أمهات أبنائنا…الشكر لكن

حنان الأم
حنان الأم

جئناكن بمحض إرادتنا… وطرقنا أبواب بيوت أوليائكن طالبين الزواج من بنات الحسب والنسب … فاخترتننا ووافقتن على تزويجكن لنا من دون الكثيرين من المتقدمين إليكن … ووهبتننا ثقتكن لنكون أزواجا… ونكون في مقام آبائكن… وإخوتكن .

تزوجناكن لنبني معا في كنف التفاهم والوئام والرحمة والاحترام المتبادل أسرا وهي مسؤولية ثقيلة كنتنّ لها أهلا …وكنتنّ لنا القلوب العطوفة والصدور الحنونة … طبعا البدايات وككل بدايات الشراكات صعبة وخاصة شراكة الزواج …تزوجناكن وكل واحد منا يحمل موروثا وثقافة مختلفة في بعضها أو كلها عن ثقافة الآخر …وتكوينا نفسيا وشخصية شابة مندفعة …مختلفة جزئيا او كليا عنكن…يتطلب تأقلمهما وقتا وصبرا للتعديل …والتركيب …والتقويم… هذه المدة تطول أو تقصر ولكن هي أصعب الفترات خاصة إذا كانت الأحلام والبرامج الموعودة وما أكثرها أثناء الخطوبة تصطدم بالواقع …واقع صعب وقاس …وهنا برزت وظهرت قدراتكن العجيبة على التحدي …وقبول الآخر بمساويه… ومحاسنه… وغرائبه وعجائبه …وبطشه …وجبروته …فتحملتننا بصبر من أجل بناء أسرة … وبذلك تشكلت شخصياتكن… شخصية الزوجة الصالحة… بنت العائلة… لتحمل كل الأوزار: المادية وصعوباتها…والإنجابية ومخاطرها…والعلائقية وتقلباتها…والعاطفية وبرودتها أحيانا…فكنتن لنا القلب المحب العطوف… والصدر الحنون وكنتن الزوجات الصالحات العفيفات والصابرات… لهذا كله أتقدم إلى أمهات أبنائنا بالشكر والثناء الجميل عليهن لأنهن صبرن فلهن…

ـــــ شكري والثناء على مجهوداتهن في القيام بمختلف أعباء الأسرة وشؤون البيت وما أشقها

ــــــ شكري لأنهن عرفن كيف يصلن بعائلاتهن إلى بر النجاح والفلاح بفضل عزيمتهن

ـــــــ شكري والثناء عليهن لأن بحكمتهن وتعقلهن جابهن الصعوبات وقهرنها …وتغاضين عن العديد من زلاتنا ونزواتنا…

ــــــ شكري لهن لتحملهن أوزار تربية أبنائهن في كل مراحلها وأشواطها وتعقيداتها فنجحن

إذا ما كنتن على هذه الشاكلة من السمو والتضحية ونكران الذات فقلوبكن أوسع على مواصلة التجاوز والعفو ونكران الذات والإيثار والتضحية لأن رسالتكن متواصلة لا تتوقف …ولن تتوقف أبدا إلا عندما تدق ساعة الرحيل بعد عمر طويل …حباكن الله بعطفه ورحمته ويكتب لكن جنة الفردوس إن شاء الله لأنها تحت أقدامكن.

محمد العش

قد يعجبك ايضا