احتجاجات شعبية تجتاح فرنسا..ماهي “السترات الصفراء”؟

احتجاجات -فرنسا- السترات الصفراءحركة “السترات الصفراء” هي تحركات شعبية بفرنسا رأت النور على يد مواطنين عبّروا عن تذمرهم من زيادة رسوم الوقود، التي ارتفعت في غضون عام بنسبة 23 بالمائة على الديزل و14 بالمائة على البنزين، وسط سعي الحكومة الفرنسية إلى ترفيع الرسوم مجددا مطلع عام 2019.

ومع هذا القرار سرعان ما تحول التذمر والرفض لحركة احتجاج شعبية غير سياسية عمت مختلف أنحاء البلاد، حظيت بدعم أحزاب من اليمين مثل الجمهوريين، واليمين المتطرف مثل التجمع الوطنى.

وانطلقت “السترات الصفراء” نشاطها بعريضة تم اطلاقها في شهر ماي الماضي، ثم انتشرت هذه الحركة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وإطلاق موقع الكتروني خاص بها. وباتت حديث رواد الشبكة العنكبوتية وانتشرت مقاطع الفيديو للمحتجين الرافضين لهذه الزيادة.

في البداية اكتفت الحكومة الفرنسية في تعاملها مع هذا التحرك بالصمت، ومع انتشار الاحتجاجات أطلقت حملة لإقناع الناس بأن الرسوم على الوقود ستـُرفع للضرورة البيئية.
وأعلن رئيس الوزراء الفرنسى، عن تدابير إضافية للتخفيف من ارتفاع أسعار المحروقات، بما في ذلك تأمين مساعدة كبيرة لتغيير سيارات عددا من الأسر المعوزة. كما أبدى الرئيس الفرنسى، ايمانويل ماكرون تفهمه لغضب مواطنى بلاده، قائلا : “أتفهم هذا الغضب وأعتقد أن التعبير عنه حق أساسي فى مجتمعاتنا”.

وتعتبر تظاهرة السبت الماضي بمثابة اختبار عسير لقدرة إيمانويل ماكرون على إدارة الأزمات الاجتماعية، فقد عمت العاصمة الفرنسية تحركات احتجاجية كبيرة لأصحاب السترات الصفراء.

وأشارت تقارير إلى أن التجمعات الشعبية قد بلغت 2000 تجمعا في مختلف أنحاء البلاد، قامت بسد الطرقات وعمدت إلى شل الحركة في كل الجمهورية. وردد المتظاهرون النشيد الوطني الفرنسي وشعارات مناوئة للحكومة الفرنسية معبرين عن سخطهم عليها ووصفوها بالليبرالية، مطالبين بسقوط الرئيس الفرنسي ماكرون الذي أصبحت سياساته قائمة على الجباية وإثقال كاهل المواطن الفرنسي، على حد ما جاء في شعاراتهم الإحتجاجية. كما تدفق المتظاهرون إلى الشوارع القريبة من الشانزليزيه، رافعين لافتات كتب عليها “فليسقط ماكرون” و”استقالة .. ماكرون “.

وفي رده على هذا التحرك وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب تفريق الشرطة المتظاهرين، شكره لقوات الأمن الفرنسي الذي تعامل مع المتظاهرين بشجاعة وكفاءة مهنية عالية ووصف المظاهرات بأنها مهينة ومخجلة. ونشر ماكرون تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الإجتماعي “تويتر”، استنكر فيها محاولات المحتجين الإعتداء على الشرطة واصفا هذه المحاولات بالعار. كما شدد على أنه لا مجال لمثل هذا العنف في فرنسا.

من جانبها، أعلنت حركة “السترات الصفراء” عقب تصريحات ماكرون حول المظاهرات الأخيرة، عن قرارها القيام بمظاهرات ثالثة مماثلة بداية ديسمبر المقبل. ودعت الحركة المواطنين الفرنسيين إلى الخروج والتعبير عن رأيهم والمطالبة بإسقاط الرئيس ماكرون.

قد يعجبك ايضا