مسرحية “ماهوش موجود” للموسم الثاني على التوالي أمام شبابيك مغلقة بمهرجان صفاقس الدولي

امام شبابيك مغلقة عرض تاريخي لكريم الغربي في صفاقس

بعد مسرحية المكي وزكية للكوميدي لمين النهدي تتواصل العروض المسرحية بمهرجان صفاقس الدولي في دورته الأربعين ،بعرض البارحة لمسرحية “ماهوش موجود ” للكوميدي كريم الغربي .

كنت أشرت في كتابات سابقة بأن هذا العرض سيشهد إقبالا جماهيريا كبيرا وهذا ماحصل البارحة حيث توافدت الجماهير بأعداد غفيرة إلى المسرح الصيفي سيدي منصور وسط يقظة أمنية غير مسبوقة وتنظيم محكم خصوصا بعد تواجد عدد كبير من الجماهير أمام المسرح من أجل البحث عن تذاكر بعد نفاذها وغلق الشبابيك ، فضلا على عدم دخول عدد من الجماهير الحاملة لتذاكرها بعد إمتلاء المسرح بالكامل .

قرابة “10000” متفرج ، مشهد لم نشاهده منذ سنوات ،فتساءلت هل هي سهرة للفنان كاظم الساهر أو جورج وسوف في نهاية التسعينات وبداية القرن الواحد والعشرين ام هو عرض للفنانة ماجدة الرومي أو جوليا بطرس في نفس الفترة ،ثم صحوت من غفوتي لأدرك بأن كل هؤلاء بمختلف شرائحهم العمرية جاؤوا من أجل مسرحية “ماهوش موجود ” للكوميدي كريم الغربي ،فتساءلت مجددا هل أن محتوى هذا العمل يستحق مثل هذا الإقبال الجماهيري القياسي !? طبعا عليا بالسؤال وللجمهور كلمة الفصل ،عرض لم يكن مختلفا كثيرا عن العرض السابق في الموسم المنقضي مع بعض التغييرات في علاقة بالإضاءة و”الدخلة ” وبعض المفردات والأحداث المستجدة ،مادون ذلك سقط الكوميدي في الإبتذال والميوعة طيلة فترة العرض رغم التفاعل الإيجابي والضحك من الجماهير ، رأي عبر عنه فئة من الحاضرين مستنكرين محتوى العرض لما تضمنه من إيحاءات جنسية، بل هنالك من الحضور قالوا لي حرفيا ” ماهياش متاع عائلات وعلاش ما قالوناش ندخلوا رجال صافين ، اللي يعمل فيه هذا الكل بالكلام “بالغشة” ينجم يعملو أي واحد ” الخ … فيما عبر آخرون عن إعجابهم بالعرض وبأداء الكوميدي معبرين عن فرحتهم وسرورهم بعد مشاهدة المسرحية .

تباين في الأراء يصيبني بالحيرة عن مصير الذائقة الفنية عند التونسي وعن الاختلاف في مدى تقبل مثل هذه الأعمال الفنية !? وهل هي تتعارض مع الأخلاق والقيم !? وهل الأخلاق تتعارض مع الثقافة والعكس بالعكس !? أسئلة ربما يستطيع أهل الإختصاص من علم إجتماع وعلم نفس والثقافة والفن … الإجابة عنها …

عرض البارحة خصه كريم الغربي والفريق العامل معه بدخلة خاصة بولاية صفاقس حيث استهلت السهرة بالحضرة الصفاقسية “سيدي منصور” التي تفاعل معها الجمهور في مشهد فلكلوري رهيب ،لتحتل السهرة المرتبة الأولى من ناحية الإقبال الجماهيري مقارنة بالعروض السابقة بأعداد فاقت كل التوقعات وسط تنظيم محكم والكثير من الحنكة والرصانة من المنظمين في التعامل مع الجماهير لتبعث برسالة طمأنة إلى رواد مهرجان صفاقس الدولي الذي تتواصل فعالياته اللية بعرض الفنان اللبناني زياد برجي بمعية الفنان أحمد الشريف وعدد من السهرات الأخرى أهمها سهرة الإختتام مع الفنان صابر الرباعي .

أمير السعداوي

قد يعجبك ايضا