أربعون سنة على رحيل كوكب الشرق : ” كلثوميات” سهرة مهرجان صفاقس الدولي و حكاية مدونة لا تموت‎

" كلثوميات" سهرة مهرجان صفاقس الدولي
” كلثوميات” سهرة مهرجان صفاقس الدولي

في سهرته الثانية اختار القائمون على مهرجان صفاقس الدولي أن يكون الإهداء لروح كوكب الشرق السيدة أم كلثوم التي غادرت الحياة قبل أربعين عاما بالتمام و الكمال تاركة وراءها مدونة موسيقية غاية في التنوع و الثراء و لتجسيم ذلك تم الشروع منذ أشهر في إعداد عرض خاص بالمهرجان سمي بـ ” كلثوميات ” تحت إشراف الدكتور هلال بن عمر و يجمع كوكبة من عازفي الجهة و موسيقيها و نخبة من الأصوات التونسية على غرار شهرزاد هلال و حنان المهيري و المصرية إيمان عبد الغني بالإضافة إلى عازف القانون الشهير ماجد سرور من مصر أيضا .
السهرة التي تم برمجتها و تنفيذها في سهرة 9 جويلية 2015 على ركح المسرح الصيفي بسيدي منصور شهدت ارتفاعا طفيفا في إقبال الجماهير بالمقارنة مع السهرة الافتتاحية التي أحياها الثنائي زياد غرسة و درصاف الحمداني و يبدو الأمر منطقيا حيث يسوق المهرجان نفسه مع تقدم العروض و تنوعها على غرار الإقبال المنتظر على واحد من أنجح العروض التونسية سنة 2015 و نعني به عرض الزيارة يوم 11 جويلية .
العرض كما أسلفنا كان بقيادة الدكتور هلال بن عمر الذي عبر قبل ضربة البداية عن الشعور بالرهبة الذي يخالج كل من يصعد على ركح مهرجان صفاقس و عن أهمية العرض في إحياء ذكرى قيمة فنية في قيمة أم كلثوم موضحا أن مثل هذه المبادرات تهدف إلى استحضار مدونة ذات قيمة عالية و تقديمها بأصوات بعضها متمرس كشهرزاد هلال التي عبرت عن اعتزازها بتأدية أغاني “الست ” بالتخصص و بعضها يشق طريقه مثل حنان المهيري التي و إن لم تنف رهبتها من الصعود على ركح المسرح الصيفي لكنها في المقابل بدت واثقة الخطى لحظة تقديم وصلتها بباقة من أغاني أم كلثوم . و في سياق متصل ثمن الدكتور بن عمر وضع الدورة السابعة و الثلاثين لمهرجان صفاقس الدولي تحت شعار ” إرادة الحياة ” معتبرا أن الشعب التونسي ميال بطبعه إلى الحياة و الفن و الثقافة و أن الذين يجذبون إلى الخلف داخل هذا المجتمع إنما يضيعون وقتهم و جهودهم .
الوصلات الغنائية وزعت بين حنان المهيري و شهرزاد هلال و إيمان عبد الغني حيث اكتشف الجمهور الحاضر بالمسرح الصيفي اسما للحفظ والمتابعة في قادم السنوات ممثلا في حنان المهيري التي أدت و أقنعت و أمتعت بينما كانت الغالبية الموجودة بالمسرح تحمل فكرة عن شهرزاد هلال و عن طاقتها الصوتية في اداء هذا اللون من الموسيقي و هي التي لم تجد صعوبة في الاندماج و السلطنة و رغم أن سمعة إيمان عبد الغني كصوت من الأصوات المهمة في مصر و العالم العربي كانت قد سبقتها إلى صفاقس فإن الفرصة كانت أمام جمهور صفاقس لاكتشافها مباشرة و الرجوع معها إلى أربعين سنة ماضية و أكثر حين كانت أم كلثوم أكثر من صوت غنائي و أكثر من مجرد فنان بل كانت و مازالت حديث الناس فنيا و حتى سياسيا .

قد يعجبك ايضا