كيف يعيش الليبيون في صفاقس ؟
منذ اندلاع الثورة الليبية ما انفك الأشقاء الليبيون يتدفقون على البلاد التونسية لاسيما مدينة صفاقس وذلك هروبا من جحيم الحرب التي تدور رحاها في هذا البلد الشقيق ، وكذلك لأسباب أخرى عديدة ، يليهم المصريون ،فالسوريون ، الليبيون هم أكثر عددا بحكم الجوار من ناحية ومن ناحية ثانية بسبب اختلاط الأنساب.
وإن كانت هذه الإحصائيات لا يمكن أن تكون دقيقة باعتبار أن من يأوون عائلات ليبية لا يعلمون عن ذلك الجهات المتخصّصة لأسباب. المتهافتون على هذه المدينة في معظمهم لا يتعاطون أي نشاط سواء تجاريا أوغيره ، إنهم يميلون إلى الاسترخاء، ويجلبون معهم الكثير من العملة الصعبة ينفقونها بسخاء للتمتع بالحياة … الكثيرون يؤجرون شققا أو افيلاتب مفروشة ، والبعض يقيمون لدى ذويهم والبعض الآخر يستقرون في النزل وهناك من يملك مساكن باعتبار أنّ القانون التونسي يسمحلهم بذلك…
إقبال على المصحات
هناك إقبال كبير على المصحات الخاصة وعلى أطباء الاختصاص بغية العلاج سواء بالنسبة إلى أولئك الذين تعرضوا إلى جروح متفاوتة الخطورة أثناء الحرب أو الذين أصيبوا بأمراض مختلفة مما جعل الاكتظاظ واضحا في مختلف المؤسسات الاستشفائية…
اكتساح الفضاءات التجارية
و لاحظنا في أكثر من مناسبة لاسيما في الأعياد ونهاية الأسبوع ومختلف المناسبات الأخرى اكتساحا للفضاءات التجارية من قبل الأشقاء الليبيين مما يتسبب أحيانا في نفاد بعض السلع التموينية خاصة المدعمة كالحليب ومشتقاته والسكر والمواد المصنوعة من العجين ، بالإضافة إلى مختلف أنواع لحوم الضأن والبقر والدجاج والبيض وغيرها من المواد الأخرى…
الهروب من الموت
البعض ممن هربوا من جحيم الحرب في ليبيا وكانوا ينتمون إلى كتائب الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي واستقروا في صفاقس أو غيرها من المدن التونسية لم يعودوا إلى بلادهم خوفا من الانتقام منهم والتشفي فيهم وإعدامهم من قبل الثوار… البعض ممن استقروا في صفاقس فضلوا تعاطي بعض أنشطة الخدمات يسدونها للبعض من معارفهم القادمين من ليبيا مقابل معلوم مادي لإرشادهم وتيسير شؤونهم المختلفة كالسكن والتوجه إلى الطبيب وأشياء أخرى.
الزواج في صفاقس
البعض من هؤلاء فضلوا توديع حياة “العزوبية” وامتلاك نصف دينهم وتزوجوا من ليبيات جلبهن ذووهم من طرابلس أو مدن ليبية أخرى بعد أن وقّعوا على عقد قرانهم هناك بتفويض منهم.
حوادث مرور قاتلة
كثيرا ما تسبب الليبيون في حوادث مرور قاتلة ذهب ضحيتها أبرياء سواء كانوا مترجلين أو ممتطين دراجات نارية أو غيرها وذلك بسبب تهوّرهم في السياقة والسرعة الجنونية التي يقودون بها سياراتهم ، بطبيعة الحال هؤلاء هم استثناء وليسوا قاعدة يمكن تعميمها على الجميع.
محمد القبي / الصباح الأسبوعي