صفاقس : سوق الحوت “نار” والخضرة “مسمار”

سوق الحوت في صفاقس
سوق الحوت في صفاقس

كل مدينة ميزة خاصة تنفرد بها عن بقية المدن والمعروف أن مدينة صفاقس تعرف بــ”مريقتها الصفاقسية” وبسوق سمكها الذي يعتبر من اكبر الاسواق في الجمهورية حيث يرتاده يوميا الآلاف من المواطنين من مختلف المناطق التابعة للولاية وحتى المارين بالولاية يتخذون من سوق الحوت وجهة لهم في غالب الاحيان ويمكن أن تكون هذه الميزة لصالح المنطقة ولصالح مواطنيها ولكن الأشكال الموجود بهذا السوق لا يزال قائما وخاصة في غلاء الأسعار والكل يغني حسب هواه أضف الى ذلك ظاهرة الانتصاب الفوضوي داخل ممرات السوق التي لا تزال متفشية بكثرة وهو ما خلّف الاكتظاظ والفوضى داخل الفضاء العمومي حيث تجد في كل متر تقريبا أحد البائعين واضعا أمامه صندوقا من السمك يحاول ايهام الحريف واقناعه بأن بضاعته جيدة وأقل ثمنا من البضاعة المعروضة داخل السوق.

واحقاقا للحق فقد اصبحت الأسعار لا تطاق ولم يعد بامكان المواطن البسيط التمتع بما كان يتمتع به سابقا وغير بعيد عن سوق السمك نجد سوق بوشويشة الذي يعرفه جل “الصفاقسية” ويعتبرونه سوق المواطنين بامتياز وكل من يدخله يمكنه تعبئة قفته بالخضر والغلال بأرخص الأثمان ولكن لم تعد دار لقمان على حالها وتغير الوضع وأصبح السوق محتشم الحرفاء لغلاء الأسعار فالبصل بات اسمه “سي البصل” ولا تسل عن بقية الأنواع الأخرى من الفلفل والطماطم والبطاطا.

“الصفاقسي” ومنذ سنوات خلت كان يمر بسوق الحوت ويقتني ما تيسر له من السمك الطري ومن ثم يمر بسوق بوشويشة ويشتري ما يلزم لعشائه وكل ذلك لا يكلفه الا خمسة دنانير اما اليوم فقد اصبح ثمن السمك نار والخضر مسمار والزوالي أضحى تحت رحمة التجار الذين يقومون بسن التعريفة حسب هواهم دون النظر الى القدرة الشرائية للمواطن ، فالمطلوب من المصالح المختصة في الوقت الحالي اعادة النظر في الأسعار بجدية ووضع الحدود أمام كل من يحاول تجاوز القوانين.

علي البهلول / الصباح

قد يعجبك ايضا