صفاقس : تجار الأحذية يستغيثون من التجارة الموازية

تجار الأحذية - بيع الأحذية - تجارة الأحذية
تجار الأحذية – بيع الأحذية – تجارة الأحذية

يعتبر قطاع الجلود والأحذية من أهم القطاعات التي تشغل الحركة الاقتصادية بصفاقس فهي تحتل المراتب الأولى في الحرف والصناعات التقليدية والنسيج حيث تعتبر المدينة العتيقة أو المدينة العربي مركزا صناعيا وحرفيا لأكثر من 20 ألف حرفي كانوا يمتهنون صناعة الاحذية في ثمانينات وبداية تسعينات القرن الماضي اما اليوم فتقهقر العدد الى نحو الخمسة آلاف بعد ان هجر الكثيرون المهنة وحولوا وجهتهم صوب مهن أخرى وبذلك اغلقت محلات وبيعت أدوات والسبب هو التجارة الموازية خاصة المستوردة من الصين التي فاقمت أزمة الجلود والأحذية على حد قول التجار والحرفيين الذين التقيناهم والذين أطلقوا صيحة فزع عبر الصباح لما آل اليه وضع القطاع.

أكثر من 10 آلاف عائلة تدمرت
عادل حرفي يعمل منذ اكثر من ثلاثين سنة بالمدينة العتيقة يشتغل في قطاع الأحذية أشار أن الكثير من زملائه انقطعوا عن مهنتهم طوعا أو كرها مبينا أنه وصل الامر بالبعض منهم الى عدم قدرته على شراء رغيف خبز لعائلته في بعض الأحيان مبينا أن معامل الجلود والأحذية أغلقت أبوابها وأطرد من كان يعمل بداخلها جراء بروز وتفشي ظاهرة الاستيراد من الصين الذي فاق في بعض الأحيان العدد المطلوب مشيرا أنه يوجد رجال أعمال من ولاية صفاقس يتحملون نصيب الأسد في ذلك من خلال تدعيمهم للبضاعة الأجنبية المستوردة حيث تضرر من ذلك الآلاف من الحرفيين في حين تغوّل شق اخر اختار القطع مع المنتوج المحلي وتنصيب نفسه شريكا في تزويد المحلات بالمنتوج الصيني وختم عادل قوله أن على كافة أطياف المجتمع المدني والسياسي ايقاف نزيف التجارة الموازية وعلى الدولة محاسبة كل من أجرم في حق الحرفيين والعائلات بلا استثناء مضيفا أنه حان وقت لرفع الشعار الذي ينادي باسقاط غول التجارة الموازية الذي أضر بالاقتصاد التونسي والنسيج الاجتماعي داعيا الدولة الى الاسراع في تطبيق القوانين.

الشباب والطريق المسدود
أما خليل وهو حرفي وقيدوم المدينة العتيقة فأشار أنه من الأسباب الرئيسية التي أدت الى انتشار البطالة في قطاع الأحذية وعزوف الشباب عن تلقي التكوين والتأطير في المجال الهاجس الذي خلقته التجارة الموازية في صفوف الشباب وفي صفوف العائلات التونسية مضيفا أن الشاب الذي كان يرغب في دخول عالم صناعة الأحذية تراجع عن الفكرة لأنه يعلم طريقها المسدود مشيرا أن السلع المستوردة من شرق أسيا كانت السبب الرئيسي في تشرد عديد العائلات مبرزا أن البضاعة المستوردة لا تتطابق مع المواصفات العالمية لا من الناحية الانتاجية ولا من الناحية الصحية مبينا أن الطرابلسية كانوا السبب المباشر في تدمير قطاع الجلود والأحذية وقد سارت على منوالهم أطراف من بقايا النظام البائد تعبث بالقوانين مبينا أنه في ماي 2014 تم استيراد أكثر من 11 مليون زوج أحذية وأنه بذلك ازدادت الأوضاع سوءا وتدمرت عائلات أخرى.

الحل في مقاطعة التجارة الموازية
قيس أوضح أن الاستيراد يمثل المشكل الاساسي وراء تدهور القطاع وفي موته وفي تشتت العديد من الحرفيين مبينا أن جل أصدقائه ممن كانوا يمتهنون صناعة الأحذية خيروا الغلق بدل حرق الاعصاب مشيرا أنه منذ 1994 أي منذ انشاء السوق الأوروبية المتحدة تم الانفتاح على الصين وأصبح الحرفي المتضرر الوحيد مضيفا أن قطاع الأحذية أضحت أيامه معدودة من ذلك أنه في فصلي الخريف والربيع لا يعمل الحرفي الا لـ 15 يوما فقط أما في الشتاء فيضرب الكساد المهنة ولا يتحسن الوضع نسبيا الا في شهور الصيف.

نعم مع الاستيراد لكن بشرط…
رضوان عمار بيّن أن الاقتراح الذي ذهب اليه أنور العذار عضو مجلس الشعب الذي ينص على أنه على الموردين أن يقوموا بدفع 30 بالمائة كأجرة تهريب سيكون وسيلة ضغط على المهربين فإما أن يقوموا بدفع المطلوب أو التخلي عن النشاط مشيرا أن التنافس في الميدان مطلوب ولكن بشروط محددة تتعلق اساسا بمواصفات الحذاء مشيرا أنه لا بد أن تتطابق مواصفاته مع المواصفات العالمية ويكون تحت مراقبة المخابر التونسية وفي صورة التنافس مع البلد المصدر يشترط أن تتم اختبارات على الانتاج كما يجب تطبيق 11 اختبارا على الحذاء وليس 7 اختبارات كما هو معمول به في الدول المصدرة مبينا أنه بتلك الطريقة يمكن أن نضمن منافسة شريفة بين الانتاج التونسي والصيني وأن نضمن الدخل للبلاد من خلال الثلاثين بالمائة التي سيقوم بدفعها كل شخص يريد ادخال سلعة من السلع المستوردة.

….متى الحل؟
من ينقذ قطاع الأحذية من الموت ومتى ستتحرك مصالحنا الجهوية والوطنية لايجاد حل جذري لهذا الوباء الذي شتت الالاف من العائلات وفقر المئات منها؟ علما وأن حرفيي الجلود والأحذية قاموا منذ فترة بتهديد المصالح المختصة بالعصيان الجبائي وبغلق كافة المؤسسات الى حين ايجاد حل لهم وكان ذلك في نهاية الشهر الفارط وقد تحول في الأسبوع الماضي عدد من الحرفيين من ولاية صفاقس الى العاصمة لتنفيذ وقفة احتجاجية بساحة الحكومة بالقصبة يتقدمهم محمد ذويب رئيس غرفة صانعي الاحذية بصفاقس وصاحب مصنع للأحذية وقد دعا خلال الوقفة باسمه وباسم كافة الحرفيين الى ضرورة اتخاذ قرارات جدية وعاجلة والوقوف صفا واحدا للتصدي لآفة التهريب العشوائي الذي أصبح ينخر الاقتصاد الوطني.

علي البهلول / الصباح

قد يعجبك ايضا