صرخة مواطن من صفاقس: “أفارقة جنوب الصحراء طردوني من أرضي وأرض أشقائي”
توجه أحد المواطنين وهو صاحب أرض في هنشير بن فرحات بالعامرة الذي تم فيه تركيز خيام أفارقة جنوب الصحراء، بنداء استغاثة بعد تعرضه للطرد من أرضه وأرض أشقائه.
وقال المواطن إن “الوضع في “هنشير بن فرحات” الذي نمتلكه أنا وإخوتي أصبح لا يطاق والتدمير متواصل والإستيطان متواصل رغم الشكايات التي تقدمت بها ورغم الوعود من العديد من المسؤولين الذين اتصلت بهم بالتحرك وإخراج كافة المهاجرين الأفارقة من أرضنا”، وفق تعبيره.
وكشف المواطن أرسلان بن فرحات عن وثائق تبرز أنه قبل القيام بشكاية رسمية من طرف محامي تم إجراء معاينة أولى بواسطة عدل تنفيذ يوم 6 أوت 2023 حيث تبين وجود 30 خيمة وأضرار لحقت أشجار الزياتين والصابة التي تحملها وأمام عدم إنقاذ هنشير بن فرحات وتدهور الوضع قام المحامي بالتذكير بالشكاية وتم إجراء معاينة ثانية بواسطة نفس عدل التنفيذ بتاريخ 22 ماي 2024 وأكد إرتفاع مهول لعدد الخيام وعدد المهاجرين الأفارقة لتبلغ حوالي 200 خيمة إلى أن أصبح العقار بحالة بوار به محلات وملاهي وملعب رياضي وممرات وآلاف المهاجرين الأفارقة.
وتحدث المواطن واصفا الوضع في أرضه قائلا “عندما دخلت الهنشير، لم أهتم بالمهاجرين الأفارقة الذين كانوا يراقبونني ويقتربون مني. لفت انتباهي الخيام. لم تعد هذه هي نفس أنواع الخيام البسيطة التي رأيتها قبل بضعة أسابيع، ولكنها خيام كبيرة جدًا و واسعة ومقاومة ومثبتة جيدًا على الأرض، يمكن أن تقطن أربع أو خمس عائلات في خيمة واحدة وهي مجهزة بالعوازل فتقي من تسرب مياه الأمطار ومن البرد. فهي تشبه الخيام الموجودة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين؟ هل سيستقر هؤلاء المهاجرون لسنوات في هنشير؟ ومن أعطاهم هذه الخيام؟ لماذا ؟ لقد لفت انتباهي أيضًا هذه الأغصان المتناثرة، وهي كثيرة جدًا، وهذه أشجار الزياتين المكسرة وهذه الأوساخ والفضلات المتراكمة، و…و..”
وتابع قائلا ” أيقظتني من تأملاتي صرخات عنيفة. رفعت رأسي فقد كان مهاجر محاط بأفارقة غاضبين يخاطبني بلهجة حادة. ماذا يريد؟ لم أفهم شيئا.فهو لا يتحدث باللغة الإنجليزية ولا بالفرنسية. لكن من خلال حركاته وصرخات وإيماأت المهاجرين الآخرين، فهمت أنه يجب علي الخروج من أرضهم. غادرت المكان أمام تهديدهم. هل دخلت إلى أرضي وأرض أشقائي أم إلى أرضهم ؟ هل أنا الشخص الغريب الدخيل وهم أصحاب الأرض ؟ أصدقائي الأعزاء، ماذا علي أن أفعل؟ لقد طرقت كل الأبواب لإخراج من أرضي وأرض أشقائي هؤلاء الأفارقة وفشلت ! اليوم أشعر بالعجز، بالوحدة، وبالحيرة وبالخوف.”