الطفل المليونير : فشله في الواجبات المدرسية حوّله إلى رجل أعمال

هنري باترسون
هنري باترسون

«لا أحب واجبات المدرسة أشعر بالفشل حيالها».. جملة كانت تسمعها والدة الطفل البريطاني هنري باترسون وتشعر بالأسف لأجله، لأنها عاجزة عن مساعدته ليتفوق في هذا الواجب ويرضي معلميه، فقد كان هنري في مقدمة الاطفال الذين يشعر معظمهم وأعمارهم تتراوح بين 12 و14 عاما بالقلق إزاء واجباتهم المدرسية خاصة في مادة الرياضيات، وبدلا من أن ينزوي محبطا وحزينا، حوّل فشله في اداء واجبات المدرسة الي بداية انطلاقة نحو العمل والمشاريع التجارية، فبدأ من مدينة بيدفورد الأمريكية، مشروعه التجاري الذي يحمل اسم «ليس قبل الشاي»، عندما كان في التاسعة من عمره، وذلك ببيع قطع الحلوى والكيك التي يتم تناولها مع الشاي، و عندما حقق مكاسب في هذا المجال، انتقل على الفور الى بيع منتجات الأدوات المنزلية، مستلهمًا في هذا تجربة والدته ريبيكا التي عملت في طفولتها بجانب مدرستها في مجال تمشية الكلاب وعمرها لم يتجاوز الثامنة، ومنها انتقلت الى مشاريع اخرى تدر عليها دخلا.
ومؤكد أن عشق الأم للأعمال قد انتقل إلى نجلها، وتقول الام: «عندما كان هنري في سن الخامسة كنا في مركز للحدائق ورأى مخلفات حيوانات معروضة للبيع، وعندما عدنا الى المنزل فوجئت به يسأل جارنا إن كان يريد التخلص من مخلفات حصانه وان يعبئها ويبيعها تماما كما يفعل مركز الحدائق، وكان يقول لي: «سنبيع كيسين بسعر كيس واحد» وتتابع: «كان اهتمامه بالتفاصيل مثيرا للعجب والإعجاب وهو في سن الخامسة».
وساعدته مشروعاته التجارية على إنقاذ طفولته والتخلص من آثار سنواته الأولى التي قضاها في مشاكل بالمدرسة لعدم تكيفه على الوضع بها، وكان محبطًا لأنه رأى الأشياء بشكل مختلف، ونادرا ما كانت توجه له الدعوة لحضور حفلات أو للعب، وكان يتم استدعاء امه الى المدرسة لسؤالها عن كيفية التعامل معه، الي ان بدأ مرحلة نفسية خطيرة وهي النطق بتلعثم، فأخرجته امه من المدرسة الي فصل دراسي خاص لتعليمه في المنزل، ورغم تلعثمه، لم يعقه هذا ليبرع في الخطابة والتحدث بشجاعة أمام اصحاب أعلي العلامات التجارية في مؤتمر «أو تو ريتيل ويك» الذي عقد في الآونة الأخيرة، وهو يشارك بمشروعه التجاري الذي حقق النجاح في العام الماضي، وكشف عن حجم مبيعات بقيمة 65 ألف جنيه إسترليني وكان هذا إنجازا هائلا لأي رجل أعمال فما بالنا وهنري عمره 12 سنة، حتي انه لفت بذكائه رجل الأعمال السير ريتشارد برانسون، الذي اسدى اليه نصائح لينطلق اكثر الي عالم البزنس.
ويبيع هنري عبر مشروعه التجاري علي شبكة الأنترنات نحو 80 منتجا تدر عليه مئات الآلاف ليصبح المليونير الصغير، وهي المنتجات المتاحة بالفعل في العديد من منافذ البيع بالتجزئة، بل توسع في مشروعه ليشمل إيطاليا، ورغم كل نجاحاته، لاتزال والدته بجانبه وتتابعه حتى يظل متواضعا وحتى تبقى الأولوية لديه لدراسته، وأن ينجز واجباته المدرسية التي كانت سببا في انطلاقه الى عالم المال والأعمال، وهو يؤدي هذه الواجبات في أية لحظة، حتى على متن القطار وهو عائد الى منزله أو بعد العرض التجاري الذي يشارك فيه، وتقول والدته: «من المؤكد أن هذا النجاح الكبير في هذه السن الصغيرة، قد يكون صعبا على طفل في الثانية عشرة من عمره، ولكن هنري يتعامل مع هذا الأمر بشكل جيد»، وتضيف: «إنه متواضع للغاية، ولا يتحدث عن الأعمال التجارية إلا إذا سُئل عن ذلك، والجميع مندهش من حجم تواضعه، لكن ثمة شيء واحد لا يمكن لوالدته أن تحميه منه، وهو «متصيدو الأنترنات»، وفي هذا تقول الأم: «تنهال التعليقات عليه، بدءا من وزنه وحتى شعره، أحاول حمايته من هذا قدر الإمكان، وفي أغلب الوقت أكون أنا من يشعر بالغضب».

قد يعجبك ايضا