الاتحاد من أجل المتوسط يروج لاستثمارات حضرية منها مشروع “تبرورة” بصفاقس

مشروع تبرورة
مشروع تبرورة

أطلق الاتحاد من أجل المتوسط برنامج المساعدة الفنية في إطار مبادرة تمويل المشاريع الحضرية. ويتمثل الغرض من المساعدة الفنية – بدعم تمويلي مقدم من المفوضية الأوروبية (5 ملايين يورو) وبالاشتراك مع المؤسسات المالية الدولية والجهات المانحة – في تحديد واختيار مشاريع التنمية الحضرية المستدامة والمبتكرة التي من شأنها أن تقدم حلولاً عملية قابلة للتكرار إقليمياً لتحديات التنمية الحضرية الكبرى التي تواجه المنطقة نتيجة التحولات الديموغرافية المهمة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية.

وقد حددت مبادرة تمويل المشاريع الحضرية حتى الآن ما يصل إلى 27 مشروعاً في تسعة بلدان على ضفتي البحر الأبيض المتوسط الجنوبية والشرقية. وتشكّل هذه المبادرات في مجموعها استثماراً قدره 5 مليارات يورو مما يعني أن المساعدة الفنية المقدمة من الاتحاد من أجل المتوسط تصل إلى 8 في المائة من المتطلبات الاستثمارية الإقليمية التي قدّرها بنك الاستثمار الأوروبي للسنوات العشرين المقبلة، حيث يحتاج حوض البحر المتوسط – وفقاً لهذه المنظمة المالية – إلى استثمارات مجموعها 60 مليار يورو في مبادرات البنية التحتية الحضرية في غضون العقدين المقبلين.

وقد تم تدشين المرحلة الثانية من برنامج مبادرة تمويل المشاريع الحضرية، وهي المساعدة الفنية، رسمياً من خلال حلقة العمل التي دامت يوماً واحداً وأقيمت في مقر الاتحاد من أجل المتوسط في بالاو دي بيدرالبيس في برشلونة في يونيو/حزيران. جمع اللقاء لأول مرة بين كافة الأطراف الفاعلة المنخرطة في عملية مبادرة تمويل المشاريع الحضرية، وتحديداً الجهات المروجة للمشاريع والشركاء الماليون وفرق الاستشاريين.

وفيما ركزت المرحلة الأولى من المبادرة على اختيار المشاريع وتحديد المساعدات الفنية اللازمة، تركز المرحلة الثانية على تنفيذ المساعدات الفنية المحددة مع ضمان تحقق معايير المشاريع وحصولها على التمويل من جانب المؤسسات المالية الدولية.

وقال الأمين العام فتح الله السجلماسي في أثناء افتتاح حلقة العمل: “تلعب الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط دور ”الطرف الثالث الموثوق“ فيما بين مختلف البلدان والمؤسسات ضماناً لتبادل المعلومات وتنفيذ المشاريع، وتغليباً لمنطق التعاون، لأن ذلك هو ما يجعلها أكثر كفاءة ووضوحاً في أعين كل من الشركاء”. وأضاف السجلماسي قائلاً: ”ومن الممكن أن تشكل مبادرة تمويل المشاريع الحضرية نموذجاً للمجالات الأخرى التي من شأن التعاون الإقليمي أن يحقق فيها قيمة مضافة حقيقية“.

مبادرة تمويل المشاريع الحضرية: مواجهة التحديات الحضرية الإقليمية

بحلول عام 2050، سيزداد عدد سكان المنطقة إلى الضعف (646 مليون نسمة) مقارنة به في عام 2010 (357 مليون نسمة). وبحلول عام 2030، سيكون نحو 80 في المائة من سكان بلدان منطقة البحر المتوسط مركّزين في 10 في المائة من مساحة الأرض، وبالدرجة الأولى في المناطق الحضرية الساحلية. وتواجه المنطقة الأورومتوسطية تحولات ديموغرافية مهمة في ظل الانتشار السريع للتوسع الحضري، مما يمثّل تحدياً إقليمياً كبيراً يتطلب حلولاً تعاونية ونُهجاً إقليمية وشراكات بين القطاعين العام والخاص.

وعلى حد تعبير غاي فلوريت، مدير التنقل والتنمية الحضرية بالاتحاد من أجل المتوسط: “لا يكمن النهج الجديد لمبادرة تمويل المشاريع الحضرية في الدعم وبناء التوافق بين مختلف أصحاب المصلحة المشاركين في العملية فحسب، بل أيضاً في النهج المتكامل؛ حيث تسعى مشاريع مبادرة تمويل المشاريع الحضرية إلى تنمية القدرات الإقليمية من خلال التآزرات بين البعد الاجتماعي والاقتصادي والمتعلق بالبنية التحتية والمستدام”.

المشاريع الحضرية المعتمدة من الاتحاد من أجل المتوسط

هناك ثلاثة مشاريع اعتُمدت بالفعل من الاتحاد من أجل المتوسط حتى يومنا هذا. ويمكن اعتماد مشروع جديد في منطقة المشرق في الأشهر المقبلة. وييسّر الاعتماد إمكانية الحصول على التمويل والدعم الفني، علاوة على دعم أعضاء الاتحاد من أجل المتوسط.

مشروع التطوير الحضري لإمبابة (100 مليون يورو): يهدف هذا المشروع إلى تدعيم دمج منطقة إمبابة، التي تعد واحدة من أكثر مناطق مصر الحضرية المكتظة بالسكان والمفتقرة إلى التخطيط، بمدينة القاهرة من خلال تزويد 700000 نسمة بها بالمرافق الأساسية والبنية التحتية والخدمات.

مشروع صفاقس تبرورا (403.2 مليون يورو): صفاقس ثانية كبريات مدن تونس وأهم مركز صناعي وتجاري فيها. وبعد إزالة أسباب التلوث الناجم عن صناعة الفوسفات المحلية في الساحل الشمالي للمدينة، يتطلع المشروع إلى إعادة تأهيل الشواطئ وإنشاء 420 هكتاراً من الأراضي لتوسيع المنطقة الحضرية.

مشروع تنمية وادي أبي رقراق (394 مليون يورو): سيطور هذا المشروع، الذي ينفذ في المغرب بغرض تحقيق التنوع الاجتماعي والتنمية المستدامة، أحياء مهنية وسكنية جديدة، فضلاً عن مرافق ومساحات عامة كإقامة مستشفى حضري وإعادة تأهيل منطقة شالة، بالإضافة إلى إجراءات بيئية أخرى.

وتعد مبادرة تمويل المشاريع الحضرية إحدى ركائز استراتيجية التنمية الحضرية المستدامة في المنطقة الأورومتوسطية، وذلك على النحو المنصوص عليه في إعلان المؤتمر الوزاري الأول للاتحاد من أجل المتوسط بشأن التنمية الحضرية المستدامة الذي عقد في ستراسبورغ في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2011. وقد طُرحت المبادرة أثناء اجتماع كبار المسؤولين في 7 أبريل/نيسان 2014، وحازت على مصادقة ممثلي البلدان الأعضاء الثلاثة والأربعين في الاتحاد من أجل المتوسط.

تدار مبادرة تمويل المشاريع الحضرية، تحت مظلة الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط، بواسطة الوكالة الفرنسية للتنمية، والمصرف الأوروبي للاستثمار بمساندة من المفوضية الأوروبية. ويرتبط بها ارتباطاً وثيقاً كل من بنك التنمية الألماني، ومكاتب الودائع في فرنسا، والمصرف الأوروبي للإنشاء والتعمير، والوكالة الفنلندية للتعاون والتطوير، بينما أعربت مؤسسات مالية دولية أخرى وجهات استثمارية عن اهتمامها.

قد يعجبك ايضا