لماذا حشر السياسة مع الرياضة ؟ .. المنصف خماخم يجيب

المنصف خماخم
المنصف خماخم

نشر المنصف خماخم رئيس النادي الرياضي الصفاقسي رسالة عبر صفحات التواصل الإجتماعي «الفايس بوك» إلى رئيس الحكومة يسوف الشاهد و ذلك مساء الأربعاء 23 أوت الفارط . و كشف خلالها على جملة من التجاوزات و المظالم التحكيمية التي يتعرض لها فريقه منذ الموسم الكروي الفارط و التي تواصلت خلال الجولات الأولى من بطولة هذا الموسم حيث إنقاد النادي الصفاقسي إلى تعادلين في طعم الهزيمة أمام الإتحاد المنستيري و الملعب التونسي كما حذّر خماخم السلطة السياسية من تداعيات ما قد يحدث من ردود فعل من طرف الجمهور بالجهة في صورة تواصل مظالم جامعة وديع الجريء تجاه «السي آس آس» .
لئن كانت هذه الرسالة في ظاهرها محاولة للدفاع عن حظوظ النادي الصفاقسي حسب الملاحظين فإن توقيت تحريرها و مضمونها يؤكدان سعي المنصف خماخم إلى تخفيف حدة إنتقادات الأحباء على أداء الفريق من جهة و محاولة تحويل اهتمام الجمهور إلى التحكيم و العودة إلى المربع الأول الذي يختزل في الصراع بين الجريء و الهيئة المديرة للنادي الصفاقسي …

لماذا هذه الرسالة إلى رئيس الحكومة ؟
قبل كل شيء لا بد من توضيح بعض المسائل حول رسالتي إلى رئيس الحكومة في هذا الظرف بالذات . لقد اتضح للجميع أن المظالم التحكيمية ضد النادي الصفاقسي متواصلة منذ الموسم الفارط . لقد كنت أعتقد أن وديع الجريء سيكف عدوانه عنا هذا الموسم لكنه و للأسف شاهدنا ممارسات تدل على أن المعركة بيننا و بين الجامعة ستتواصل إلى أجل غير مسمى . لقد حرمنا الحكم من ضربة جزاء أمام الإتحاد المنستيري في الجولة الإفتتاحية كما أعلن الحكم عن ضربة جزاء خيالية لفائدة الملعب التونسي في مباراة الجولة الثانية ذهابا و أجبرنا على التعادل الإيجابي و خسرنا نقطتين في بداية السباق .

لماذا تحشرون السياسة مع الرياضة ؟
هذه مسائل بديهية ، لا أحد يتوقع ردة فعل أحباء النادي الصفاقسي في الجولات القادمة إذا تواصلت المهازل التحكيمية ضدنا ، و لا توجد أي سلطة قادرة على وضع حد لما قد تؤول إليه الأمور في صورة اندلاع أحداث شغب بملعب الطيب المهيري أو خارجه . و أعتقد أن الأمور الأمنية مرتبطة بالأوضاع السياسية و الأحداث الرياضية ليست بمعزل عن المناخ العام للبلاد .

لماذا كل هذا الإصرار على أن وديع الجريء وراء ما تسمونه “مظالم تحكيمية” ؟
نحن نتهم وديع الجريء شخصيا في الوقوف وراء تعيين الحكام و تحريضهم على الإساءة للنادي الصفاقسي و حتى إن لم يكن رئيس الجامعة وراء هذه التعيينات فإن صمته إزاء هذه المظالم و غياب أي ردة فعل من طرف المكتب الجامعي تجاه الحكام دليل قاطع على أن الجريء شريكا في ما تعرضنا إليه مؤخرا من مظلمة تحكيمية . كما أنه يصر على بث التفرقة بين الأندية و الجهات .

هل تعتقد أن موضوع “النعرات الجهوية” موجود على أرض الواقع ؟
للأسف الشديد نعاني منذ مدة من نعرات جهوية و تحريض على جهة صفاقس بالذات من بعض الأطراف المؤثرة في المجال الرياضي خاصة . و أعتقد أن تصريحات بعض «اللوبيات» و الأطراف المقربة من وديع الجريء في هذا السياق دليل قاطع على تفاقم ظاهرة الجهوية المقيتة . رئيس الجامعة «يخدم» في أجندا سياسية خبيثة و لن نسمح له بتمريرها ببث الفوضى و التفرقة بين الجميعات الرياضية .

يبدو أنك أعلنت نفسك قائدا للمعارضة ضد وديع الجريء ؟
سأصارح أحباء النادي الصفاقسي و جمهور الكرة في تونس بعدة أشياء ، لقد خسرت الموسم الفارط بعض الأشياء جراء تصريحاتي» الإفتزازاية» لكن بالمقابل كسبت احترام شق عريض من جمهور الكرة في تونس – حتى الاشخاص الذين لا علاقة لهم بالرياضة – . لقد وجدت مساندة كبيرة من جمهور النادي الإفريقي و هذا يكفيني و هو ما يؤكد أنني قد نطقت بالحقيقة حين صمت الآخرون كما أن جزءا كبيرا من جمهور النجم الساحلي قد عبر عن مساندته لمواقفي بعد انتهاء البطولة. نحن لا نبحث عن المشاكل أو افتعال الأزمات لكننا على أتم الاستعداد للذود عن فريقنا و مصالحه و تاريخه مهما كلفنا ذلك من تضحيات .

هل تعتقد أن رئيس الحكومة بإمكانه التدخل في جامعة كرة القدم ؟
أعلم جيدا أن « الفيفا « تمنع تدخل السياسة في جامعات كرة القدم لكن ما أريد قوله أريده أن يصل الى الجهات الرسمية و الى الرأي العام . و من أنذر فقد أعذر ، نحن طرحنا المشكل لرجال السياسة و للشارع الرياضي بتونس و على جميع الأطراف تحمل المسؤولية كاملة في ما قد يصدر عن أحباء النادي الصفاقسي من ردود فعل في الجولات القادمة لأن منسوب الظلم تجاه فريقي هذا الموسم بدأ قويا . خاصة و قد وصلتني معلومات أكيدة أن الجريء يتحدث في المكاتب المغلقة على أنه مستمر في الإساءة إلينا . نحن نستعد للاحتفال بالتسعينية و عاقدون العزم على التألق هذا الموسم لكن يبدو أن رئيس الجامعة له رأي آخر .

هناك من يتهمكم باستغلال المظالم التحكيمية شماعة تعلقون عليها أخطاءكم ؟
هذا كلام مردود على أصحابه و التسجيلات تثبت صحة ما نقول، لقد بلغت أخطاء الحكام في مباراتين حدا لا يطاق و بلغ ذروته في مباراة الجولة الثانية أمام «البقلاوة» .

هذا يعني أن صراع هيئة خماخم مع الجريء سيتواصل للموسم الثاني على التوالي ؟
نحن لسنا في صراع مع أي طرف ، لكن أجبرنا على الدخول في معركة مع وديع الجريء الذي أصر على مواصلة سياسة المحاباة و دعم أندية على حساب أخرى .

لو نعود إلى موضوع “نقراتك الشهيرة” الموسم الفارط ، هل مازلت مصرا عما صدر منك تجاه الحكم ؟
رسالتي وصلت لجمهور الكرة في تونس ، و أعتقد أنني أكدت للجميع أننا نختلف عن الآخرين و نملك الشجاعة و القدرة للتصدي لكل من يحاول الإساءة لتاريخ النادي الصفاقسي . لقد دخلنا مرحلة جديدة في التسيير تعتمد على الصبر و الجرأة و لن نتسامح مع أصحاب النفوس المريضة . نحن نملك كافة أنواع «الأسلحة «و سنرد على المخطئين في حق الفريق في الوقت المناسب و باستعمال «السلاح» المناسب .

هل تنتظرون ردا من رئيس الحكومة حول رسالتكم ؟
نحن لا ننتظر ردا محددا بقدر ما نقدم ملاحظات تحت شعار «من أنذر فقد أعذر « . هذه رسالتنا للسلطة السياسية في البلاد حتى لا نكون تحت طائلة اللوم في صورة تطور الأوضاع بصفاقس إلى ما لا يحمد عقباه احتجاجا على مظالم رئيس جامعة كرة القدم في حق النادي الصفاقسي الذي يستعد للاحتفال قريبا بمرور 90 سنة على تأسيسه و هي مناسبة لأدعو الأحباء للالتفاف حول الهيئة المديرة و الإطار الفني و اللاعبين حتى يواصل الفريق مسيرته الموفقة خاصة في مسابقة كأس الكنفدرالية الإفريقية و إن شاء الله يكون التتويج حليفنا هذه المرة .

جعفر الخماري / الشروق

قد يعجبك ايضا