“تالنات” وسفارة روسيا بتونس تحتفلان بإطلاق القمر الصناعي التونسي “تحدّي 1”

محمد الفريخة - تالنات

 

بمناسبة إطلاق أول قمر صناعي تونسي ” تحدّي 1 ” الذي وضع في مدارة يوم 22 مارس 2021 بواسطة مركبة الفضاء الروسية ” سوايوز 2 ” تزامنا مع الذكرى 60 لصعود رائد الفضاء الروسي ” يوري غاغارين ” على سطح القمر لأول مرة نظّمت شركة ” تالنات ” القابضة وسفارة روسيا بتونس احتفالية كبرى احتضنها مقرّ مجموعة ّ تالنات ” بضفاف البحيرة تونس.

وشهدت الاحتفالية حضور كلّ من وزير الشؤون الخارجية والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي وألفة بن عودة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي ورئيسة اللجنة الوطنية للفضاء الجوي الإضافي (Espace Extra Atmosphérique ) إلى جانب عدد من سفراء البلدان الإفريقية الشقيقة والصديقة.

ومثّلت هذه المناسبة فرصة بالنسبة إلى مجموعة ” تالنات ” لعرض تفاصيل برنامج ” تحدّي ” وتقديم المهندسين التونسيين الذين وضعوا تصوّر هذا القمر الصناعي وقاموا بتطويره في خطوة تعتبر تاريخيّة لتونس على طريق الابتكارات التكنولوجية والبحوث الخاصة بمجال الفضاء.

وخلال افتتاح هذا الحفل ألقى سعادة السفير الروسي بتونس “سرغاي نيكولاييف” كلمة أشاد فيها باستحقاقات شركة “تلنات” وبالشباب التونسي الذي نجح في هذا الإنجاز الكبير مرحّبا بثمار التعاون والشراكة بين تونس وروسيا في مجال الفضاء.

وقال السفير الروسي في هذا الإطار: ” إني سعيد جدا برؤيتكم مجتمعين اليوم في هذه الأجواء المنعشة التي يعود فيها الفضل إلى كرم وضيافة صديقنا محمد فريخة. ولا شكّ أن هناك رمزيّة واضحة في تزامن إحياء الذكرى 60 لأوّل رحلة قام بها الإنسان في الفضاء مع وضع أول قمر صناعي تونسي في مداره بواسطة المركبة الفضائية الروسية “سوايوز 2”.

وقد تم ذلك انطلاقا من منصّة “بايكونور” التي انطلق منها صاروخ ” فوستوك -1″ وعلى متنه رائد الفضاء يوري غاغارين. ونحن دون شكّ نشهد على نشوء ارتباط منطقي بين التجربة الروسية ذات الشهرة العالمية في مجال الاستكشاف السلمي للفضاء والإمكانيات التكنولوجية العالية للشركة التونسية القابضة تالنات”.

وأضاف السفير الروسي في نفس السياق قائلا : ” تعمل تالنات على أن يتمكن الشباب التونسي من الاستفادة من الإمكانيات وأن يكشف عن قدراته في تحقيق مشاريع وقرارات علمية تقنية جريئة. لذلك ليس من باب الصدفة أن تصبح تالنات أول شركة عربية وإفريقية في مجالي المعلومات والاتصال تؤسس فرعا لها في موسكو بمركز الابتكار “سكولكوف” المعروف باسم “وادي السيليكون الروسي” (Russian silicone valley ).

وأوضح السفير الروسي أهميّة أن تكون المشاريع المستقبلية مع الشركاء التونسيين مرتبطة بتنمية التعاون مع شركات ” Roskosmos ” و ” Glavkosmos Launch Systems ” و ” Sputniks “.

وأكّد السفير روسيا وتونس و في إطار توقيع مذكرة تفاهم ستعملان كثيرا على مسائل الإنتاج المشترك للأجهزة الكونية المصغّرة أو المختصرة ومكوناتها موضّحا أن حوالي 30 قمرا صناعيا تونسيا صغيرة مزودا بمعدات اتصالات متطورة للغاية سيتم إنتاجها ووضعها في المدار قبل سنة 2023، في حين ستكون مراكز التعليم ومختبرات التجارب مركّزة في تونس.

ومن جانبه ألقى محمد فريخة كلمة رحّب فيها بكافة الحاضرين من الرسميين والضيوف مؤكّدا أن الهدف الذي تسعى ” تالنات ” منذ مدة إلى تحقيقه هو إحداث ثورة تكنولوجية في تونس في إطار التعاون بين الدولة التونسية ومؤسساتها والقطاع الخاص.

وقال محمد فريخة في هذا الإطار: ” لقد قررنا في تالنات وفي إطار مشروع ” تحدّي 1 ” أن نفتح مختبراتنا للجامعات والطلبة والباحثين من أجل تعميم التجربة التي أحرزناها في مجال تكنولوجيات الفضاء . وسيكون هذا كسبا كبيرا لبلادنا وسنقوم قريبا بتوقيع اتفاقية تعاون في هذا المجال مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

وأوضح محمد فريخة أن ” تالنات ” تسعى إلى التعاون والعمل أيضا مع وزارات أخرى على غرار وزارة تكنولوجيا المعلومات في مجال تكنولوجيات الفضاء وتصنيع الجيل الجديد من الأقمار الصناعية لأن هذه الصناعة تمثّل مستقبلا كبيرا في العالم كلّه مؤّكدا أن تونس قادرة على أن تكون قطبا في مجال الفضاء بالنسبة إلى القارة الإفريقية بفضل كفاءات مواردها البشرية والعلمية وأن التحدّي الأهمّ بالنسبة إلى تالنات هو تكوين المهندسين في هذا المجال وتشجيعهم على اكتساب روح المبادرة والبحوث.

وأضاف محمد فريخة في هذا السياق قائلا : ” إن هدفنا هو أن نجعل من تونس أول بلد إفريقي يقوم بتدريس تكنولوجيا الفضاء ويقوم بتصنيع الأقمار الصناعية ويكون منفتحا على كافة بلدان القارة من أجل التكوين في هذه الاختصاص.

ولقد أردنا من خلال هذا الحدث أن نحتفل مع شركائنا الروس بالذكرى الستين لأول رحلة في الفضاء من صنع الإنسان لرائد الفضاء الروسي يوري غاغارين في عام 1961.

وهذا يعكس أهميّة التعاون بين البشرية كلّها في مجال الفضاء واكتشاف الكون، و بمناسبة هذا التعاون نحن نريد أن نحقق معا حلمنا في الحياة وهو أن نرى أول رائدة فضاء تونسية تغزو الفضاء.

ونحن نعلن اليوم عن ضرورة مرحلة ما بعد إطلاق قمرنا الصناعي، و لعلّ الخبر السار هو أننا بدأنا في استقبال النتائج الجيدة للقمر الصناعي وهذا نجاح كبير لتونس وتالنات معا لأننا من أوائل من طوروا واستخدموا بروتوكول Lora لأنترنات الأشياء في الفضاء… وسوف نضع معارفنا وخبراتنا على ذمّة البلدان الإفريقية من أجل أن تصنع أقمارها الصناعية الخاصة.

ولا شكّ أن حضور هؤلاء السفراء معنا اليوم يعدّ مرحلة أولى ستتلوها زيارات إلى بلدانهم من أجل تجسيد هذا المشروع التكنولوجي المتطوّر الذي يهمّ كافة بلدان القارة الإفريقية.

قد يعجبك ايضا