يوسف العوادني: المنظمة الشغيلة لن تدخر جهدا في الكشف عن حقيقة اغتيال الشهيد محمد الزواري

محمد الزواري - الضحية الذي قتل أمام منزله بطلق ناريقال الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، يوسف العوادني، إن “الشهيد محمد الزواري هو من بين شهداء تونس والأمة وفي مقدمتهم شهداء القضية الفلسطينية الذين يحرص الاتحاد على تكريمهم باعتبار أن هذه المنظمة العتيدة تعرف قيمة الشهادة وقد جسمها شهيد الحركة الوطنية والنقابية الزعيم الراحل فرحات حشاد الذي اغتاله المستعمر الفرنسي منذ 67 سنة خلت، ولن يدخر الاتحاد جهدا في الوقوف إلى جانب عائلة الشهيد واصدقائه ورفاقه من أجل الكشف عن حقيقة وملابسات اغتياله”، وفق تأكيده.

واعتبر العوادني في تصريح لـ(وات) خلال موكب انتظم، اليوم الأحد، بالمركب الشبابي بصفاقس في الذكرى السنوية الثالثة لاغتيال المهندس الزواري من طرف جهاز “الموساد” الاسرائيلي في الـ15 من ديسمبر 2016 أنه “من العار على حكام تونس الحاليين والسابقين أن لا تتوصل الدولة التونسية للكشف عن المجرمين الذين دخلوا إلى تراب الوطن ونفذوا عملية الاغتيال الإجرامية”.

يذكر أن حركة حماس الفلسطينية كانت وجهت في بيان لها بتاريخ 17 ديسمبر 2016 أصابع الاتهام في عملية اغتيال الشهيد محمد الزواري لجهاز الاستخبارات الاسرائلي “الموساد” وأكدت أن المهندس التونسي الراحل كان ينتمي لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري. وكان الشهيد الزواري أشرف على مشروع تطوير طائرات دون طيار تحمل اسم “أبابيل” وتصنيعها وهي طائرات استخدمتها حركة حماس في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014.

وبخصوص مستجدات الملف على الصعيد القضائي، أكد شقيق الشهيد محمد الزواري رضوان الزواري أن “المسار القضائي للملف معطل ولا يوجد أي شيء في هذه القضية ولا يوجد قاض ولا وثائق وحتى الأبحاث التي أجريت أتلفت بحسب ما أكدته هيئة الدفاع عن الشهيد في صفاقس وتونس العاصمة”، على حدّقوله، موّجها الاتهام للمؤسستين الأمنية والقضائية بـ”تقاسم الأدوار من أجل إتلاف الملف”.

وقال إن “آخر عهد له بالقضية هو حضوره ووالدة الشهيد وزوجته كقائمين بالحق الشخصي لدى قاضي القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بعد شهرين من عملية الاغتيال دون أن تتم دعوتهم من جديد من أية جهة قضائية أو أمنية”.

واعتبر أن كل الدلائل تشير إلى وجود سند داخلي لجهاز الموساد في عملية الاغتيال وآخرها الوثائقي الذي بثته وكالة “شهاب” للأنباء الفلسطينية في 16 و17 نوفمبر المنقضي والذي تجددت فيه اعترافات الكيان الإسرائيلي بتورط الموساد في عملية الاغتيال، وتم التأكيد فيه على أن السبب الذي عجّل في اغتيال الزواري لم يكن تصنيعه لطائرات دون طيار فقط، بل ما يقوم به المهندس التونسي لصالح حركة “حماس” من اجل تطوير أسطول من الغواصات يتم التحكم فيها عن بعد، وبمقدورها حمل عبوات ناسفة، وفق تقديره.

وحول ما وصفه بالسند الداخلي، أشار رضوان الزواري إلى وجود نقاط استفهام عديدة تؤكد ذلك حول الجهات التي أعطت الضوء الأخضر لانطلاق السفينة الروسية التي هرب على متنها الجناة وعددهما اثنان، وحول من أمضى على إطلاق الصحافي الصهيوني الذي قام بالتغطية الإعلامية لعملية الاغتيال من تونس، وملازمة مدير الأمن السابق عبد الرحمان الحاج علي الصمت حول أسباب استقالته والمرتبطة في تقديره بقضية الاغتيال، وغيرها من النقاط الدالة على وجود إسناد داخلي للقتلة، وفق تصوّره.

من جهته، أكد، سمير مطيبع، رئيس فرع صفاقس للرابطة التونسية للتسامح، وهي إحدى الجمعيات ومكونات المجتمع المدني المشاركة في تنظيم فعاليات “أسبوع الشهيد” إحياء لذكرى الاغتيال، أن الرابطة وباقي مكونات المجتمع المدني وكل المدافعين عن القضية الفلسطينية سيواصلون الضغط بالوسائل السلمية من أجل كشف حقيقة وملابسات جريمة الاغتيال وما أجل أن لا يموت فكر الشهيد الزواري ومشروعه العلمي الموظف لخدمة القضية الفلسطينية، على حدّ تعبيره.

وقد انطلقت فعاليات “أسبوع الشهيد” محمد الزواري الذي ينظمه لفيف من مكونات المجتمع المدني بالجهة إلى غاية 15 ديسمبر الجاري بورشة لصنع نماذج طائرات ورقية صغيرة، وعرض جوّي لطائرات بمتحكم بالمركب الشبابي بصفاقس وسط أجواء تنشيطية وموسيقى ملتزمة في علاقة بالقضية الفلسطينية.
وبالتوازي مع ورشة صنع نماذج الطائرات الصغيرة التي بادر بتنظيمها نادي طيران الجنوب الذي كان أسسه الشهيد محمد الزواري، تم تدشين حديقة فلسطين بالمركب الشبابي بعروض تنشيطية أمنها فوج الكشافة البحرية.

وتتواصل فعاليات “أسبوع الشهيد” على امتداد الأسبوع القادم حيث تقام عديد الفعاليات الفكرية والثقافية والرياضية منها معرض للصور بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بصفاقس يوم الأربعاء 11 ديسمبر بترتيب من نادي الطيران النموذجي كما ستقام بمركز سحنون-طريق قرمدة أمسية في فن الرسم على الجدران يوم الجمعة 13 ديسمبر بمبادرة من شباب قرمدة وفوج كشافة مركز سحنون سعيا منهم لإعطاء جمالية فنية لمنطقتهم بألوان وروح القضية الفلسطينية وكل قضية عادلة.

وسيتمّ تنظيم خيمة تعريفية بمشروع المجسم الشهيد محمد الزواري الذي صادقت عليه بلدية صفاقس الكبرى وذلك يوم السبت 14 ديسمبر في المفترق الدائري قاصة عدد 4 طريق منزل شاكر بساحة الشّهيد محمّد الزواري بصفاقس على أن تنطلق بالمناسبة حملة لجمع تبرعات لإنجاز المجسم، وتقام في ذات اليوم أمسية فنية بعنوان ” عرس الشهيد ” تتضمن كلمات لشخصيات وطنية وفلسطينية تتخللها فقرات فنية وشعرية بقصر المؤتمرات بالعين.

كما تنتظم السبت ببادرة من الرابطة التونسية للتسامح ندوة فكرية يؤثثها الكاتب الفلسطيني، عابد الزريعي، والمحلل السياسي الحبيب بوعجيلة.

وستختتم يوم الأحد 15 ديسمبر في رحاب ساحة 100 متر بباب بحر وسط مدينة صفاقس بخيمات تنشيطية يتخللها موكب تكريم لعائلة الشهيد.

وات

قد يعجبك ايضا