صفاقس متغشّشة و تتألّم ،، آشكون يسمعها ؟؟

المدينة العتيقة - صفاقس - سور
المدينة العتيقة – صفاقس – سور

صفاقس ،كانت حكاية حلوّة يحكيها التاريخ المكتوب و زادة يحكيوها الكبار متاعها ،، يحكيوا أنّها كانت مدينة جميلة ، مدينة يحتضنها البحر ، سوايحها خضار و أشجار ، وسْطها معمار ، معمار تفنّن الأجداد في تشييدو و تزيينو ،، سكّانها كانوا ناس خدّامة مجتهدين ، صنايعيّة وحرفيّين ،،، صنعتهم بلغت أقاصي الدّنيا ، كانوا ناس ثقاة و أصحاب أخلاق عالية ،،، كيما كان فيهم العلماء و الأتقياء و الأصفياء و أصحاب الجود و الكرم ، صفاقس كانت مدينة هانية ، جوّها صافي و منعش ، مدينة يُستطاب فيها العيش ، تحكمها الشريعة و الأخلاق و العرف ، كانت بلاد الزوّالي و الغريب ،، باختصار لأنّها بلاد عمل و كدّ و اجتهاد ، كانت صفاقس ترقد هانية بكري و تقوم ناشطة بكري ،،،

و كانت زادة مدينة نظيفة و مزيانة …
هكّا كانت صفاقس ، لكن بما أنّو لا حال يدوم ، ما دامتش صفاقس على هالحال ، تبدّلت صفاقس و تغيّرت موش نحو الأفضل لكن للأسف نحو الأسوأ ، بْدى .. ها التبدّل بالشويّا مع النّزوح العشوائي و البناء الفوضوي و انتهاك قواعد المعمار اللّي وصل لقلب صفاقس ، وصل للبلاد العربي ، البلاد العربي اللّي تأرّخ لْعراقة صفاقس و تمتاز بطابع خاصّ و رايع ،،،في سورها ، أنهجهها ، أسواقها و ديارها ، لكن الجهل بقيمة هاالتراث من جهة …و الإستهتار من جهة ثانية خلّى البلاد العربي تضيع و تندثر ، تتهدّم ، تتمسخْ ، بيبان تتقلّع ، حيوط تطيح و تتغيّر ، ولاّت حوانط و مخازن عشوائية ، أصحاب المحلاّت سلّموا فيها و باع اللّي باع و كْرى اللّي كرى… و تخلّطت و تجلّطت و سْياب الماء ع البطّيخ ،،،

من بعد الثورة زاد ها الشّيء ، صفاقس زاد وسخْها ، ضياقت أنهجها ، تسكّرت زنقْها . كثر الإنتصاب الفوضوي ، بين النّصبة و النّصبة تلقى نصبة ، الكلام السّوقي ، الصّياح و العياط و التزمير، تلوّث الجوّ و تلوّثت الأسماع و الأذواق و الأخلاق زاده ، كثرت الزّبل و الرّوايح ،، كيّاسات و أنهج ذابت ، ولاّت معبّية بكراسي القهاوي و أكداس السّلعة و محطّات التاكسي ،،،
صفاقس يا سادة ، في أيّامنا هاذي متغشّشة برشا و تتألّم ياسر ….، طبعا ما يشعر بهذا إلاّ اللّي عندو جملة من الأحاسيس ، كيما حسّ المواطنة و حسّ الذّوق و الوازع الأخلاقي و الغيرة على جمالية بلاد و ، صفاقس اللّي همّلتها الحكومات من عهد البايات و إنت جاي ، صفاقس اللّي أهلها سلّموا فيها ، فيهم اللّي رحل و خلاّها و تبّع ( الهايْ سوسايتي ) و فيهم اللّي ساكت و فيهم اللّي ما يهمّوا كان آش يحلب منها و فيهم اللّي هالمدينة العزيزة ما تعنيلو حتّى شيء ،،،

صفاقس اللّي استوعبت و كلّ يوم تستوعب قدّاش مواطنين مقيمين و عابرين ، تسهّل و تقضي ، تحضن و تُؤوي …و تخدّ م و تعطي من خيراتها ..ما تستاهلش منّا هكّا …! ما تستاهلش ها الإهمال و الأوساخ و التهميش ….ما تستاهلش التعدّي على تراثها و تاريخها ، ما تستاهلش كلّ هالنكران و الجحود ،،،

صفاقس أمانة خلاّوْهانّا الجدود ، امانة عزيزة و لازم كلّ واحد فينا يحافظ على ها الأمانة ليه …و لْأوْلادو و أحفادو ،،،يحافظ على جماليّتها و يستعيد نظافتها و هدوءها و بريقها الضّايع ،،، صفاقس يلزم تكون صفاقس المزيانة موش كان شعار ،،، و صفاقس قبل ما نحطّوها في التراث العالمي و نحاربوا باش نرشحوها لألعاب 2021 و غيرها من التظاهرات العابرة يلزم نحطّوها في قلوبنا و عينينا ،،،

ربي يهدينا و يصلح حالنا ….

منجي باكير / باب نات

قد يعجبك ايضا