صفاقس : هل “يتحلحل” مشروع تبرورة في 2015 ؟

مشروع تبرورة
مشروع تبرورة

رغم كثرة الوعود والانتظارات التي طالت لأكثر من عشرين سنة لا يزال متساكنو مدينة صفاقس متمسكين بحلم مشروع تبرورة والمترو الخفيف والمدينة الرياضية والعاصمة الثقافية ومع دخول 2015 كانت من الأمنيات المتداولة على ألسنة الصفاقسية اكمال مشروع تبرورة الذي من الأرجح أن يحتل مجلة غينيس للأرقام القياسية لكونه من أقدم المشاريع التي لا تزال في طور الانجاز أو في طور فكرة التحقق والكل يعلم أن صفاقس تبقى دائما الأخيرة في المشاريع المبرمجة منذ التاريخ مع الحكم البورقيبي ومن بعده النوفمبري وحتى في الفترة الانتقالية تواصلت المماطلة وبقيت جل المشاريع معلقة ومنها مدار حديثنا وهو حلم مليون متساكن طالت مدته وتعقدت جلساته من جميع الأطراف.

انفاق أكثر من 140 مليارا
كما أشرنا سابقا فان مشروع تبرورة عمره يناهز العشرين سنة وقد تم انفاق أكثر من 140 مليارا من المليمات على المشروع وجل الأموال كانت بشكل قروض من دول وشركات أجنبية من أجل اتمامه ولكنه مع الأسف لم يتم انجاز سوى القسط الأول و-ان لم يكن بالمستوى المطلوب- حيث تم عزل مادة الفوسفوجيبس من السواحل ورفع المواد الملوثة وردم قرابة 380 هكتارا من البحر لكي يتم استثمار المساحة المردومة وتحويلها الى مساحة معمارية وترفيهية وسياحية.

هبة تصل الى 500 ألف أورو من أجل اتمامه
المؤسف في الأمر أن مشاريعنا تتوج خارجيا وتذل داخليا من طرف مصالحنا المختصة فقد تم في أواخر 2014 تتويج مشروع تبرورة كأهم المشاريع في البحر الأبيض المتوسط ببرشلونة حيث تم تخصيص مبلغ له يمكن أن يصل الى 500 ألف أورو من أجل اتمامه وان كان المبلغ لا يكفي لتهيئة البنية التحتية الخاصة بالمشروع والتي تغطي قرابة 420 هكتارا.

من المسؤول ؟
من الانصاف أن يتم الوقوف من أجل اتمام مشروع الملايين الذي تم الوعد به منذ عشرات السنين ومن المخجل أن يتم ايقاف الأشغال خدمة لمصالح وأجندات معينة ومن القانوني محاسبة كل من يقف وراء تعطل المشروع الذي لا يزال بين الموت والحياة فكلها مسائل ستطرح على طاولة واحدة من أجل تنقية الغث من السمين والسؤال الذي يطرح ألان هل التقصير متسبب فيه شركة تهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس أم السلطات هي التي تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية في ذلك؟ وما يلفت النظر أن شركة تبرورة قامت بالعديد من الجلسات مع وزارة الاشراف وأن جل الوزراء اتخذوا في زيارتهم لصفاقس المشروع وجهة لهم. لكن خاب ظن المواطن من الزيارات وبقيت محاضر الجلسات معلقة بين الأرض والسماء.

متى القسط الثاني ؟
لا يمكن لأحد أن يشفي غليل متساكني صفاقس سوى سلطات الاشراف وشركة تبرورة للاجابة عن موعد انجاز القسط الثاني وموعد التسليم النهائي للمشروع. فهل يمكن أن تكون سنة 2015 سنة حاسمة في مشروع تبرورة والارتقاء به نحو مصاف المشاريع العالمية التي لها وزنها السياحي والاقتصادي واللوجيستي وهل سيتسنى لنواب مجلس الشعب الممثلين عن صفاقس الدفاع بقوة عن مشاريع جهتهم التي طال انتظار تحققها ؟

علي البهلول / الصباح

قد يعجبك ايضا