تبرورة .. مشروع الحلم بصفاقس تنتظر مستثمرا يصنع مدينة المستقبل

مشروع تبرورةتبرورة ..المشروع الحلم بصفاقس الذي يراوح مكانه منذ ما يقارب الـ35 عاما ..مشروع يقوم على إنشاء مدينة جديدة على حساب البحر ..420 هكتارا تم “اقتطاعها ” من البحر الذي ابتلع مشروعا ضخما تنفس في الفترة الأخيرة ..

فتح ملف مشروع “تبرورة” بصفاقس وهو الاسم القديم للجهة، هو كالغوص في أعماق البحر بحثا عن لؤلؤة مخفية تحت الصخور ..فالتجاذبات كثيرة، والمصالح متضاربة ومتلاطمة، والآراء والرؤى متنوعة ومختلفة طال معها أمد تنفيذ المشروع أكثر من اللازم، فتبعثرت الأوراق وبات ترتيبها من جديد من أعقد الأمور ..

420 هكتارا من الأراضي البيضاء، ترقب جزيرة قرقنة ومشروعها “سيدي في النخل” المعطل هو الآخر، 420 هكتارا على ضفاف المتوسط تعبر عن انفتاحها وابتهاجها بمستثمر سحب ملف طلب العروض، لكن ملفه لم يكن متطابقا مع الضوابط المرجعية ..فذاب المستثمر ..

المستثمر الغائب

المسكوت عنه انه تمّ في 10 ماي 2016 الإعلان عن طلب عروض دولي للتعبير عن الرغبة في المشاركة لاختيار مستثمر (انتقاء أولي)، ورغم الإقبال المكثف على سحب الملف (41) إلا أن العروض الواردة اقتصرت على عرضين فقط، وتبين عدم مطابقتها للضوابط المرجعية، وبالتالي تمّ رفضهما وإعلان طلب العروض غير مجدي بتاريخ 30 سبتمبر 2016، كما تمّ الإعلان عن طلب العروض الدولي للتعبير عن الرغبة في المشاركة لاختيار مستثمر (انتقاء أولي وانتقاء) بتاريخ 02 جوان 2017، وتم سحب ثمانية وأربعين (48) ملف طلب عروض إلا أنه لم يرد على مصالح الشركة سوى عرضين فقط تم فتحهما بتاريخ 18 سبتمبر 2017، وإثر تقييمهما تبين عدم مطابقتهما للمقتضيات، وفي كلتا العرضين تم الاعتماد على المرحلة الأولى من دراسة مثال التهيئة التفصيلي كمثال توجيهي يستأنس به في تجسيد التوجهات العمرانية للمستثمر مع الالتزام بالثوابت العمرانية.

وعلى هذا الأساس، تم الاتفاق مع المجلس البلدي المنتخب على اعتماد المراجعة الجزئية لمثال التهيئة العمرانية لبلدية صفاقس، وتم التنسيق مع الإدارة العامة للتعمير بوزارة التجهيز وبلدية صفاقس ومختلف المصالح ذات العلاقة وتمت بلورة وثيقة التهيئة بما يستجيب للمتطلبات العمرانية بالجهة كما تم عقد عديد الجلسات الفنية وتكوين خلية متابعة تحت إشراف لجنة التهيئة والتراخيص العمرانية ببلدية صفاقس والتي توجت بعرض نسخة محيّنة من ملف الدراسة على أنظار اللجنة المذكورة آنفا على ان يتم عرض الملف النهائي على انظار المجلس البلدي في نهاية هذا الشهر ( 30 نوفمبر 2019 ) للمصادقة.

ربط المشروع بالنسيج العمراني

وحسب الرئيس المدير العام الجديد وسيم الزواري الذي أعطى نفسا ودفعا جديدين للمشروع، فإن شركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس، وفي إطار الحرص على رفع الاكتناف عن منطقة مشروع تبرورة وتعزيز رابطيته بالنسيج العمراني المحيط بها وللرفع من جاذبية المشروع ككل، قامت بالتنسيق مع كل من الإدارة الجهوية للتجهيز حول مسار الطريق الشمالي الجنوبي المار من حوزة المشروع والذي دخل إنجازه حيز التنفيذ ومع وزارة النقل وشركة المترو الخفيف بصفاقس فيما يتعلق بإنشاء محطة متعددة الأنماط والتي ستمكن من ربط المشروع بمركز مدينة صفاقس من خلال تواصل شارعي الحبيب بورقيبة وعلي البلهوان.

وأكد الزواري ان شركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس قامت بالعديد من الجلسات والاستشارات التي أفضت إلى توصية من مجلس إدارة الشركة بضرورة تعيين بنك اعمال لإعداد ملف طلب الترشحات الدولي والمرافقة الفنية لاختيار مستثمر لإنجاز واستغلال مشروع تهيئة وتطوير منطقة تبرورة. وقد تم في هذا الصدد بعث لجنة تفكير منبثقة عن مجلس إدارة الشركة للنظر في التصورات والسيناريوات الممكنة لإنجاز هذه المرحلة.

وفي ذات الاتجاه، وفي إطار الحرص على تنفيذ المشروع الحلم، ومواكبة للتطورات المحدثة عالميا في مجال التنمية المستدامة، وترشيد استهلاك الطاقة واستعمال الطاقات المتجددة، واستخدام الذكاء الاصطناعي في العمارة والمعمار، قامت شركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس بإمضاء اتفاقيات شراكة مع جمعية المدن الذكية بتونس، وجامعة صفاقس إضافة إلى المشاركة في مشروع صفاقس الذكية قصد بعث قطب عمراني ذكي ومستدام.
مشروع ضخم ..لكن

مشروع تبرورة يقوم على خلق مدينة عصرية ذكية تؤم 70 ألف ساكن وإدارات وفضاءات خدماتية ومدارس ومعاهد مع وحدات فندقية ونزل.والأهم أن هذه المدينة الساحلية توفر أكثر 15 الف موطن شغل ..، هذا هو أساس المشروع الذي ولئن نجحت الشركة في اكتساب المخزون العقاري الذي كان بعضه على حساب عدد من السكان من الذين كانت منازلهم تطل على البحر، فإنها الآن تهتم بالمتابعة والمراقبة البيئية لكامل منطقة المشروع مع صيانة المنتزه الحضري (غراسة وتهيئة…) ومتابعة ديناميكية خط الشريط الساحلي للبحر، والأهم من كل هذا استكمال الدراسات المتعلقة بمثال التهيئة العمرانية للمنطقة، والإعداد للمرحلة التطويرية والاستثمارية للمشروع.

35 عاما منذ انطلاق المشروع، لكن النتيجة الحاصلة دون المأمول لعوائق ومشاغل ومشاكل تفرقت مسؤوليتها بين الأيادي، ..صحيح أن قيمة الأراضي ارتفعت جدا، وخسارة سنوات التنفيذ لم تكن خسارة بالمعنى الحقيقي، بل هي مرابيح مبطنة، وانخراط المشروع برمته في صفاقس الذكية وقدرته على حل أكبر المشاكل التي تعاني منها صفاقس أي المصالحة مع البحر والضغط المروري من ناحية سيدي منصور قلب المدينة صفاقس كلها مكاسب غير واضحة للعيان، لكنها مكاسب حقيقية ..

توجهات الشركة وإدارتها النشيطة تبلورت وباتت واضحة، تبرورة الواقعة على مرمى بصر من المدينة العصرية باب البحر، والمدينة العتيقة بتراثها المعماري الذي يعبق حضارة وتاريخا، والواقعة على ضفاف المتوسط لا بد وان تكون “مدينة الغد”.. مدينة متوسطية متقدمة بمشاريع نموذجية وصناعات تكنولوجية وسياحة الأعمال واستشفاء تقطع مع التصورات الكلاسيكية للمدن ..وهذا لا يتم إلا بمستثمر يستوعب كل هذا..

 الشروق ( راشد شعور)

قد يعجبك ايضا