صفاقس: عملية بيضاء في عرض البحر على متن لود قرقنة

لود قرقنة - صفاقسانتظمت، اليوم الخميس 13 ديسمبر 2018، عملية بيضاء على متن لود قرقنة في عرض سواحل مدينة صفاقس، بغاية اختبار جاهزية المتدخلين وقدرتهم على التصدي للكوارث عند حصولها، وضبط مخطط سلامة يأخذ بعين الاعتبار الإخلالات المحتملة قصد تجاوزها وضمان درجة عالية من نجاعة التدخلات عن الاقتضاء.

وتمثلت العملية في افتعال حريق على متن باخرة نقل مسافرين وسيارات تابعة لأسطول الشركة الجديدة للنقل بقرقنة، تلته عملية تدخل أولى لطاقم السفينة لإخماد الحريق باستعمال قوارير الإطفاء وغيرها من الآليات قبل الاستنجاد بالحرس البحري وجيش البحر أمام اتساع رقعة الحريق.

وكانت المرحلة الثانية من هذا التمرين الرامي إلى وضع جميع المتدخلين أمام حالة “شبه واقعية” على حد تعبير الرئيس المدير العام للشركة الجديدة للنقل بقرقنة عبد المجيد خشارم في قدوم وحدات عائمة تابعة للحرس البحري وجيش البحر والحماية المدنية والديوانة التونسية، قصد معاضدة جهود طاقم السفينة في عمليتي إخماد النيران وإجلاء الركاب والعناية بهم.

وأحيطت سفينة “اللود” بقرابة عشر وحدات تابعة لمختلف الأسلاك المذكورة، حيث ساهمت في عملية إجلاء 70 فردا من مجموع 88 راكبا خضعوا لما أسمته الجهات المنظمة للعملية البيضاء ب”الفرز الصحي والأمني” من طرف مختلف المصالح ذات الصلة.

وقد شاركت في هذه العملية فضلا عن الأجهزة والأسلاك الأمنية والعسكرية مصالح أخرى على غرار البحرية التجارية التي وفرت جرارا بحريا مجهزا بفوهات مياه ضاغطة، والنادي البحري بصفاقس الذي سخر بدوره ثلاث سفن مساهمة منه في عملية إجلاء الركاب.

واعتبر رئيس النادي البحري نجيب غربال أن الجهات المدنية والمجتمع المدني معني بعملية النجدة والإغاثة عند حصول الكوارث، واعرب عن استعداد النادي لوضع أسطول منخرطيه من السفن على ذمة التدخلات عند الاقتضاء.

ومن الناحية المقابلة لموقع العملية البيضاء في عرض البحر، تجمعت على أرصفة المنطقة البحرية (الحرس البحري) سيارات الإسعاف والحماية المدنية والصحة ووسائل نقل مختلفة تابعة لعديد المصالح الجهوية الإدارية والأمنية للقيام بعمليات الإسناد ونقل المصابين أو الغرقى.

وأبرز عبد المجيد خشارم أهمية هذا التمرين واصفا إياه ب”الأول من نوعه الذي يجرى في عرض البحر” وليس في الحوض كما سبق أن تم ذلك في السابق، وهو ما من شأنه أن يمكن من وضع كل المتدخلين أمام حالة قريبة للظروف الواقعية عند حدوث الكوارث في سفن نقل الأشخاص والبضائع وحتى سفن الصيد أو عمليات الهجرة غير الشرعية.

يذكر أن سواحل صفاقس تعرف نشاطا بحريا مكثفا وحركة نشيطة للسفن التجارية ونقل الأشخاص، كما تعد نقطة انطلاق رئيسية لرحلات الهجرة غير النظامية التي خلفت عديد الكوارث الإنسانية في السنوات القليلة الماضية.

وتكمن أهمية هذا التمرين كذلك، بحسب الرئيس المدير العام للشركة الجديدة للنقل بقرقنة في كونه سينتهي بعملية تقييم دقيقة لتدخلات كل الأطراف التي سيتم تصويرها بالفيديو، بما يمكن من تشخيص الوضعية الحقيقية لإمكانياتها اللوجيستية والبشرية ومدى تجانس وتكامل تدخلات مختلف الأطراف.

كما سيتم وضع خلية مشتركة صلب المنطقة البحرية بصفاقس تضم مختلف الأطراف وتشتغل بتعاون وتكامل وفق مخطط سلامة واضح يحدد مسؤولية كل طرف ودوره بكل دقة ويأخذ بعين الاعتبار شتى الوضعيات الممكنة ويحدد سلسلة من الالتزامات العملية.

والملاحظ أن هذه العملية البيضاء عرفت إعدادا مسبقا من طرف مختلف الأطراف وتوخت أسلوب التلقائية في تصوره وإعداده وذلك بغية التعرف على كل النقائص الممكنة والأخطاء المحتملة بحسب منظمي العملية.

وات

قد يعجبك ايضا