عيادة طبيب صفاقسي سنة 1813

عيادة طبيب عربي مع وجود الميزان وخزنة الأدوية
عيادة طبيب عربي مع وجود الميزان وخزنة الأدوية

امتهن العرب و المسلمون الطب جيدا منذ الفترة الذهبية للحضارة الاسلامية وعرف تجديدا وتطويرا للمعارف والتقنيات الطبية  وكذلك عدة اكتشافات علمية فيما يخص التشخيص والتشريح والجراحة والأدوية… ومن علماء الطب ابن سينا وابن النفيس و الرازي… وقد استفادت الحضارة الغربية من هذه المعارف وطورتها منذ القرن 18 لنعرف عصر الطب الحديث مستفيدا من تقدم بقية العلوم. إلا أنه في الدول العربية لم يعرف الطب هذه النقلة النوعية وبقي قائما على معارف علماء العرب الأوائل تتوارث جيلا بعد جيل أو بفضل ما بقي من كتبهم.

عيادة طبيب عربي
عيادة طبيب عربي

وفي صفاقس بقيت مهنة الطب حكرا على بضعة أشخاص وعائلات تتوارث المهنة ومعارفها. وأثناء سفرة قام بها إحدى الرحالة مر خلالها بمدينة صفاقس سنة 1813 وصف لنا عيادة طبيب صفاقسي في مشهد يذكرنا بالعهود العربية القديمة. هذا الرحالة هو محمد التونسي. فأثناء تجواله في أسواق المدينة وجد عيادتان لطبيبين. منها عيادة كبيرة الحجم، فدفعه حب الاكتشاف لزيارة هذه العيادة. فوجد بها عددا كبيرا من الكتب القديمة مصطفة أمام صاحبها الطبيب الذي لم يذكر إسمه. وبجانبه ميزان يزن به مقادير الأدوية ووراءه خزنة بها أصناف من القوارير و العقاقير. ولما سأله عن تلك الكتب أجاب الطبيب بأنها كتب في الطب يستعين بها لمعرفة الأمراض وما يناسبها من أدوية وما يحتاجها من كميات العقاقير المختلفة.

هذه الصورة الكلاسيكية للطبيب العربي تدل من جهة أن مهنة الطب لا تزال تمارس رغم تأخر بقية العلوم التي أبدع فيها العرب قديما، ومن جهة أخرى تدل أنه بقي طبا قديما يكتسب بفضل الاطلاع على الكتب و لم يواكب تطوره في ذلك العصر. ولم تعرف صفاقس أطباء عصريين سوى أثناء الفترة الاستعمارية بقدوم أطباء فرنسيين، ثم أطباء صفاقسيين إلا بعد الاستقلال بعد دراستهم بفرنسا.

*الصورة الأولى من مجلة Histoire et civilisations mars 2015

__________________________________________________________________

د. وليد العش. موقع تاريخ صفاقس

قد يعجبك ايضا