دراسة : التونسي يهجر الحنفية إلى المياه المعدنية

قارورات ماء
قارورات ماء

بدأ التونسي خلال السنوات والعقود الأخيرة في هجر ماء الحنفية تدريجيا لعدة أسباب منها رداءة نوعية مياه الشرب في تونس ومنها ارتفاع المستوى المعيشي للطبقات الاجتماعية الباحثة عن الجودة في المنتوج. لكن هل يكون اختياره موفقا في ذلك من الناحية الصحية؟

أكدت عدة تقارير و مؤشرات أن معدل استهلاك التونسي للمياه المعدنية فاق بكثير المعدل العالمي إذ يستهلك الفرد الواحد 105 لترات في السنة. ويقدر المعدل العالمي بـ 40 لترا للفرد الواحد في السنة وهو ما يعني أن استهلاك التونسي يتجاوز ضعف المعدل العالمي مما يجعل التونسي يقترب من قائمة كبار المستهلكين للمياه المعدنية في العالم. فماهي الأسباب؟
أشار السيد لطفي الرياحي رئيس الجمعية التونسية لإرشاد المستهلك وترشيد الاستهلاك إلى أن من أهم الأسباب التي تجعل التونسي يهجر الحنفية ويتجه نحو المياه المعلبة اقتناعه بأن ماء الحنفية غير مطمئن وغير جيد لأنه يرى ويشاهد الترسبات و«الصلصال» التي تخرج مع الماء وكذلك رائحة الجفال وطعمه الطاغي على رائحة وطعم الماء. بالإضافة إلى ذلك يدرك التونسي أن عمليات صيانة مسالك و أنابيب نقل المياه غائبة تماما مما أدى إلى اهترائها وتأثرها بعوامل الزمن فأصبحت تنضح بالصدإ.

زد على ذلك ما يعانيه أهالينا بالجنوب من تاثير «الكلكار» على أسنانهم نتيجة رداءة مياه الشرب وارتفاع نسب مرضى الكلى وارتفاع الإصابات بحصى الكلى والمجاري البولية. كل هذه الأسباب وغيرها تجعل التونسي يلتجئ إلى استهلاك المياه المعدنية المعلبة رغم ارتفاع الكلفة التي تصل إلى المئات من الدنانير سنويا اعتقادا منه أنها أكثر أمانا وهي مسألة فيها نظر.

مخاطر كبيرة
في حقيقة الأمر أن هروب التونسي من استهلاك مياه الحنفية خوفا من أن يصاب بحصى المرارة أو الكلى أو أن تظهر على أسنانه آثار الترسبات الموجودة في مياه الحنفية وارتمائه في أحضان المياه المعدنية كمن يهرب من القطرة ليقبع تحت المزراب لعدة أسباب يوضحها السيد لطفي الرياحي رئيس الجمعية التونسية لإرشاد المستهلك وترشيد الاستهلاك كما يلي:
من المؤكد أن المياه المعدنية المعلبة تكون تأثيراتها أكثر خطورة على صحة الإنسان إذا كانت ظروف النقل والتخزين والعرض غير صحية. حيث وللأسف الشديد يتم نقل القوارير البلاستيكية في شاحنات مكشوفة ومعرضة للشمس مما يجعل أشعة الشمس تختلط بمكونات القوارير البلاستيكية فتصبح مصنعا للمواد المسرطنة ثم يقع تخزينها في أماكن لا تتوفر فيها الشروط الصحية اللازمة ثم تنتقل إلى « العطارة» الذين يعرضونها أيضا خارج محلاتهم التجارية تحت أشعة الشمس خاصة خلال ارتفاع حرارة الطقس. مما يجعل من هذه القوارير بمثابة القنبلة الموقوتة بالنسبة لصحة التونسي.

نصائح لا بد منها
وحتى نحافظ على صحة المستهلك ينصح السيد لطفي الرياحي بـ:
ـ ضرورة المراقبة المشددة من قبل فرق المراقبة الصحية على عمليات نقل وتخزين وعرض المياه المعدنية
ـ ضرورة سن عقوبات ردعية قوية قادرة على فرض القانون وعدم التلاعب بصحة المواطن مثل العقوبات السجنية الطويلة والتشهير بمرتكب الغش والمخالف للقانون ونذكر هنا أنه في عهد البايات كان كل من يقوم بعملية غش يقع نفيه وإبعاده عن مسقط رأسه.
ـ ضرورة وعي المواطن وتفطنه لعمليات الغش والحرص على اقتناء قوارير المياه المعدنية من أماكن صحية.

معطيات وارقام حول المياه المعدنية في تونس
ـ معدل استهلاك التونسي للمياه المعدنية يقدر بـ105 لترات في السنة للفرد الواحد
ـ معدل الإستهلاك العالمي للمياه المعدنية يقدر بـ40 لترا في السنة
ـ معدل استهلاك التونسي للمياه المعدنية يساوي أكثر من ضعفي الإستهلاك العالمي
ـ استهلاك 70 مليون لتر من المياه المعدنية في تونس سنة 2012
ـ في تونس هناك 22 وحدة للمياه المعدنية .
ـ الولايات التي بها وحدات تعليب مياه معدنية: قربص- نابل – النفيضة – سوسة – القصور- الكاف – كوتين مدنين – الشبيكة – القيروان – عين قصيبة – الكاف – جومين – بنزرت – جلمة – سيدي بوزيد – حفوز – القيروان – مقرن – زغوان – قصراللمسة – القيروان – تطاوين – كوتين مدنين – صدقة – سليانة – مقرن – زغوان – تاجروين – الكاف – سيدي عيش-قفصة – نفزة-باجة – الناضور-زغوان – تبرسق- باجة – كريب-سليانة- برقو-سليانة .
ـ عدد مواطن الشغل يساوي: 1981 موطن شغل
ـ حجم الاستثمار (بالمليون دينار) يساوي: 326.386 مليون دينار

ناجية المالكي / الشروق

قد يعجبك ايضا