بنزرت : سجين سابق قهر الصعاب و عاد مواطنا كاملا من اصحاب المشاريع ( فيديو )

عبد السلام المرسني سجين سابق قهر الصعاب و عاد مواطنا كاملا من اصحاب المشاريع
عبد السلام المرسني سجين سابق قهر الصعاب و عاد مواطنا كاملا من اصحاب المشاريع

” بديتها بحلمة…وهاي تحققت والحمد لله” ،هكذا علق الشاب عبد السلام المرسني صاحب الـ37 سنة من العمر…وهو يعانق الوالدة ” امي مبروكة”…بمناسبة افتتاح مشروعه الجديد المتمثل في بعث محطة غسيل للسيارات ، بحضور شرفي لعدد هام من الاطارات الجهوية والمحلية من كل الفئات والهياكل وعلى راسها والي الجهة محمد قويدر… مشروع لئن قد يتبادر لذهن كل من لم يقترب من عبد السلام واسرته وقصته مع الحياة ، انه من المشاريع العادية والسهلة لكنه غير ذلك بالمرة والسبب الوضعية غير عادية لمحيط عيش عبد السلام السابق …” لقد قضيت من عمري ما يزيد عن الاثنى عشر سنة في السجن بسبب انشطتي الاجرامية ومثلها ربما من السنين في عالم الجريمة من مخدرات وعنف وغيرها …” هكذا كان وصفه ونعته لمحيط عيشه السابق …قالها بنبرة الندم ولكن ايضا بنبرة عدم العود لتلك “الحياة الميتة”…” نعم لقد غنمت من عالم الجريمة الالاف من الدنانير…لكنها لم تعمر وضاعت بكل سهولة ورمشة عين حتى انني لم اشعر بها مثلما اشعر الان باهمية بضع الدنانير التي في جيبي … الحلال طيب والاستقامة مطلوبة “.

صعبة هي الحياة بعد السجن:
” لقد كان حلما لي ان ابعث مشروعا يقيني العودة لغياهب السجون بوحدتها …وقساوتها البدنية والنفسية والعائلية ” هكذا اضاف عبد السلام الذي لئن لم اتمكن من ترويضه لاكثر من 10 دقائق للحديث معي وهو الذي كان يتقبل التهاني احيانا ويوزع المشروبات والحلويات رفقة بقية افراد الاسرة والاصحاب والاحباب وحتى المسؤولين ، مشيرا الى رحلة الالف ميل التي قطعها مباشرة عقب الخروج من السجن ، وحيدا ، مفلسا، فقيرا الا من محاولة النهوض من جديد وتطليق عالم الجريمة نهائيا والبحث عن مورد الرزق الحلال والطيب مستعينا بدعاء الوالد امي مبروكة التي قاطعتنا بزغرودة قبل ان تفلت منها دموع الفرح وهي تتذكر كيف كانت رفقة زوجها تتنقل بعيدا من منطقة وجهة من البلاد لحمل ” القفة” لعبد السلام بالسجن وكيف تعرضت للسرقة يوما ما في القطار لولا ابناء الحلال الذين تكفلوا بايصالها الى المنزل بمنطقة جرزونة ” البية” على حد قولها، مرددة بعبارات صوت خافت لئن اعيته السنون لكنها ابدا لم تتمكن منه وظل حاضرا صامدا بمثل صمود عبد السلام امام مغريات عالم الجريمة السهل.

رحلة طويلة وامل:
لقد كانت رحلة طويلة بين المكاتب والادارات لكن في الاخير مثلما ترى حققت المطلوب …سعادتي لا توصف اليوم بهذه اللمة الكبيرة والمفاجئة لي …شكرا لكل من اخذ بيدي وامن بي من سلط جهوية وعلى راسها والي بنزرت ومحلية ” خونا معتمد جرزونة وبلدية وايضا بقية المؤسسات وخاصة بنك التضامن الذي مكنني من القرض الاول لانجاز المشروع ولكل من اطرني واخذ بيدي وخاصة مسؤولي الدولة بالجهة …نعم هو الحلم الصعب لكن الحمد لله تحقق اخيرا بتعب كبير وصبر بمثل صبر ايوب .

رسالة وطموح:
عبد السلام ومع اجواء الفرح والغبطة والسعادة التي كانت تغمره لم ينسى الاشارة والتاكيد على رسالة مقتضبة لكنها تحمل بين طياتها معاني كبيرة وجهها لكل الشباب التونسي من العاطل عن العمل وخاصة ممن زلت بهم القدم يوما ما مفادها لا تياسوا من الدنيا وكونوا صبورين ولا تتركوا بابا لمسؤول الا وكونوا عنده وامامه “ليلا نهارا وايام الاحد “على حد تعبير الشاعر المرحوم محمد الصغير اولاد احمد، مضيفا بحضور والي بنزرت محمد قويدر ومعتمد جرزونة وليد السعداني ورئيس بلدية منزل عبد الرحمان عماد بوصبيح وبقية المدعووين من كل الهياكل والاطراف الرسمية والمجتمعية والاهل والاقارب وثلة من الاعلاميين ” املي ورجائي ان تواصلوا مساندتي وتساهموا معي في مزيد تطوير نشاطي لمجالات اخرى مرتبطة بعالم السيارات كتغيير تغيير وغيرها ووعد مني اليكم جميعا بالسعي والعمل على النجاح وايضا في تاطير كل الشباب الذي زلت به القدم يوما ما ولن اخفي عنكم انني توليت انتداب ايضا شابين كانت لهما تجربة مع السجن مثلي وها ان ربي صلح في رايهم مثلي وان شاء الله يكونو مشروع نهار اخر ومثلهم كثيرون ما دام في العمر امل “…

طارق الجبار

قد يعجبك ايضا