صفاقس: المركز القطاعي للتكوين في الالكترونيك يستعد لاعتماد الصناعة 4.0
يستعد المركز القطاعي للتكوين في الالكترونيك بساقية الزيت بولاية صفاقس، لاعتماد الجيل الرابع من “الصناعة 4.0” في تكوين دارسيه وتقنيي المؤسسات الصناعية، بداية من أواخر السنة الحالية، وذلك في إطار شراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، من خلال مشروع “التشغيل للشباب” Employment4Youth، الذي تنجزه المنظمة في تونس وساحل العاج، وقد انتظم اليوم الثلاثاء، في هذا الإطار، بالتعاون مع المنظمة الأممية “يوم الصناعة 4.0” بمشاركة عدد من الخبراء والجامعيين والصناعيين وممثلي الهياكل المهنية.
وأفادت مديرة المركز القطاعي للتكوين في الالكترونيك بساقية الزيت مسرة القسنطيني داود في تصريح لـ(وات) على هامش التظاهرة أن المخبر الجديد سيكون، بالتوازي مع دوره في تكوين الدارسين (في مستوى تقني سامي) من حاملي الباكالوريا صلب المركز، مفتوحا أمام المؤسسات الصناعية بالجهة، التي تسعى إلى الاستفادة من هذا الاختصاص الواعد ورسكلة عملتها وفق آلية التكوين المستمر في مجال يمثل اليوم “ثورة صناعية جديدة” وفق تعبيرها.
واوضحت مدير المركز أن تهيئة الفضاء يجري تأمينها من طرف سلطة الوكالة التونسية للتكوين المهني ووزارة التشغيل والتكوين المهني، في حين تتكفل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية باقتناء التجهيزات وتأمين عملية تكوين المكونين.
من جهتها، أبرزت مدير التكوين بالإدارة الجهوية للتشغيل والتكوين المهني بصفاقس نورة الزيدي، عمق العلاقة بين التكوين المهني والجيل الرابع من الصناعة 4.0 كاختصاص تكنولوجي واعد وتوجه استراتيجي، مشيرة إلى أن مراكز التكوين مثل مركز باش حانبه، قد شرعت في تركيز مخابر وورشات تكوين في المجال استجابة لطلب النسيج الصناعي ولحاجياته من اليد العاملة والكفاءات الرقمية المتطورة وعالية المهارة وفق توصيفها، واكدت أن التقنيين السامين الذين تنتجهم منظومة التكوين المهني اليوم يشكلون حلقة مهمة وأساسية مثل المهندسين في مسار التصنيع ومواكبة التطورات التكنولوجية والرقمية فيه.
بدوره، ثمن المستشار التقني لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية أحمد عصمان، أهمية تحويل الصناعات ودور جهاز التكوين المهني في تأمين هذا التحول وإعادة التصنيف المهني بالنظر إلى دوره في التأسيس لثقافة نجاح مشروع في تونس وساحل العاج، ويهدف الى خلق 1500 فرصة عمل، وسيكون من بين مكوناته دعم القطاع الجامعي ودعم 85 مؤسسة صناعية في بناء برامج استثمارية وتطوير مناخ الاستثمار.
وللتذكير في هذا السياق فإن مشروع “التشغيل للشباب”، الذي يتم تمويله من قبل وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، ويتم تنفيذه عن طريق منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بالتعاون مع وزارة التشغيل والتكوين المهني ومع وزارة الصناعة والمناجم والطاقة، يهدف إلى تعزيز الطلب على اليد العاملة المؤهلة ودعم الشباب في البحث عن فرص جديدة من خلال تحسين الوصول إلى التكنولوجيا والمهارات والمعلومات المتعلقة بالوظائف وآفاق التنمية.
واشتمل برنامج اليوم المفتوح على سلسلة من المداخلات التي أمنها عدد من الخبراء وممثلي عديد الهياكل العلمية والمنظمات المهنية منها مركز البحث في الرقميات بالقطب التكنولوجي بصفاقس والاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة ومجمع “كلوستر ميكاداف” ومؤسسات صناعية نجحت في إدماج اختصاص “الصناعة 4.0”.
واعتبر نائب رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية خالد الحكيم أن دور التكوين المهني في منظومة التربية على درجة من الأهمية، فضلا عن أهميته في كسب رهان المحافظة على ديمومة المؤسسة، مشددا على ضرورة أن “تعدل المؤسسات والمجتمع بمختلف مكونات عقارب ساعاتهم على زمن الثورة الصناعية الجديدة”، وفق تعبيره.
وسعى المتدخلون خلال هذا اليوم الدراسي إلى تعريف المشاركين بالمبادئ الأساسية للصناعة 4.0، وفوائدها، وتأثيرها على قطاع الصناعة، وإبراز مزايا التكوين الجديد قصير المدى بصفة خاصة مع التركيز على المهارات والمعرفة العملية اللازمة للعمل في هذا المجال الناشئ.
كما دعوا إلى تشجيع التعاون وتبادل الخبرات بين المشاركين والمكونين وخبراء الصناعة وإعلام المشاركين بفرص العمل في مجال الصناعة 4.0 ومساعدتهم على فهم المهارات المطلوبة للنجاح في هذا القطاع المتطور بشكل مستمر، فضلا عن تعزيز التعاون بين المركز القطاعي للتكوين في الإلكترونيك بساقية الزيت صفاقس وجهات أخرى في الصناعة من أجل تطوير برامج تكوين متوافقة مع احتياجات سوق الصناعة.
وات