رسالة إلى مدير مدرسة العوينة: عذرا سيدي المدير…بتصرفك لم تقدر حجم المسؤولية

تلاميذ من مدرسة العوينة يجتازون الامتحان
تلاميذ من مدرسة العوينة يجتازون الامتحان

 كنت قد كتبت مقالة حول معلمة مدرسة العوينة بتونس العاصمة والتي أصرت على إجراء امتحان الثلاثي الثالث لتلاميذها استجابة للواجب من جهة ولرغبة منظوريها من جهة أخرى… فأكبرت فيها موقفها وقرارها لأنها لم تكن موافقة على الإضراب الإداري الذي قررته نقابة التعليم الأساسي …ومارست حقها القانوني في العمل كما مارس زملاؤها حق الإضراب وكلاهما تصرفا تصرفا حضاريا ولكل منهما مبرراته ودوافعه …

لكن ما حز في نفسي وأنا أتأمل الصور هو اجتياز التلاميذ لامتحانهم في الحديقة الجانبية للمدرسة لأن السيد المدير هداه الله منعهم من دخول الأقسام… وفي الحال أنه مطالب بتطبيق المناشير والأوامر الواردة عليه كما أنه ينفذ القانون الداخلي لمدرسته بشكل حيادي …وبانحيازه لطرف دون آخر فهو قد أخل بدوره في حسن تسيير شؤون مدرسته ويؤاخذ على ذلك أخذا كبيرا… وفي كل الحالات إن مشاهدة الأطفال وهم منكبون على إجراء الامتحان على بساط الأرض( تأملوا الصور ) في جلسات غير صحية …وكأنهم لا يمتون بصلة لمدرستهم التي تعسفت عليهم بعد أن أقفل المدير أبواب الأقسام أمامهم بشكل تعسفي وكأنهم خارجون عن القانون… درس قاس علينا ومشهد تقشعر منه الأبدان …

وإني أكبر في المعلمة استجابتها لرغبة منظوريها في إجراء الامتحان ولو بشكل صوري لأن نتائجه لن تحسب مادامت الوزارة تكرمت عليهم بالنجاح بدون تقييم …وأتمنى أن يزول هذا المشهد من ذاكراتهم الغضة لأنه لا يشرفنا ولا يشرف دور المدرسة في تحقيق العدالة والمساواة بين الجميع…

محمد العش

قد يعجبك ايضا