لقاء إعلامي حول الإصدار الجديد “البلاد العربي بصفاقس: قصة إثني عشر قرنا من التاريخ والحضارة” لرضا القلال وخليل قويعة

صدر أخيراً : ''البلاد العربي بصفاقس، قصة 12 قرنا من التاريخ والحضارة''
صدر أخيراً : ”البلاد العربي بصفاقس، قصة 12 قرنا من التاريخ والحضارة”

إحتضن مقر بلدية صفاقس، مساء اليوم السبت، لقاء إعلاميا ثقافيا حول الإصدار الجديد لرضا القلال وخليل قويعة، تحت عنوان “البلاد العربي بصفاقس: قصة اثني عشر قرنا من التاريخ والحضارة”، وذلك بمبادرة من فرع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين صفاقس-سيدي بوزيد، وبحضور ثلة من الصحفيين والمثقفين والمهتمين بالتاريخ والتراث ونشطاء المجتمع المدني.
وقال الإعلامي مختار اللواتي، في ورقة تقديمية للكتاب، إن هذا المؤلف الجديد “فيه عزاء لحالة البؤس التي تلبس مدينة صفاقس بسبب التلوث وتراجع ألقها ومجدها”، معتبرا أن ما تضمنه من معلومات تاريخية عن علمائها وتجارها وفنانيها، “يؤكد تجذر المدينة في التاريخ والحضارة، وهو بمثابة الرسالة الإيجابية ومسحة الأمل والتفاؤل التي تنسي بعض ما شاب المدينة في الوقت الراهن وما لفها من نسيان”.
وثمن اللواتي التمشي الجديد في كتابات رضا القلال المهتمة بتاريخ مدينة صفاقس ورؤيته للإبداع، من خلال اشتراكه في كتابة هذا الكتاب ولأول مرة مع الفنان التشكيلي والناقد الأدبي خليل قويعة، معتبرا أن هذا الاشتراك “جسم مقاربة تجاوز الفن بالكتابة والانشائية بالتاريخ”، على حد تعبيره.
وصرح رئيس فرع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين رشيد الكراي، بأن رضا القلال هو من الصحفيين القلائل الذين تميزوا وتخصصوا في الكتابة ذات البعد التاريخي بالتوازي مع النشاط الصحفي، داعيا الصحفيين الى النسج على منواله، والانخراط في عملية الكتابة الابداعية بالتوازي مع الكتابة الصحفية.
ويعد هذا الكتاب، حسب وصف الأستاذ رجب اللومي، رئيس الجمعية التونسية لصيانة المتاحف والمواقع الأثرية “تراث”، “الكتاب الاول الذي أرخ لمدينة صفاقس من داخل أسوارها منذ ما يزيد عن الإثني عشر قرنا”، معتبرا أنه اتجه إلى سد فراغ واضح في المكتبة التاريخية المتعلقة بهذه المدينة.
وإعتبر أن المؤلف يمثل إضافة مهمة إلى مدونة الوثائق الإيكنوغرافية لمدينة صفاقس، باعتباره يكشف لأول مرة عن رسوم لبعض علماء صفاقس الكبار وفنانيها، وهم أحمد الشرفي الصفاقسي، عالم الخرائط الذي حمل اسم تونس إلى المكتبات العالمية في منتصف القرن السادس عشر، ومحمود مقديش صاحب “دائرة مقديش”، وعلي النوري باعث الحركة العلمية والثقافية بمدينة صفاقس، ومحمود الفرياني رائد مدرسة صفاقس للرسم على الزجاج.
ومن جهته، وصف أستاذ التعليم العالي بقسم التاريخ بكلية الآداب والفنون بمنوبة التليلي العجيلي، المؤلف الجديد ب”الكتاب/القصة” الذي قام على نظرة مجهرية شاملة، سلطت الأضواء على المدينة العتيقة بصفاقس خلال 12 قرنا، مبرزة أدق الجزئيات المكونة لنسيجها العمراني وخصائص تراثها المعماري وعطائها الحضاري.
وقال خليل قويعة، متحدثا عن الأثر الجديد الخاص بمدينة صفاقس العتيقة “إن صمود التاريخ يجعل الحجارة تتكلم، لذلك ولدت المدينة تراكمات من الكتابات التاريخية.. والكتاب هو بمثابة كسر للصمت المطبق المخيم على تاريخ المدينة الذي يتطلب قراءة جديدة لمدى الابداع والجمال الذي كان ولا يزال يلازم المدينة العتيقة بصفاقس، فضلا عن قيم المقاومة والتسامح والشعرية.”
من جهته، لاحظ رضا القلال، “أن تاريخ مدينة صفاقس لم يكتب بعد ويستحق إعادة كتابته”، بما يسمح بالنفاذ إلى نفائس معالم المدينة العتيقة وخصوصياتها الفريدة (السور الوحيد المكتمل، على الصعيد العربي والاسلامي، توسط الجامع الكبير للمدينة العتيقة، والمستويات الثلاثة للبناء)، ولا سيما نقائش الجوامع والزوايا والمساكن القديمة وغيرها، معتبرا أن كتابة التاريخ لا تقتصر على المؤرخين، ولكنها يمكن ان تعمد على الفنانين والإعلاميين والرسامين والمبدعين على اختلاف اختصاصاتهم.
وكان رضا القلال، أصدر مجموعة من المؤلفات تتعلق بتاريخ مدينة صفاقس ومنها: “باب بحر صفاقس، التاريخ، الذاكرة والهوية”، و”صفاقس المدينة البيضاء وصفاقس والاستعمار: ملحمة المقاومة”.

محمد سامي الكشو / وات / مكتب صفاقس

قد يعجبك ايضا