المندوبية الجهوية للسياحة بصفاقس.. ماذا تفعل؟؟

السياحة ركيزة من ركائز الاقتصاد التونسي وخير دليل على ذلك ما وصل إليه الحال الاقتصادي في البلاد بانتكاسة السياحة بعد العمليات الارهابية. لن ندخل معترك التحاليل الروتينية عن كيف و لماذا وصلنا لهذا الحال. بل ركزنا اهتمامنا الى حال السياحة في صفاقس. صحيح أن الوضع العام في البلاد هو نتيجة الأزمة لكن هل تغير الوضع في صفاقس أصلا؟ هل يمكن الحديث عن أزمة سياحة في صفاقس؟ إن كانت فعلا أزمة هذا يعني أننا كنا في وضع سياحي طيب قبل السنة الحالية. وهذه مقارنه  أقرب للخيال. فواقع السياحة في صفاقس متأزم منذ سنوات عجاف. وكأننا نقارن السيء حاليا بالسيء في الماضي.

انتظروا.. هل هنالك سياحة في صفاقس أصلا؟؟ إذا ماذا تفعل المندوبية الجهوية للسياحة بصفاقس؟؟ ماهي وظيفتها؟ ماذا عملت؟ ما هو برنامجها و مخططها؟ وهل تغير الحال بتغير المندوبين أو بتغير الحكومات؟؟ ان كان وجودها بسبب بضعة نزل تعد بالأصابع في صفاقس أو في قرقنة، فماذا عن المسالك السياحية؟ وحملات الترويج؟ وإصلاح حال السياحة في صفاقس؟ و الاهتمام بالمعالم وما يجلب السياح؟ وتثمين السياحة الثقافية بالتعاون مع مندوبية الثقافة؟ هل خصصت ميزانية للسياحة في صفاقس؟ إن تم ذلك فيما خصصت؟؟ تلك الصورة التى برزت في المواقع للمندوبية أمام شط القراقنة الملوث، ألم تحرك أحدا ساكنا من البلدية أو من المندوبية؟ ألا يعكس ذلك حال “السياحة في الزبلة”؟؟ ماذا عن نقابة التوجيه السياحي في صفاقس؟ ماذا تفعل؟؟

أسئلة عديدة تنتظر الرد واستفسارات عديدة عن وضعية السياحة في صفاقس و دور المندوبية الجهوية للسياحة في صفاقس. فكنا يعرف الوضعية المتردية التي وصلت إليها صفاقس، وتخلي السلط المعنية من وزارات وما يمثلها من مندوبيات و بلدية عن أي دور إيجابي من شأنه أن يحسن الأوضاع. وكلنا يعلم أن صفاقس تزخر بمخزون ثقافي ثري يشجع على السياحة البديلة بما أن ليس لنا بحر ولا منتجعات سياحية كلاسيكية على سبيل الذكر كالسياحة الثقافية، و البيئية، والفلاحية، و الصحية، و الأعمال…  بفضل ذلك كانت صفاقس في الماضي وجهة سياحية معروفة.

بمجهود ليس بجبار يمكن أن ننهض على الورق بالسياحة في صفاقس إنما العزيمة  تنقصها الإرادة. حاول المجتمع المدني بعد الثورة المساهمة في تنمية قطاع السياحة لكن المجهودات علقت والمشاريع جمدت منذ 3 سنوات ولا ندري ما هي الأسباب. ربما نستثني نجاح المجتمع المدني في تصالح صفاقس مع بحرها بتحويل خربة بحر الكازينو إلى شاطئ متواضع لا يرتقي للبحر السياحي لكنها محاولة كللت بالنجاح رغم معارضة السلط لذلك. لا ننتسى بعض المحاولات الفردية للغيورين على صفاقس الذين يعرفون بمخزون المدينة للزائرين من داخل و خارج الوطن. ونتمنى لو أشرفت السلط على مثل هذه المشاريع التي رغم بساطتها تغير الوجه لكئيب لمدينة صفاقس. لن نستعطف وزيرة السياحة أصيلة صفاقس حتى تنظر لجهتها نظرة خاصة فقد فقدنا الثقة في أبناء صفاقس المسيسين ولكن نطالب بحقنا في جودة الحياة، حقنا بإصلاح سياحي في الجهة، حقنا في أن ينعم زوارنا كما نحن بمميزات و خيرات صفاقس التي لا تنتهي..

يا صفاقسية زيدوا ارقدوا…

موقع تاريخ صفاقس.