واخيرا .. سقوط إمبراطوريات التهريب وتورط 5 رجال اعمال وجنرال

مهربي البنزين
مهربون

بعد القبض على ستة اشقاء من عائلة «وشواشة «للتهريب تبين اثر التحقيقات الاولية تورط 5 رجال أعمال كبار مع مافيا التهريب في تونس مقابل الحصول على مرابيح مالية ضخمة …
«الشروق» تنفرد بنشر تفاصيل تورط رجال اعمال نافذين في تهريب مواد ممنوعة والبنزين والعملة الأجنبية من التراب الترنسي الى المدن الليبية ….
ثبت وجود عديد الاتصالات الهاتفية التي جمعت بين أباطرة التهريب وعدد من أصحاب المؤسسات الكبرى ورجال الاعمال النافذين في البلاد من بينهم رجل اعمال يترأس احدى جمعيات محاربة الفساد ومكافحة التهريب واكد مصدر «الشروق» ان بداية سقوط إمبراطوريات التهريب انطلقت اثر الكشف عن تجاوزات خطيرة لعدد من اصحاب رؤوس الأموال الكبرى في عدد من ولايات الجمهورية.
اتصالات هاتفية جمعت بين رجال اعمال نافذين وعناصر من مافيا التهريب من بينها احد اهم الاتصالات التي دعا من خلالها صاحب شركة تصدير وتوريد من المهرب ان يختفي عن الأنظار في المرة القادمة نظرا لورود معلومات امنية تفيد بانه سيتم وضع هاتفه الخاص تحت التنصّت بعد عملية القبض على مسؤول ديواني كبير تورط في عديد التجاوزات المالية الخطيرة .
كما ثبت ان 70 بالمائة من عمليات التهريب تمت عن طريق شركات تابعة لعدد من رجال الاعمال عن طريق شاحنات ووسائل نقل تابعة لهم واضاف مصدر «الشروق» ان ظاهرة التهريب تضاعفت بنسبة 200 بالمائة نظرا لاستغلال اصحاب رؤوس الأموال لحالة الفوضى الامنية المنتشرة في عدد من مناطق الجنوب وقاموا بتهريب بضائعهم عبر الحدود التونسية الليبية اوالحدود الجزائرية .
من جهة اخرى اكد محدثنا انه كان من الممكن ان يتم القبض على أمير الحدود قبل مقتله بفترة طويلة ولكن كان اخطر مهربي تونس المعروف باسم «ولد معيزة» تحت حماية اطراف نافذة في البلاد سحبت نفوذها فقط حين انطلقت وحدات فرقة مكافحة الارهاب في الكشف عن وجود علاقة وطيدة بين عشرات القيادات الارهابية التابعة لما يسمى بكتيبة عقبة ابن نافع وحسين معيز الملقب باسم أمير الحدود .
كما اكد محدثها ان أمير الحدود وعناصر ارهابية اخرى خطيرة تمكنت من الفرار من أيدي الوحدات الامنية بسبب استغلالهم لعلاقتهم المشبوهة مع أمنيين وحرس ديواني واحد الجنرلات الذي عثر على رقم هاتفه في هاتف احد المهربين الكبار من ولاية القصرين .
وصف محدثنا عملية القبض على الاشقاء الستة من عائلة «وشواشة» التي تمكنت بعد الثورة من خلق امبراطورية للتهريب حصدت من ورائها المليارت وعشرات العقارات والاملاك بين تونس وليبيا بالضربة الموجعة لمافيا التهريب مضيفا ان عناصر هذه العائلة تورطوا في تهريب الاسلحة والمواد المخدرة والبنزين والمواد الممنوعة كما اكد مصدرنا ان هناك العشرات من المهربين الكبار الذين تعاملوا مع مهربي عائلة «وشواشة» مازلوا طلقاء ويواصلون تنفيذ بقية الصفقات المشبوهة المبرمة بينهم وبين الارهابيين .
كما تم ايضا حجز كميات كبيرة من المواد الغذائية المنتهية صلوحيتها اثناء عملية مداهمة مخازن عائلة «وشواشة «وحسب مصدرنا فان هذه البضاعة الفاسدة يتم بيعها عن طريق بعض المصانع من داخل ولايات الجمهورية بأسعار زهيدة ثم يتم تهريبها الى التراب الليبي والتفريط فيها باضعاف المبالغ وهوما ساهم في تكوين ثروات طائلة لهؤلاء للمهربين سواء الصغار منهم او الكبار .
واثناء عملية ملاحقة مهرب خطير بولاية القصرين له علاقات مشبوهة مع عناصر ارهابية تسكن في الجبال تم العثور على هاتف جوال احد الفارين ليتبيّن لاحقا وجود رقم خاص يعود لأحد الجنرالات في الامن وكانت مهتمه تقتصر على الاتصال بالمهربين ليعلمهم بكل التحركات الامنية وهوما ساهم في إفشال عدد من العمليات الهامة وقد تم الاطاحة بالمتهم وفتح تحقيق ضده لمعرفة كل من تورط في القضية الخطيرة .
انتحار المهرب حسين معيز الملقب بأمير الحدود ساعد في ايقاف نزيف تهريب الاسلحة الى المجموعات الارهابين بين جبال ولايتي القصرين وسيدي بوزيد حيث عثر على كميات كبيرة من السلاح وسيارتي اسعاف في منزله وتمرر نفس السيناريوفي عملية مداهمة مخازن عائلة وشواشة حيث عثرت الوحدات الامنية على قطع سلاح ومواد فاسدة والالاف من لترات البنزين .
كما اعلن مصدرها انه رغم القبض ومقتل عناصر من مافيا التهريب والقبض على عدد من تجار الاسلحة الا ان المهربيين مازلوا يسيطرون على الحدود والصحراء التونسية نظرا لمعرفتهم الدقيقة بمسالكها وكل الطرق المؤدية لها وقال محدثنا ان الوحدات الامنية من حرس حدودي ووطني وديواني يقومون بالتنسيق مع الاجهزة الاستخباراتية للاطاحة بعدد اخر من عناصر مافيا التهريب الذين مازلوا يبسطون نفوذهم في تونس .
الحدود
واكد محدثها ان المهربين يعتمدون على شبكة واسعة من العلاقات مع رجال اعمال وأمنيين وديوانيين من اجل حماية مصالحهم على الحدود سواء من الجانب الليبي أو الجزائري واكد محدثنا في نفس السياق ان اكثر من 60 بالمائة من عمليات التهريب الى ليبيا تتم عبر معبر راس الجدير ثم يليه معبر الذهيبة اما على مستوى الحدود الجزائرية فانه يتم استعمال المسالك المتواجدة في ولاية القصرين .
كما اضاف محدثها ان المهربين أصبحوا ايضا يعتمدون على عدد من مسالك ولاية قفصة لتهريب بضائعهم الممنوعة والمواد الغذائية والبنزين الى التراب الجزائري مستغلين معرفتهم بكل المسالك والطرقات الجبلية الرابطة بين حدودي البلدين .

قد يعجبك ايضا