الأربعاء 9 أفريل 2025: تونس تحيي الذكرى 87 لعيد الشهداء

عيد-الشهداء-تونستحيي تونس اليوم الأربعاء 9 أفريل 2025، الذكرى الـ87 لأحداث 9 أفريل 1938، وهي واحدة من أبرز محطات مسيرة النضال الوطني ضد الاحتلال الفرنسي حيث سقط فيها عدد من الشهداء إثر خروج مظاهرتين الأولى من ساحة الحلفاوين بقيادة علي بلهوان والثانية من رحبة الغنم بقيادة المنجى سليم للمطالبة ببرلمان تونسي يمارس من خلاله الشعب سيادته.

وشهدت المسيرتان مشاركة المرأة التونسية لأول مرة وقد جوبهت الاحتجاجات بقمع عنيف من قبل الاحتلال الفرنسي ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء بالإضافة إلى شن المستعمر حملة اعتقالات واسعة.

وقد اندلعت أحداث 9 أفريل بسبب التضييق على الحريات والقمع الفرنسي للمقاومة مما ساهم في توسيع رقعة الحركة الوطنية وإعطائها طابعا شعبيا واسعا.حيث قامت السلطات الإستعمارية في مارس 1938 بإيقاف العديد من قادة الحزب الدّستوري القديم ، وفي مقدمتهم سليمان بن سليمان ويوسف الرويسي والهادي نويرة بتهمة “التحريض والتباغض”. وتبعا لهذه التطوّرات، قرّر الدّيوان السياسي للحزب تنظيم إضراب عام يوم الخميس 8 أفريل 1938.

والتقت المسيرتان أمام الإقامة العامة حيث رفع المتظاهرون شعارات من أهمّها “برلمان تونسي” و”حكومة وطنية”، وقدّر عدد المتظاهرين يومها بـ 10 آلاف شخص. وفي 9 أفريل من سنة 1938 اعتقلت السلطات الفرنسيّة المناضل علي البلهوان ما أثار غضب المتظاهرين وخرجوا بأعداد غفيرة للتّظاهر، فتمّ إعلان حالة الحصار ووقع قمعهم واعتقال الكثيرين منهم، حيث بلغ عدد الاعتقالات حينها ما بين 2000 و3000 معتقل أحيلوا على المحاكم العسكرية. كما سقط 22 شهيدا و150 جريحا برصاص الاحتلال الفرنسي.

وشكّل هذا اليوم منعرجا حاسما في مسيرة الكفاح الوطني كان له الفضل في الإعداد لمحطات سياسية لاحقة أدت في النهاية إلى نيل الاستقلال يوم 20 مارس 1956 ثم إعلان النظام الجمهوري في 25 جويلية 1957.

وتعتبر ذكرى عيد الشهداء مرحلة فارقة في تاريخ تونس ونضالات شعبها في سبيل الحرية.

قد يعجبك ايضا