكن مدرب المنتخب الوطني عبد المجيد الشتالي اختار التعويل على معوضه المختار النايلي لينزل اساسيا في مقابلات كاس العالم بالارجنتين.
كما تحدث ذويب عن أهمية حراسة المرمى في منتخب تونس في نسخته الحالية 2022 ،وقال” أنّ حراسة عرين النسور لا تشكل البتّة نقطة ضعف كما يدعيه البعض وذلك في ظل وجود حارس أول مقتدر هو أيمن دحمان وحراس آخرين مميزين مستغربا في المقابل من قرار استدعاء أربعة حراس دفعة واحدة. واستشهد مختار ذويب هنا بتجربة مونديال الارجنتين الذي شاركت فيه تونس بحارسين فقط هما عتوقة والمختار النايلي.
وعن سؤال يتعلق بمقاييس النجاح المأمول من نسور قرطاج في نسخة قطر 2022، قال نجم منتخب 1978 إن “المطلوب هو تشريف اسم تونس والراية الوطنية وكرة القدم التونسية وما زاد عن ذلك أي الترشح إلى الدور الثاني سيكون أمرا محمودا”. مضيفا ” في صورة توفّق منتخبنا إلى إدراك ٍالدور الثاني من المونديال، تصبح المهمة أيسر وواعدة أكثر” في تقدير محدثنا الذي يعتبر أن هذا التاهل من شأنه لو حصل أن يطلق الأقدام ويرفع المعنويات وينزع الخوف عن اللاعبين ويزرع روحا معنوية مرتفعة في صفوف الفريق.
من جهة أخرى دعا مختار ذويب الجماهير إلى الكف عن السّجالات ونقد مدرب المنتخب الوطني وتأجيل ذلك إلى ما بعد المشاركة في إطار تقييم موضوعي متّزن وبعيدا عن الحسابات الضيقة، كما وجّه رسالة إلى الجماهير التونسية طالب فيها بالمساندة اللامشروطة للمنتخب الوطني ومساعدته على تحقيق ما يصبو إليه الشارع الرياضي.
كما عبر ذويب عن أمله ورجائه بأن يحقق المنتخب التونسي نتائج مشرفة تجعله جديرا باستقبال شعبي حار عند عودته من مغامرة مونديال قطر كما كان الحال بالنسبة لمنتخب 1978 مؤكدا على ان ذلك سيكون خير مكافاة من التونسيين لمن شرّف الكرة التونسية والراية الوطنية.
وات/ مكتب صفاقس