الشيخ حسن القرمازي: نور من أنوار جامع الزيتونة

الشيخ حسن القرمازي أحد علماء تونس من ثمار جامع الزيتونة المعمور هو من مواليد صفاقس ديسمبر سنة 1915. كان إمام وخطيب الجامع الكبير بصفاقس لحقبة من زمن الاستبداد.

 زاول تعلمه الشرعي بمدينة صفاقس أول الأمر ثم انتقل الى جامع الزيتونة المعمور ليحرز على شهادة العالمية ويصبح بذلك علاّمة من علاّمات عصره ولكن حظّه في الزعامة لم يكن وفيرا اذ كان يناوئ رياح التغريب التي هبّت على تونس بعد الاستقلال لا سيّما و قد عُطّل التعليم الزيتوني و ادمج المقرّبون منهم في التعليم العمومي و استبعد المخالفون للعلمنة عن مفاصل الدولة و لقاء الناس بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة. بل حوربوا في بعض الأحيان في رزقهم فانقطعوا عن الناس قهرا وعاشوا العزلة كما عاشها الشيخ الجليل رحمه الله.

لم ينصف نظام السابع من نوفمبر الشيخ حسن القرمازي و لم يفتح له أبواب الدعوة والنصيحة بل استدام حالة العزل فداوم انقطاعه عن الناس عدى بعض المقربين منه ربما لتقدمه في العمر، ولكنه ظل ملجأ للإرشاد الديني وللفتوى الصريحة الواضحة التي لا لبس فيها.

جاءت رياح الثورة بالخير الوفير أول الأمر فكان من المبتهجين رغم بلوغه سنّا عتيا. ولقد زاره آنذاك وزير الشؤون الدينية الشيخ الدكتور نور الدين الخادمي في بيته فكان اعتراف اللحظة الأخيرة للدولة التونسية بقيمة علماء الزيتونة و استلهام لفكرهم والتماس لطريق وعر سلكوه لعقود من الزمن في ظل الاستبداد و مناوأة المدرسة الزيتونية العريقة.

توفي يوم الجمعة 10 مارس 2017.

بتصرف عن الاستاذ حاتم الكسيبي