النادي الصفاقسي يعيش احلك فتراته .. والدعوة ملحة إلى إعادة الهيكلة من جديد

النادي الصفاقسي
النادي الصفاقسي

يمر فريق النادي الرياضي الصفاقسي هذه الصيفية و ككل الصيفيات تقريبا بفترة سوداء لا تليق بفريق مدينة المليون ساكن الذين لا ملاذ لهم إلا هذا الفريق في جهة تفتقر لكل وسائل الترفيه و بالتالي فإنه يجب الوقوف على العوامل الحقيقية وراء هذه الأزمات المتكررة للفريق و التي يعود أبرز أسبابها إلى غياب الدعم المالي الكافي باستثناء أربعة أشخاص فقط دون غيرهم وهم رئيس الفريق و بسام لوكيل و منذر بن عياد و خالد القبي في مقابل عزوف بقية رجال الأعمال بصفة كلية.
و بالتالي فقد تم التفريط في كل من منصر و معلول نتيجة العجز عن دفع جرايتهما المرتفعة إضافة إلى رغبة معلول في تغيير الأجواء كما عجز الفريق عن الدخول في سوق التنقلات بقوة و أصبح غير قادر على شراء لاعبين من بنزرت و القيروان و قابس بل أصبح نجومه مطمع الفرق الكبرى الأخرى و يضاف إلى ذلك أيضا عدم القدرة على جلب إطار فني أجنبي عالي المستوى بسبب قلة الأموال و الاقتصار على المدرب الحالي شهاب الليلي.
و بالتالي فإن العائق الأكبر أمام رقي النادي الرياضي الصفاقسي و تطوره هو غياب الأموال و اقتصار الأمر على تبرعات الرباعي الذي ذكرناه أعلاه خاصة و ان خارطة كرة القدم التونسية قد تغيرت كليا حيث لا يملك فريق عاصمة الجنوب سليم رياحي أو حمدي مدب بل حتى فريق النجم فقد برز بوحدة الصف بين رجالات الجهة مثل عائلة جنيح أو ادريس أو كريفة أو شرف الدين وهو ما وفر مناخ ملائم يساعد على النجاح حيث احتفظ النجم تقريبا بكل لاعبيه و أيضا مدربه فوزي البنزرتي صاحب الجراية المرتفعة.
و من هنا فإن الضرورة أصبحت أكثر من ملحة لإعادة هيكلة فريق النادي الرياضي الصفاقسي و بحث السبل الكفيلة بتوفير كل متطلبات النجاح و التي تعتمد بالأساس على الجانب المالي أكثر من أي شيء آخر.
و يمكن القول بأن إعادة الهيكلة لابد أن تحتوي على النقاط التالية لبناء فريق عتيد صاحب استقلالية مالية كفيلة بجعله دائما في الواجهة بعيدا عن كل المشاحنات و الأزمات و هذه أهم النقاط:
– تكوين لجنة عليا للدعم قوية و مقننة لا تتدخل ابدا في تسيير شؤون الفريق و يبقى دورها استشاري و شرفي و تضم أبرز الوجوه في الجهة من رؤساء سابقين و غيرهم و تضم هذه اللجنة 10 أشخاص يتكفل كل واحد منهم بدفع مبلغ 500 الف دينار سنويا في مقابل عقود اشهارية ليوفر هؤلاء مبلغ 5 مليارات سنويا بصفة دائمة و مقننة بفضل عقود ممضاة معهم على المدى الطويل مع ضرورة التشهير بكل من يمتنع.
– مزيد تفعيل دور سوسيوس في الفريق و مزيد تقنين الانخراطات فيه لتكوين مداخيل قارة خاصة و ان دور هذه المنظومة يعتبر رائدا في مسيرة النادي.
– القيام بحملة جهوية لحث الناس على اعتماد طريقة portabilité حيث انه من شان ارتفاع عدد المنخرطين فيها لفائدة CSS MOBILE أن يوفر مداخيل تقدر بحوالي من 8 إلى 10 مليارات سنويا.
– مراجعة كل العقود الاستشهارية للشركات الراغبة في ذلك و ذلك وفق ما تتطلبه المرحلة من ضرورة الرفع في معاليمها خاصة في ظل توفر المناخ الملائم لذلك و خاصة اللوحات الإلكترونية التي ركزتها سوسيوس.
– إعادة الحياة لنادي الألف الذي يضم الف محب للفريق من أصحاب المهن البارزة في الجهة و العاصمة أيضا مثل المحامين و الأطباء و الإطارات السامية و يتكفل كل محب فيها بدفع الف دينار سنويا ليتم الحصول على مبلغ مليار كل سنة و ينتفع هؤلاء في المقابل بمجانية الدخول إلى الملعب و تشرف على العملية لجنة مختصة يقع بعثها.
– الاستغناء عن فكرة بيع التذاكر و الاقتصار فقط على الاشتراكات السنوية بما يوفر مداخيل قارة للنادي و الاستراحة من مشكل بيع التذاكر خاصة في المباريات المهمة.
– بعث مغازة للفريق بقلب مدينة صفاقس و أخرى بالعاصمة يقع تطوير مكوناتها بما من شأنه أن يجلب الحرفاء على مدار السنة.
يمكن للفريق أن يستغرق الكثير من الوقت في سبيل إنجاح هذه الهيكلة و لكن ترسيخها يبقى أولوية قصوى في ظل التغيرات التي شهدتها الكرة التونسية التي طغت عليها الاموال.
و تبقى النقطة الأبرز هنا و التي تعتبر مربط الفرس هي بعث مجلس إدارة يهتم بشؤون الفريق و يضم بعض الكفاءات في شتى المجالات و الاختصاصات و التي تسهر على تسيير دواليب النادي في مقابل حصولهم على جرايات شهرية كما هو معمول به في أعتى الفرق العالمية.

فاضل بوجناح

قد يعجبك ايضا