أساتذة المدارس الابتدائية : وضعية معقدة وزادت تعقيدا

التعليم الابتدائي في تونس
التعليم الابتدائي في تونس

صدر منذ مدة بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية الأمر الحكومي عدد 903 لسنة 2016 المؤرخ في 18 جويلية 2016 والمتعلق بتنقيح وإتمام الأمر عدد 2225 لسنة 2013 المؤرخ في 3 جوان 2013 المتعلق بضبط النظام الأساسي الخاص بسلك مدرسي التعليم الابتدائي العاملين بالمدارس الابتدائيّة التابعة لوزارة التربية. ومنذ ذلك التاريخ وفضاءات التواصل الاجتماعي تشهد حالة تململ كبيرة وصلت أحيانا حد الغليان والاحتقان خاصة لدى أساتذة المدارس الابتدائية من حاملي الشهادات العليا.
فعديد كبير من هؤلاء يستوفي في أكتوبر 2017 شرطي 5 سنوات أقدمية في الرتبة و14 عددا بيداغوجيا الذين يخولان لهم المشاركة في مناظرة الترقية إلى رتبة أستاذ أول للمدارس الابتدائية والتي ستكون في متناول 35% منهم، فيما يتأجل البقية إلى السنوات القادمة.
إلا أن الأمر الحكومي أعلاه يضمن ترقية بعد متابعة دورة تكوينية إلى نفس الرتبة على امتداد 2018 و2019 و2020. فهل يعني ذلك أن الترقية الاستثنائية هي مجرد تعويض للترقية العادية؟ يبدو الأمر كذلك، خاصة وأن من شروط التمتع بالترقية الاستثنائية أن لا تقل الفترة الفاصلة بينها وبين آخر ترقية عن سنتين.
من ناحية أخرى، وفيما يخص أساتذة المدارس الابتدائية من حاملي شهادة الماجستير أو شهادة الدراسات المعمّقة أو الدكتوراه أو ما يعادلها، فعدد كبير منهم يستوفي في أكتوبر 2016 شرط 4 سنوات أقدمية في الرتبة. وهو ما يخول لهم المشاركة في مناظرة الترقية بالشهائد إلى رتبة أستاذ أول للمدارس الابتدائية. ولكنهم بحلول أكتوبر 2017 -تاريخ ترقية الأساتذة الأول للمدارس الابتدائية إلى رتبة أستاذ أول فوق الرتبة للمدارس الابتدائية بعد متابعة دورة تكوينية- لن يستوفوا شرط أن لا تقل الفترة الفاصلة بينها وبين آخر ترقية عن سنتين. نفس التساؤل السابق يُطرح من جديد وهو هل أن الترقية الاستثنائية هي مجرد تعويض للترقية العادية؟
فلنفترض جدلا أن الأمور سارت على ما يرام: فارتقى أستاذ المدارس الابتدائية إلى أستاذ أول للمدارس الابتدائية في 2016 أو 2017 ثم إلى أستاذ أول فوق الرتبة للمدارس الابتدائية في 2018 أو 2019 سواء كان ذلك بالملفات أو بالشهائد أو بعد دورة تكوينية. وماذا بعد؟!!
لا شيئ… سوى رتبة يتيمة وهي أستاذ مميز للمدارس الابتدائية لمسيرة مهنية قد تتجاوز العشرين عاما. وهو ما يُعتبر حيفا وظلما صارخا لفئة أساتذة المدارس الابتدائية الذين أُريد لهم أن يُعانوا قبل الثورة وبعدها بأن يبقوا في أسفل السلم المهني مقارنة بنظرائهم وتهمتهم الوحيدة ما يحملونه من شهادات علمية لم تشفع لهم لتُسحب اتفاقية 6 أفريل للتعليم الثانوي عليهم وتُريحهم من عناء التساؤلات السابقة.

سليم القسمطيني

قد يعجبك ايضا