صفاقس : عنف العصابات ينتقل الى المؤسسات التربوية

صفاقس - عنف - معهد المنجي سليم

مؤلمة صور العنف والدماء والجروح أمام معهد المنجي سليم قلعة العلم التي برزت في صفاقس الشمالية، في صفاقس الغابة، لسنين طوال. العنف ينتقل من لعبة دنيئة يتقنها باندية الأحياء الى شباب متعلم يستعد لبناء مستقبله ومستقبل بلد بأسره قد أضاع البوصلة و يحاول الاهتداء بالكواكب والنجوم وهو لا يدرك علوم الفلك.

صورة الشاب ذي الوجه المدمي والعين المنتفخة صورة كان يُؤثث لها منذ فترة طويلة قبل الثورة اذ انطلق الحديث في أركان المدينة والريف على حد السواء عن الافتكاك بالقوة والخروج عن المدنيّة. في تلك الفترة بالذات انطلقت مسلسلات الصور المتحركة العنيفة أين تردد كلمات الانفجار و الموت والقتل و القطع و التدمير بانتظام. جاءت الثورة التي منحت حرية و كرامة اسيء استغلالها بل ساهم الاعلام في ضخ كمية هائلة من العنف اللفظي والأخلاقي ليافعين يتلمّسون طريق العلم.

منذ بضعة أشهر بثّت قناة التاسعة تهريجا يصوّر فيه الممثل “غوار” وهو يعلّم أحد الفتية النطر و النشل باستعمال السكين. بالطبع السكاتش أعجب الجمهور مدفوع الاجر فقهقه و صفّق للنذالة والصفاقة ثم انتشر المقطع على صفحات التواصل و النات والهايكا في نوم عميق.

ها نحن نجني ثمنا لمسلسلات ساقطة بثّتها قنوات أفسدت صورة التونسي في العالم و أفسدت التونسي في حدّ ذاته، اذ ساهمت في انتشار العنف بأنواعه واشكاله المتعددة و راهنت على افساد الأسرة بعد أن خرّبت علاقة المعلّم بالمتعلم. هل تعتبر الهايكا والدولة بكافة مؤسساتها مما حدث فتتابع ما تبثه وسائل الاعلام من عنف و تترجمه عصابات امام المعاهد حيث المخدرات والسكاكين والنشل.

ربي يقدّر الخير

بقلم حاتم الكسيبي

قد يعجبك ايضا