شهر التراث في صفاقس : برمجة متنوعة و أحداث متحف باردو تفرض نفسها

شهر التراث في صفاقس : برمجة متنوعة و أحداث متحف باردو تفرض نفسها
شهر التراث في صفاقس : برمجة متنوعة و أحداث متحف باردو تفرض نفسها

مثل باقي ولايات الجمهورية تدخل ولاية صفاقس هذه الأيام في مراحل الإعداد الأخيرة لإحياء شهر التراث الذي ينتظم كل سنة من 18 أفريل إلى 18 ماي و تسعى فيه كل جهة إلى إبراز مخزونها من التراث المادي و اللامادي و كانت وزيرة الثقافة و المحافظة على التراث ” لطيفة لخضر ” قد افتتحت دورة هذا العام من ولاية جندوبة في دورة هي الرابعة و العشرين في تاريخ هذه التظاهرة.

و بالعودة إلى ولاية صفاقس فقد تمت برمجة مجموعة من التظاهرات في شهر التراث الذي سيفتح رسميا يوم 25 أفريل 2015 من خلال تظاهرة سلسلة ” لقاء، تاريخ، ذاكرة، تراث، متحف باردو” بمشاركة الأساتذة : علي دريم، الطاهر غالية،منصف بن موسى، عمار عثمان،محمدالجربي،سالم المكني،عبد الحميد الفهري،عبد الحميد البركاوي و ستكون هذه التظاهرة بالتعاون بين المعهد الوطني للتراث و المندوبيّة الجهوية للثقافة بصفاقس والجمعيّة التونسيّة للمحافظة على التراث البحري وكليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة بصفاقس قسم التاريخ . و سيقع خلال هذا اليوم أي 25 أفريل عرض شريط وثائقي قصير حول متحف باردو في إشارة إلى حملة تضامنية رافضة لما وقع في 18 مارس 2015 بالمتحف في رسالة مفتوحة و إن كان الهدف منها ضرب المعنويات و ضرب السياحة فإن وقوعها في مكان له علاقة بالثقافي و الحضاري يحمل أكثر من رسالة .

و في نفس السياق أعدّت عديد المؤسّسات والهياكل الثقافيّة والأطراف المعنيّة بالتّراث ومكوّنات المجتمع المدني برنامجا ثريّا ومتنوّعا لإحياء هذه المناسبة. وفي هذا السياق تنظّم جمعيّة جسر الفنون بصفاقس وجمعيّة قدماء المعهد العالي للموسيقى بصفاقس والمندوبيّة الجهويّة للثقافة لتأثيث معرض حول “التّراث متوجه للمستقبل” وذلك من 22 أفريل 2015 برواق محمد الفندري بالقصبة.

أمّا منتدى الفارابي للدراسات والبدائل بالتعاون مع المندوبيّة الجهويّة للثقافة فينظّم الدّورة الثانية لملتقى صفاقس المعالم والأعلام وذلك أيّام 24 و25 و26 أفريل 2015 بالفضاء الثقافي فندق الحدّادين وتدور هذه التظاهرة في فلك المعالم والمواقع التي شهدت أحداث النضال الوطني ضدّ الاستعمار وضدّ الديكتاتوريّة إلى جانب الأعلام الذين تحوّلوا إلى رموز وطنيّة، ومن أهداف هذه التظاهرة التعريف بتاريخ المقاومة الوطنيّة ومسار التحرّر الوطني وإحياء الذّاكرة الوطنيّة ضدّ كلّ أشكال الإهمال والتّزوير.

و في إطار إحياء التراث الجزيري لجزيرة قرقنة سيقع خلال يوم 2 ماي 2015 بالمركب الثقافي محمد الجموسي تقديم كتابي “بناء المركب البحري بجزر قرقنة” للدكتور عبد الحميد البركاوي و “Kerkennah charme insulaire ” للدكتور عبد الحميد الفهري و اللذان يتقاطعان في تسليط الضوء على التراث الخاص بجزيرة قرقنة من خلال تاريخ صناعة السفن و كيفية بناء المركب البحري و في تفاعله مع عملية بناء المركب البحري في البحر الأبيض المتوسط ومن خلال التعرض لذاكرة الجزيرة من خلال مجالات مثل التعليم و الاقتصاد و الزراعة و البحر و العادات و التقاليد و المواقع الأثرية و الفنون و الإبداع و العمل النقابي .

تبقى مسألة الاشتغال على الخصوصية ا خارج مركز الولاية خصوصا من أولويات عمل المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس خارج شهر التراث و داخله حيث يقع العمل في كل معتمدية على قيام أغلب التظاهرات على أساس المادة التاريخية و الثقافية التي تنبع من المكان و بالتالي لم يكن من الصدفة بمكان أن تحتفي معتمدية جبنيانة بأبي إسحاق الجبيناني و بئر علي بن خليفة بعلي بن خليفة النفاتي و ينسحب هذا على العديد من المناطق و المعتمديات الأخرى ففي معتمدية منزل شاكر على سبيل المثال ستعطى الأولوية من خلال بوابة شهر التراث إلى شجرة الزيتون حيث يقام معرض صور فوتوغرافية تحت عنوان أوراق الزيتون و ينظم يوم الإرشاد الفلاحي تحت عنوان “الموروث الفلاحي بين الصالة و التنمية المستدامة” و ذلك يومي 15 و 16 ماي 2015 بالإضافة إلى الاحتفال باليوم العالمي للمواقع الأثرية بتنظيم زيارة على الأقدام إلى قصر بشكة الذي كان مقر إقامة للرئيس بورقيبة و ذلك يوم 19 أفريل 2015 .

و في معتمدية المحرس يقام معرض وثائقي حول المعلم الأثري يونقة والمقامات والأضرحة بمدينة المحرس و ذلك بدار الثقافة يوم 18 أفريل 2015 كما تحتضن جزيرة قرقنة في نفس السياق يوما دراسيا حول حول ” الاستثمار في التراث و التنمية المستديمة ” بمتحف تراث الجزر بالعباسية بالإضافة إلى معرض صناعات تقليدية و ذلك أيام 15 و 16 و 17 ماي 2015.

و الملاحظ من خلال هذه البرمجة و مثلما أسلفنا الذكر أن مسألة تناول التراث داخل المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس ليست مقتصرة على فترة انتظام شهر التراث بقدر ما تحولت إلى سياق عام يمتد على كامل الموسم الثقافي و يقوم على أساس محاولة حفظ التراث اللامادي خصوصا من الاندثار و النسيان .

قد يعجبك ايضا