صفاقس : من يوقف نزيف الاعتداءات على الإطار التربوي ؟

التعليم الابتدائي في تونس
التعليم الابتدائي في تونس

من أهم الاشكالات التي يجب الوقوف عليها وتحليلها تحليلا جديا هي بلا ريب تصاعد وتيرة الاعتداءات على الإطار التربوي بشقيه الأساسي والثانوي وأحيانا العالي الذي لحقه “الطش”.

ظاهرة الاعتداء بالعنف المادي أو اللفظي الموجه نحو الإطار التربوي والادراي والعملة التي تم رصدها مؤخرا متأتية من التلاميذ أو الطلبة وأحيانا من طرف دخلاء على المؤسسة التربوية .

العائلة بدورها دخلت على الخط واصبحت مصدرا للعنف داخل المؤسسات فبعض الاولياء لا يخجلون من اقتحام المعهد او المدرسة لينهالوا سبا وشتما واحيانا ضربا على المعلمين او الاطار الاداري ويحصل ذلك تحت أنظار الأبناء ….فكيف يمكن لتلميذ ان يحترم من يدرسه وهو يراه “يتبهذل” أمامه قديما كانت الأسرة التونسية تحترم المعلّم وتسبل عليه هيبة وقداسة فكان الجميع يخشاه تلاميذ وأولياء لا خوفا بل إكبارا.

الاعتداءات ارتفعت وتيرتها بعد الثورة آخرها ما حصل قبل أيام بمعتمدية عقارب فبعد الاعتداء على حرمة مدرسة “السوالم” بنفس المنطقة تكرر الأمر هذه المرة مع مدرسة عقارب الشرقية حيث شهدت المؤسسة التربوية حالة من الاحتقان والفوضى بعد أن عمد بعض المواطنين الى استخدام العنف المادي والمعنوي تجاه مدير المدرسة “بلقاسم البحري” الذي تعرض الى التعنيف من احدى السيدات التي استنجدت بأفراد من عائلتها لـ”تأديب” المدير بسبب تعرض ابنها الى حادث مدرسي بسيط .

الحادثة نتج عنها تهشيم باب المكتب وإحداث فوضى عارمة على مرأى ومسمع من المعلمين والتلاميذ والأولياء الذين تعاطفوا مع مدير المدرسة ونفذوا وقفة احتجاجية منددين بالاعتداء علي المؤسسة ومديرها ،مطالبين بتوقيف هذه السيدة وتحميلها مسؤولية ما حصل ورد الاعتبار للمدير علما وأن النقابة الأساسية بعقارب والنقابة الجهوية بصفاقس والمدير الجهوي المساعد للتعليم قاموا بزيارة المدرسة في لمسة تضامنية ووعدوا بالقيام بالإجراءات القانونية اللازمة وتم الاتفاق على العودة للعمل في انتظار إتمام الإجراءات الأمنية اللازمة تجاه المعتدية علما وأن فرقة الأبحاث والتفتيش بالمحرس تكفلت بكل الإجراءات الأمنية و للإشارة فان الأسرة التربوية في عقارب تهدد بإضراب عام مفتوح إذا لم يتم وضع حد لمثل هذه الممارسات.

هذه التصرفات لا تليق بمؤسساتنا التربوية التي منها نتعلم ومنها نفهم معنى الأخلاق والتربية فالمطلوب إذا معاودة نشر ثقافة الحوار في الوسط التربوي بين الأستاذ والتلميذ والولي ومعالجة الأسباب التي تؤدي الى العنف ضد الاطار التربوي من خلال تركيز مرشدين نفسيين في المدارس والمعاهد والكليات وجعلها كخلية إنصات تقرب المسافات بين الأولياء والأساتذة وتقوي الثقة في التلاميذ حتى الفاشلين دراسيا وبالتالي نكون قد وفرنا أسواق شغل للآلاف من المتخرجين في علوم النفس والتربية الى جانب تنظيم حلقات ومحاضرات حول أسباب العنف المدرسي وغرس الوعي الكافي في صفوف التلاميذ لإعادة الهيبة التي ألفناها عن المربي والأستاذ.

علي البهلول / الصباح

قد يعجبك ايضا